فضلا انتبهو، فحوالي 10% من المواليد يتعرضون للوحمات الوعائية الولادية، وهي تظهر عادةً إما عند الولادة أو في الأسابيع الأولى بعدها، وهي بشكل عام إما مسطحة أو مرتفعة عن سطح الجلد وذات لون زهري أحمر أو أزرق.
وهنالك الكثير من الأقاويل التي يتداولها عامة الناس فيما بينهم عن الوحمة وأسبابها , حيث تعزو الغالبية وجودها إلى حادثة ما حصلت للأم خلال فترة حملها من قبيل اشتهاء بعض الأطعمة خلال الأشهر الأولى من الحمل كالفريز (الفراولة) أو الكرز الخ..., أو المعاناة من حلم مزعج , أو حالة خوف , أو تعرض بطن الحامل لكدمة ما, أو تناول بعض الأدوية أو تعرض المولود للأذى خلال عملية الولادة....
في هذا اللقاء مع الدكتور: عبد الله السماري نتعرف على أسباب إصابة المواليد بهذا المرض وأنواعه فضلاً عن مضاعفات الإصابة وطرق العلاج.
* لماذا تحدث الوحمات الوعائية ؟
لا يزال السبب الرئيسي لظهور هذه الوحمات مجهولاً ، وان اعتقاد بعض عامة الناس بأن عدم قدرة الأم الحامل على الحصول على طعام ما رغم رغبتها الشديدة في تناوله يؤدي لظهور الوحمة على وليدها هو اعتقاد ليس له أساس علمي.
فسبب الوحمة أو الشهوة غير معروف وقد لا يعدو الأمر مجرد عيب خلقي في تركيب الأوعية الدموية الصغيرة داخل الجلد، بالإضافة إلى عامل الوراثة.
* ما أكثر أنواع الوحمات الوعائية شيوعاً ؟
هناك أنواع عديدة، منها ما يعرف ب (بقعة السلمون )، الورم الوعائي الدموي، ووحمة الصباغ الخمري.
وتعتبر وحمة الصباغ البقعي (بقعة السلمون) (MACULAR STAINS) هي الأكثر شيوعاً، وتظهر عادةً على الجبهة أو الأجفان وخلف الرقبة.
وفي أغلب الأحيان يزول هذا النوع من الوحمات في السنة الثانية من عمر الطفل ولا يحتاج إلى أي علاج.
أما الورم الوعائي الدموي ( HEMANGIOMA ) فيظهر عادةً بعد عدة أسابيع من الولادة، وهو نوعان:
النوع الأول: وحمات سطحية وتسمى الوحمة الكرزية وتكون مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد ، وأخرى ذات لون أحمر غامق أو عميقة وتدعى الكهفية ويميل لونها إلى الأزرق.
ويغلب هذا النوع من الوحمات عند البنات وتظهر في أي مكان من الجسم وقد تكون وحيدة أو متعددة، وفي هذه الحالة يجب التأكد من عدم وجود إصابات داخلية أخرى مرافقة للوحمات.
تنمو هذه الوحمات بسرعة خلال الأسابيع الستة الأولى من عمر الطفل، وعادةً ما تأخذ شكلها النهائي خلال هذه الفترة، ثم تبدأ بالتراجع تلقائياً بنسبة 50% تقريباً في السنة الخامسة، في حين يختفي 90% منها تقريبا في عمر الـ 9 سنوات.ولكن من الصعب معرفة الحجم الذي ستصل إليه الوحمة وما إذا كانت ستزول تماماً أم لا ؟
* ماذا عن مضاعفات هذا النوع من الوحمات؟
من هذه المضاعفات :التقرحات ، والالتهاب الجرثومي الثانوي والنزف.ويغلب مشاهدة المضاعفات عادةً في الوحمات ذات التوضعات الخاصة مثل : وحمات المناطق التناسلية أو القريبة من العين أو الأنف والفم.وفي حالة حدوث إحدى هذه المضاعفات، يجب الإسراع في مراجعة طبيب الجلدية.
* ما مدى إمكانية العلاج ؟
كما ذكرنا أنه يحدث تراجع تلقائي لهذه المشكلة لدى حوالي 90% من الحالات، ولكن قد يلجأ الطبيب إلى العلاج بالكورتيزون عند وجود زيادة سريعة في حجم الوحمة، أو الليزر الذي يعطي نتائج جيدة وآمنة في العديد من الحالات.نود أن نسلط الضوء على ما يعرف بوحمة الصباغ الخمري ؟ تظهر هذه الوحمة منذ الولادة على هيئة تصبغات حمراء مسطحة غالباً على الوجه ، والرقبة والأطراف ثم تبدأ في الكبر تدريجياً مع نمو الطفل المصاب ، وهي وحمة دائمة ولا تزول مع الوقت.ولذلك فإن الليزر هو العلاج الوحيد لمثل هذه الوحمات حيث يحقق نتائج إيجابية بإذن الله بنسبة تزيد على 90%.
*ما أهم مضاعفات هذا النوع من الوحمات؟
من أهم مضاعفاته التأثير النفسي والاجتماعي ، إضافةً إلى أن حوالي20% من الوحمات التي تظهر على الجبهة والأجفان قد تترافق مع إصابة عينية أو نوبات من الصرع.
لذلك يجب إجراء فحص عيني وعصبي للمصابين في جميع حالات وحمة الصباغ الخمري.
* حدثنا عن العلاج ؟
قد تؤدي كريمات تغطية الوحمة التجميلية دوراً في العلاج ، ولكن العلاج بالليزر هو أفضل العلاجات المستخدمة في هذا النوع من الوحمات وذو فائدة كبيرة.
ويجري العلاج بالليزر لعدة جلسات بفاصل 1- 2 شهر ونستطيع القول إن حوالي 75 - 90% من هذا النوع من الوحمات قابل للشفاء بإذن الله عن طريق هذا النوع من العلاج.
وأوصي أن يتم البدء في العلاج مبكراً حتى أثناء الرضاعة للحصول على أفضل النتائج.
د.عبد الله السماري
استشاري أمراض جلدية ، تجميل
|