أتاني مكبّاً على وجهه - متعباً - مجهداً - عيناه - مليئتان - بالوجع... وسحب نفساً متقطعاً من رئتيه قال: ماذا علي أن أفعل؟... وصمت،
قلت : وماذا يجب أن تفعل؟!
قال: أنت لا تتقن الإصغاء مثل كل الناس..!
تجيبني بسؤال عن حالة لا تعرفها..!
يا أخي - ثقلت خطوتي - وتوطنتني - الخطوب..
(وين ما اطقها عوجا)..!
قلت: الآن فهمت.. لذا فما عليك إلا أن تخلع
نعليك - لتخف - خطوتك،
كما يجب أن لا تطقها - حتى لا تعوجّ...
قال: سخيفة..!!
قلت: من هي؟
قال: ردود فعلك..!! أنت تسخر من همي
وتدعي - النبل والكرم - والفهم..
قلت: أنا لا أدعي شيئاً مما ذكرت..
ولكن.. ماذا تريد أن أقول..
ووجهك - يكسر داخلي - أي أمل صغير
في أن الغد - يحمل لنا هداياه
المضيئة
قال: يبدو أنني أخطأت في البوح لك بما يبدد النوم من عيني - ويعطل قدرتي - على القراءة والكتابة - والضحك.
قلت: دعنا نكتب الآن..
قال: ماذا..؟!
قلت: نكتب وصايانا.. أو نكتب على بنت الحلال
قال: مازلت تسخر..!!
قلت: نعم.. فالهمّ الذي لا تستطيع أن تزيحه عن طريقك - اسخر منه.. اضحك عليه قد - يتراجع - قليلاً
الهم يا صاحبي- يعطل قدرتنا على التفكير..
ثم إن كل كلامك - سيصبح مجانياً - لأنك توجهه لمن لا يملك أن يحله - اذهب لمن بيده العقد والحل.. وحلّ عني - لأن ما لدي من قضايا - لم تحل - أكثر مما حللت.. أو حلّلت
عندها - حمل صاحبي وجهه وعيناه مليئتان بالدمع..
أطلق عند الباب ضحكة مجلجلة.. ومضى..
صاحبي لم يتوقف عن الضحك
وأنا لم أتوقف عن قول النصائح.. المضحكة..!!
فاضحكوا - على همومكم.. ولا تتوقفوا،
إلا بأمر.. المحكمة..
أو حتى (يدهمكم) الحلّ أو الموت!!
وحلل ولا تناقش!!
|