* بروكسل - (أ. ف. ب):
توصل حلف شمال الأطلسي بعناء مساء الجمعة إلى اتفاق حول آليات إرسال بعثة إلى العراق في مهمة محددة لتدريب قوات الأمن العراقية، لكن مع التكتم بشأن خلاف بين الولايات المتحدة وفرنسا حول مسألة وضعها تحت قيادة قوات التحالف.
وفي ختام أيام عدة من المناقشات المكثفة والشاقة في مقر الحلف في بروكسل، صرح الامين العام للمنظمة الاطلسية ياب هوب دي شيفر (ان الدول الحليفة وافقت على تشكيل بعثة من الحلف الاطلسي لتنفيذ مهمة تدريب) قوات الامن العراقية. وهذا الاتفاق يسمح لكلا الطرفين بإنقاذ ماء الوجه؛ فبإمكان الولايات المتحدة ان تبدي ارتياحها لأن الحلف سيكون له وجود جماعي في العراق، وهو الأمر الذي كانت ترفضه في السابق، بينما تؤكد فرنسا من ناحيتها أن هذا القرار لا يستبق بشيء الترتيبات الواجب التفاوض بشأنها لاحقا.
ويتناول قرار الحلف الاطلسي آليات مساعدته في التدريب تلبية لطلب تقدم به العراقيون في حزيران - يونيو الماضي ووافق عليه قادة الحلف مبدئيا اثناء قمة اسطنبول اواخر حزيران - يونيو.
وقال دي شيفر ان 40 ضابطا يشكلون (نواة) من الحلف الاطلسي سيتوجهون الى العراق باسرع وقت ممكن للبدء في مهمة التدريب والبحث في خيارات اكثر دقة. وأوضح أنهم سيقدمون مقترحات (اكثر تفصيلا) لتدريب قوات الامن العراقية بحلول 15 ايلول - سبتمبر. وهذا الفريق يفترض ان يكون في المكان في خلال مدة تتراوح بين (ثمانية وعشرة ايام) على ان يرتفع عدد اعضائه بسرعة الى مئة شخص. كما أوضح من جهته السفير الامريكي لدى الحلف نيكولاس بيرنز معبرا عن ارتياحه للقرار. وقال: (اننا رمزيا نرفع علمنا) في لفتة تجريح بالكاد مبطنة موجهة الى فرنسا التي كانت ترفض اي وجود للحلف في العراق.
وإثر تسوية اقترحها الامين العام ارجأ المندوبون الدائمون للدول الاعضاء الـ26 الى ايلول - سبتمبر اتخاذ قرار حول الصلات التي يمكن ان تقوم بين بعثة الحلف والقوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق؛ فالولايات المتحدة دعت الى قيادة موحدة بين البعثة وقوات التحالف متذرعة بضرورة ضمان الامن لفريق التدريب الاطلسي، الامر الذي عارضته فرنسا بشكل قاطع، ولا سيما ان باريس تخشى ان يؤدي ذلك الى (ذوبان) الحلف في التحالف. وصرح مصدر دبلوماسي فرنسي مساء الجمعة (انه نص مرض في نظرنا. انه لا يستبق بشيء آليات القيادة) التي ستقرر لاحقاً.
واضاف (ان الولايات المتحدة كانت ترغب وضع قبعة مزدوجة لكنها لم تتمكن من ذلك). وحرص دي شيفر من جهته على التوضيح أن مهمة الحلف الاطلسي المقبلة في العراق ستكون (واضحة جلية) وستوضع تحت السلطة السياسية لمجلس الحلف الاطلسي، اعلى هيئة في الاطلسي، لكن سيكون هناك (لاسباب بديهية) صلات مع قوات التحالف.
الى ذلك المح السفير الامريكي الى خلافات جديدة محتملة في الخريف بقوله: ان التوصيات التي سيرفعها المسؤولون العسكريون الاطلسيون في ايلول - سبتمبر حول العلاقات بين بعثة الحلف وقوات التحالف ستذهب في اتجاه (وحدة القيادة).
كذلك سيبدأ الحلف الاطلسي في آب - اغسطس تدريب طاقم عراقي يتم (اختياره) من خارج العراق، وسيلعب دورا في تنسيق العروض الوطنية في مجال التدريب والتزويد بالمعدات كما قال دي شيفر معربا في الوقت نفسه عن ارتياحه ل(الوحدة) التي ابداها الحلفاء في دعمهم للسلطات العراقية المؤقتة.
|