Sunday 1st August,200411630العددالأحد 15 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الواسطة نعمة تستحق الشكر! الواسطة نعمة تستحق الشكر!
فهد الحوشاني

أحيانا نُقدم الافتراض الخاطئ ومن ثم نتعامل معه على أنه الحقيقة الوحيدة، وهذا ما يجعل الكثير منا عندما يقدر الله عليه أن (يراجع) إحدى الإدارات الرسمية فإنه يشعر بضيق في التنفس، وشيء من برودة الأطراف، وربما شعر وكأنه طفل لم (يحل) الواجب وعليه أن يذهب إلى المدرسة في صباح مربعاني! وهذه أعراض عادية يتعرَّض لها كثير من المراجعين، ويجب أن يتم التعامل معها على أنها أعراض مزمنة لا شفاء منها! وسبب ظهور تلك الأعراض هو افتراض الشخص أنه سيجد في تلك الدائرة موظفاً سيقابله ببرود ولن يرفع رأسه لينظر إليه لأنه أساساً لا يشعر بوجوده وسوف يعطل سير معاملته لأن تلك إحدى مميزاته! ولذا فهو بحكم خبرات سابقة يعمم تجاربه ويرى أن معاملته لن تُنجز بما تستحقه من وقت، فيبدأ يتذكَّر مَنْ يعرف مِن الأصدقاء، أو أصدقاء الأصدقاء لكي يُسهِّل أموره في تخليص تلك المعاملة رغم أنها قد لا تحتاج إلى كل ذلك.. فقد يكون لديه فرصة جيدة تتمثَّل بنسبة 10% بإنجازها دون عوائق! إلا أنه لا يريد المخاطرة بوقته وأعصابه لمجرد أن لديه هذه النسبة الإيجابية! نصيحة لكل (مراجع) ألا يفكر بالواسطة في البداية ويؤجل استخدام كرتها السحري لحين يجد أنه فشل في مهمته وأن العشرة بالمائة قد أثبتت فشلها.. وسبب ترك الواسطة في آخر المطاف استناداً إلى أن آخر العلاج الكي، وأيضاً لأن الواسطة لا يمكن استخدامها إلا مرة أو مرتين في دائرة حكومية واحدة فيجب دائماً المحافظة عليها وألا يستخدمها إلا في الحالات المستعصية! وعندها فلا بأس من استخدامها لتفتح له الأبواب المغلقة بعد أن ينطق بالعبارة السحرية.. افتح يا سمسم لكن عليه بعد ذلك أن يحمد الله على أن هيأ له واسطة يستنجد بها، فالكثيرون حفيت أقدامهم على مكاتب إخوانهم الموظفين دون جدوى لأنه ليس لديهم أية واسطة!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved