من مركز قوة الحق والرحمة والعفو عند المقدرة تفضَّل خادم الحرمين الشريفين بدعوته الكريمة بالعفو عن الحق العام لكل مضلِّل غادر بأهله ووطنه. وامتدت هذه الفرصة النادرة شهراً كاملاً ممثِّلةً أعلى نداء في الدولة لأبنائها الضالين عن طريق الحق والصواب لإعلان توبتهم والعودة الى سرب الوطن، ولينهوا بتوبتهم هذه مرحلة من الحقد والإجرام، وينتظموا كما كانوا قبل غسيل أدمغتهم بأفكار شيطانية مجرمة بحقهم أولاً، وبحق هذا الوطن الغالي الذي مدَّهم بالخير والكرامة منذ أن خلقوا على أرضه الطيبة المباركة. وهنيئاً بمَن عاد الى جادة الإسلام أولاً، والراحة النفسية بعد القلق والمطاردة ونبذ مجتمعهم وأهليهم لهم؛ لأن أعمالمهم الدنيئة المجرمة تلتقي في خط واحد مع أعداء أمتنا وقيادتنا الوطنية وحقدهم الظاهر على المكاسب الخيرة الشاملة التي يتمتع بها أبناء شعبنا السعودي النبيل من ازدهار اقتصادي واجتماعي مستندٍ على تعاليم الإسلام الحنيف، محققاً أعلى مستوى من التأييد والدعم والالتفاف حول قيادته المخلصة التي حققت تلك المكاسب العظيمة وبمعدل زمني مثالي. كل هذا دعا القوى الأجنبية الطامعة أن تحرِّك هذه الأنفس الضعيفة وتسلط إعلامها المأجور بحملة مسعورة ضد بلادنا المستقرة الآمنة، ولتبعث هذه الأوكار المجرمة تحت ستار الليل كالخفافيش العمياء تتخبط بأفعالها المشينة دون هدف مقبول أو فكر مسموع. وكان الرد السريع من أبناء شعبنا السعودي النبيل والأمة الإسلامية جمعاء البغض والاستنكار لهذه الأعمال الخائنة بحق الوطن والإسلام الحنيف، والتي هي بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الواضحة التي تدعو بالموعظة الحسنة والسلم والأمان لكل المسلمين وبكل طيب وخير من نفحات الإسلام الذي يتجه بتعاليمه الواضحة النيرة نحو الرحمة والمودة والوحدة على الخير بين المسلمين أجمع، ويحترم أيضاً الأديان السماوية الأخرى ويتعامل معهم بالمناظرة وتبادل الأفكار للاقتناع بدين الله الحق بالموعظة الحسنة الودودة، واحترام ضيافتهم وحماية وجودهم بيننا لحاجتنا للخبرة التي جاءوا بها إلينا؛ ليرفعوا مقدار العلم والمعرفة والخبرة بالتكنولوجيا الحديثة. ولا بد من تقدير جهودهم بتوفير الحماية الشخصية لهم ولعوائلهم وإشعارهم أيضاً أن ديننا الإسلامي يدعو الى هذه التعاليم السامية للمسلمين ومَن وفد إليهم عسى أن يهديهم الله سبحانه ويدخلوا في الإسلام دين الحق والعدل ويكونوا من الفائزين.
وأشير هنا بكل التقدير والتأييد للتعليمات الهادفة التي أصدرتها وزارة الداخلية الجليلة بتنظيم العلاقة بين المستأجر والمكتب العقاري وعمدة الحي ومالك العقار، وأيضاً بضرورة تأكيد العلاقة الواضحة المقرونة ببيانات المستأجر ووضع العقار المستخدم للسكن حتى لا يتحوَّل لوكر إجرامي تنطلق منه الهجمات الغادرة الظالمة للإرهاب، وحتى لا يتحوَّل العقار لأغراض خزن الأسلحة والمعدات المستخدمة لتخطيط هجمات معادية لأبناء الشعب السعودي ومقارِّه الرسمية دون هدف واضح إلا الرغبة في القتل والإجرام وترويع الآمنين من أبناء الحي المختار من هؤلاء الضالين المنتحرين الحاملين معهم اللعنة في الدنيا والآخرة.
وإني أتمنى من أصحاب شركات تأجير السيارات، وكذا ورش التصليح، أن يعوا واجبهم نحو وطنهم ودولتهم الرشيدة برفع مستوى الملاحظة على تلك السيارات من وجود بقايا عتاد حربي أو أماكن لإخفائها داخل جسم العربة، أو تلونها ببقع من الدم، والإسراع بإخبار الجهات الرسمية الأمنية بتلك الملاحظات بعد التأكد التام من وجودها خشية الوقوع في الخطأ وإشغال الجهات الأمنية التي تقوم -والحمد لله- بعمل وطني عظيم وعلى أعلى المستويات من الخبرة والشجاعة في معالجة أوكار الإرهاب وإنهائها بأقرب معدل زمني إن شاء الله، واجتثاث هذا السرطان الموبوء من جسم بلادنا الغالية.
وقد فوَّت الكثيرون من هؤلاء الضالين المساكين بقصر عقولهم الفرصة النادرة بتلبية الدعوة الملكية الكريمة بالتوبة والعودة عن العداء الإجرامي. ومع أنهم أضاعوا هذا الباب الخير الواسع للتوبة وأصبحوا من الخاسرين إلا أن الزمن لم ينتهِ للدخول بالتوبة الصادقة وكسب الأمن والأمان بإنقاذ أنفسهم أولاً وبلادهم التي ترعرعوا بربوعها وتمتعوا بخيرها وشملهم دوماً عدلها والتزامها بالحق. ومع الوجود الدائم لهذا الباب الخير للتوبة يجب أن يفهموا أنهم منتحرون لا محالة، فالصبر قد نفد، ويد الحق الحديدية الممثلة بقوى الأمن الوطنية مدعومة بكل الشعب السعودي النبيل الذي نبذهم واستنكر أعمالهم الغادرة المجرمة، وستنهدم أوكاركم على رؤوسكم العفنة أينما كنتم؛ لظلمكم لأنفسكم أولاً واعتدائكم الإجرامي على وطنكم العزيز الصابر. وهنيئاً لمن أدرك خطأه وعاد إلى حضن عائلته ووطنه ملبياً الدعوة الملكية الكريمة تائباً آمناً مستقراً بعودته الى جادة الحق والعدل ليشارك أبناء وطنه في خدمة هذا الوطن المعطاء الكريم.
قال تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التوبة: 102).
(*) محلل إعلامي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية
|