* موسكو طشقند دبي ا ف ب:
اثارت العمليات الانتحارية التي وقعت الجمعة في اوزبكستان تكهنات عدة حول دوافعها وحول الجهات التي نفذتها في وقت اعلنت فيه منظمتان مسؤوليتهما عن التفجيرات فيما اعطت السلطات حصيلة جديدة عن ضحايا العمليات.
فقد نقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن حصيلة جديدة اوردها وزير الداخلية الاوزبكستاني زاكر الماتوف امس السبت ان سلسلة العمليات الانتحارية التي شهدتها طشقند يوم الجمعة اوقعت ثلاثة قتلى بعد وفاة احد الجرحى التسعة الليلة قبل الماضية، وقد استأثرت الاعتداءات باهتمامات الخبراء في المنطقة وخارجها ورأى بعضهم انها تشكل ردا على ما اسموه القمع الذي مارسه نظام الرئيس اسلام كريموف على المتطرفين ولكنها ضربت ايضا اهدافا اميركية واسرائيلية في اوزبكستان. واعتبر دبلوماسي غربي في طشقند طلب عدم كشف هويته (ان الامر يتعلق باستراتيجية اعلامية لجذب انتباه المجتمع الدولي الى المحاكمة (الجارية للمتطرفين المفترضين) والى ما يجري في اوزبكستان).
وقد استهدفت الاعتداءات الانتحارية في آن واحد السفارتين الاميركية والاسرائيلية ومقر النيابة العامة الاوزبكستانية فيما بدأت لتوها محاكمة 31 شخصا يشتبه بانهم من العناصر المتهمة بالارهاب وبعضهم للمشاركة في سلسلة اعتداءات وهجمات اوقعت 47 قتيلا في أواخر اذار - مارس في اوزبكستان. وقد أدلى المتهمون جميعهم باعترافاتهم بينما ندد المدافعون عن حقوق الانسان بالتعذيب الذي تعرضوا له، واعتبر اركادي دوبنوف المعلق المتخصص لشؤون آسيا الوسطى في صحيفة فريميا نوفوستي الروسية ان (اختيار النيابة العامة كهدف يدل على صلة بالمحاكمة) انها رسالة موجهة الى السلطات (وهي): اننا سننتقم).
وفي دبي بث موقع الكتروني يوم الجمعة بيانا لما يسمىحركة (الجهادالاسلامي في اوزبكستان) تتبنى فيه العمليات الانتحارية الثلاث واكدت الحركة في البيان الذي يصعب التأكد من صحته (قامت ثلة من الشباب بعمليات استشهادية اربكت الحكومة وحلفاءها من اميركان ويهود)، فهاجم المجاهدون التابعون لجماعة الجهاد الإسلامي سفارتي أمريكا وإسرائيل وكذلك مقر المحكمة التي شرعت منذ أيام في محاكمة الكثير من الإخوة التابعين للجماعة، واضاف البيان الموقع باسم (اخوانكم من بخاره محمد الفاتح) ان هذه العمليات لن تتوقف بإذن الله.
وامس اعلنت مجموعة اخرى باسم (حزب التحرير الاسلامي) في بيان نشر على الموقع نفسه على شبكة الانترنت مسؤوليتها عن العمليات الانتحارية الثلاث وجاء في البيان الذي لم يتسن التحقق من صحته ايضا، (تم إعداد العملية بدقة وبتخطيط مكثف من قبل المقاتلين ضد مصالح الصهاينة اليهود الذين ينتهكون اعراض اخواننا فى فلسطين كل يوم وما هذه إلا واحدة من مجموعة من الغزوات بإذن الله)، وفي نظر خبير روسي اخر هو فيتالي بونوماريف من منظمة ميموريال غير الحكومية فان الاعتداءات الثلاثة (اما ان تكون بمثابة رد على عمليات القمع، او انها عملية لاجهزة الاستخبارات الاوزبكستانية) بهدف اقناع الاميركيين بصوابية معركتهم.
اما الناشطون الاوزبسكتانيون المدافعون عن حقوق الانسان فيرون من جهتهم ان السلطات ضخمت انتشار وتنامي التطرف لتحويل الانتباه عن سياستها الخاصة مع لجوئها الى حملات اعتقال مكثفة في اوساط المعارضين وفرض عقوبات صارمة على الجنح الصغيرة، وحسب اعتقاد هؤلاء فإن هذه المغالاة جعلت شريحة من السكان حساسة جدا، ان لجهة الافكار الراديكالية او لدسائس اجهزة الامن التي يمكن ان تكون وراء هذه الاعتداءات بحسب بونوماريف.
|