Sunday 1st August,200411630العددالأحد 15 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الجار يودّع جاره الجار يودّع جاره
جابر بن هويج

مما لا شك فيه أننا في زمن انشغل الناس فيه بظروف حياتهم المعيشية؛ فالكل صار مشغولاً بنفسه حتى أن الفرد لم تكن لديه علاقات أو روابط قوية، سواء مع أقاربه أو جيرانه أو حتى مع الناس الآخرين، وهذه تغيرات طرأت على المجتمع بسبب الطفرة التي أحدثت تغيرات اجتماعية حتى أن الجار لم يعد يعرف جاره الذي يسكن معه في البيت ذاته وهذا مخالف لحقوق الجار التي جاءنا بها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه) وغيره الكثير من النصوص الشرعية في القرآن والسنة.
ولكن في المقابل ما زال هناك بعض الجيران الذين يؤثرون جيرانهم على أنفسهم، ويعتبرونهم أقرب الناس إليهم فيتزاورون يومياً؛ ليطمئن بعضهم على بعض، وليتجاذبوا أطراف الحديث؛ فهذا الشيخ هويج بن علي آل فطيح من أهالي محافظة يدمة في منطقة نجران كان جاراً للمغفور له - بإذن الله - الشيخ علي آل رشيد، وكانا يتسامران ليلهما ب(السواليف) الطيبة ويحتسيان القهوة على النار، وكانا إذا ألمّ بأحد منهما أمر استنجد بجاره، ولأنهما فهما معنى الجوار في أسمى معانيه فلم يحصل بينهما أي خلاف أو أي كلمة لا تليق بالجار الآخر على مدى ربع قرن (25 سنة) وهذا مما زاد حرقة الفراق عندما تلقى الشيخ هويج وأبناؤه نبأ رحيل جارهم إذ اعتصرهم الحزن والألم وتأثروا بموته، وقد رثى الشاعر جابر بن هويج جاره بهذه الأبيات:


جاري رحل عني وقفت ظعونه
قفّى وعيني هلت الدمع مدرار
حطوه في قبر وساووا ركونه
وغطوا عليه بداخل القبر باحجار
بعد اللحد والطين جو يدفنونه
ويا ويل عيني يوم شفت الثرى ثار
يا الله عسى الجنة منازل سكونه
ويا الله عسى له منزل بين الأبرار
جاري ولا يرضى عليّ بالمهونة
يا ما تسامرنا على شبة النار
والعود الأزرق بيننا يحرقونه
ودلال رسلان على الربع تندار
للضيف والعاني يقدم صحونه
ما صك باب البيت في ليل ونهار
وبانخاء عياله بالوفاء يتبعونه
الحر من بعده يخلف له أحرار
وبوصي عيالي جارهم يحفظونه
والجار له حق على الجار تكرار
جاري رحل عني وقفت ظعونه
واطلب من الله يعوضه بالنبي جار


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved