ننشر فيما يلي ملخصاً للمحاضرة التي ألقتها السيدة زينب الغزالي ارتجالاً في كلية البنات بالرياض في الأسبوع الماضي لإعطاء القارئات والقراء الكرام فكرة عن موضوع المحاضرة، آملين من السيدة المجاهدة زينب الغزالي أن تتحف الوسط النسائي بسلسلة واعية من المحاضرات، التي لا شك انه سينجذب لها العديد من المتعطشين للمعرفة والمتشوقين للتوجيه النافع، من سيدة حنكتها الخبرة وصقلت مواهبها المعرفة، شاكرين للسيدة أم بسام مساهمتها بالحضور ونقلها لنا هذا الموجز.
المحررة
المحاضرة التي ألقتها السيدة المجاهدة زينب الغزالي لم أذكر قط في حياتي أنني كتبت في الصحف أو المجلات تجاه أمثالها.. ولكن هذه السيدة العظيمة دفعتني دفعاً إلى الكتابة.. وأمسكت بالقلم لأخط ما علق بذهني من المحاضرة التي ألقتها السيدة زينب الغزالي (المجاهدة المصرية المعروفة) في كلية البنات في الرياض.
افتتحت الحفل عميدة الكلية السيدة سعاد الفاتح، ورحبت بالمدعوات وقدمت السيدة المجاهدة زينب الغزالي.
وتقدمت السيدة زينب في ثيابها البيضاء وحجابها الشرعي الساتر إلا وجهها وكفيها.. وابتدأت بالكلام، كانت ترتجل المحاضرة ارتجالاً عارضة أفكاراً قوية مترابطة تنم عن علم واسع ومعرفة كبيرة وثقة بالنفس.
لقد تكلمت السيدة زينب عن المكانة العظيمة للمرأة في الإسلام، وكيف كانت مضطهدة في الجاهلية.. ثم أتى الإسلام وبيّن الحق والعدالة وأعطاها حقوقها كاملة مستشهدة بالعديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريقة، وقد خصت بحديثها المرأة المسلمة عامة والمرأة السعودية - حفيدة خديجة أم المؤمنين - خاصة.
فقالت: إن المرأة السعودية حريصة على تعاليم ربها متمسكة بدينها ولم يمنعها هذا من ممارسة حقها في الحياة من تعليم وثقافة ونهضة وتجارة.. فهي تساير الركب الحضاري مع تمسكها بدينها وحجابها وعاداتها وتقاليدها..
فخديجة -رضي الله عنها- كانت تاجرة قبل الإسلام وبعده. كما قالت: إن الفتاة السعودية يجب ألا تقلد الشرق ولا الغرب وإنما يجب أن يقلدها الشرق والغرب، كما أن الدين لا يمنعها أن تكون طبيبة أو مهندسة فيما إذا كانت الدولة والوطن بحاجة إلى ذلك.
كما أثنت على الإذاعة والتليفزيون السعودي فقالت: إنه يشرح ويعرض جميع نواحي الحياة الثقافية والعلمية والفكاهية، ولكن دون الخروج عن تعاليم الدين الحنيف.
ثم أتى بعد ذلك دور المدعوات بتوجيه الأسئلة العديدة للسيدة زينب فكانت تجيب عليها بوضوح واسهاب ممتع شيق، وكان من جملة الأسئلة العديدة التي وجهت إليها سؤال عن تعليم المرأة، ولا سيما في الخارج فقالت: إن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. واطلبوا العلم ولو في الصين.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولا مانع أبداً من تعليم الفتاة وإرسالها إلى الخارج إذا كان لا يوجد هنا جامعات لاتمام دراستها.. ولكن عليها أن تبقى متمسكة بتعاليم دينها الحنيف.
ثم سئلت عن النساء اللاتي يطالبن بمساواتهن بالرجال فقالت: إن المرأة حقوقها محفوظة ومصانة، واني أخاف اليوم الذي يطالب الرجال فيه بمساواتهم بالنساء!!
وانتهت من محاضرتها، والنساء مصغيات لأقوالها العظيمة وفلسفتها العلمية على أساس من الكتاب الكريم والسنة الشريفة، التي إنْ دلت على شيء، فإنما تدل على بحر من العلم وعقل متزن راجح وسعة في الاطلاع وثقة بالله ثم بالنفس.
(أم بسام) |