* الرياض - فارس القحطاني:
جلس (مسند) مثقلاً بالهموم شاخصاً نظره نحو ثلاجة المنزل التي تحولت إلى صيدلية صغيرة من كثر ما تحمله من أدوية باتت تشكل رصيد معاناة طويلة لأنجاله مع المرض. ومسند لم يكن يدور في خلده أنه سيرث هذا الكم الهائل من الألم أو أنه سيصبح رحالة يبحث جاهداً عن استشفاء عاجل يريح به جسد أولاده الذين أنهكهم المرض. ورغم معاناته الكبيرة لم يفقد مسند ثقته بالله يدفعه إيمان عميق برحمته - سبحانه وتعالى - في كشف همّه وغمّه بعلاج فلذات أكباده.
(أبنائي الأربعة يعانون من هشاشة العظام وبنتاي الاثنتان تعانيان من الفشل الكلوي والتهاب الكلى).. بهذه الكلمات افتتح المواطن مسند القحطاني مسيرة معاناته مع أمراض أبنائه، وقال: في بادئ الأمر أصيب ولداي محمد وسعد بهشاشة العظام وابنتي جازة بالفشل الكلوي ولم نكن نعلم ما الذي أصابهم لعدم توافر الفحوص الطبية الدقيقة، وهكذا ربطت أمتعتي قاصداً الرياض بحثاً عن العلاج؛ ومن هنا زاد الحال بي من سوء إلى سوء؛ فقد رزقت طفلين ذكرين هما عيد وحمد اللذان لحقا بأخويهما فقد أصابهما مرض هشاشة العظام، والصغيرة وصايف لحقت أختها الكبرى حيث أصيبت بالتهاب كلوي.
وأردف القحطاني: أجريت لابني محمد (18 عاماً) أربع عمليات في الفخذ والساق واليد. وقد قرر الأطباء إجراء عملية له بعد رمضان لوضع الأسياخ في فخذه استباقاً لحدوث الكسور، كذلك سعد (15 عاماً) أجريت له أربع عمليات اثنتان في ساقيه وواحدة في فخذه وأخرى في يده. والثالث عيد (9 أعوام) أجريت له عملية تجبير لساقه حالياً حتى الفخذ. والصغير حمد (3 سنوات) لحق بركب اخوته حيث يعاني من هشاشة العظام وليونتها.
وأشار القحطاني إلى أن ابنته جازة (16 عاماً) أيضاً تعاني من الفشل الكلوي وتم زراعة كلية لها من فاعلي خير، ورغم الزراعة فهي لا تزال مستمرة في أخذ العلاج كل 20 شهراً وذلك مدى حياتها؛ لأن الكلية لم تنشط وهذه الأدوية تساعدها على القيام بعملها، والبنت الصغرى وصايف (4 سنوات) تعاني حالياً من التهاب في الكلى.
وأوضح القحطاني أن الفحوص التي أجريت لأبنائه تشير إلى نقص تكون العظام؛ مما يحدث لهم تكرار الكسور. وقال القحطاني: أبنائي كأنهم أطفال من زجاج فأي احتكاك بهم يؤدي إلى كسرهم.
|