دراسة حديثة تؤكد مضار التدخين على البشرة
صدرت هذا الشهر في مجلة Investigatiue Dermatology وهي مجلة طبية معروفة بدقتها وجديّتها من ناحية قبولها للأبحاث الطبية المقدمة للنشر دراسة تمت في جامعتين في النذرلند وفي كندا حول تأثير التدخين والشمس على الجلد.ومن المعروف أن التعرض لأشعة الشمس والتدخين هما عاملان مؤكدان في تأثيرهما على الجلد لدى الإنسان.والهدف من هذه الدراسة معرفة تأثير التدخين والتعرض لأشعة الشمس على مرونة الجلد وظهور الشعيرات الدموية (أوردة سطحية صغيرة جداً) وتمت الدراسة على عدد كبير من الأشخاص (966 شخصا) حيث تم فحص جميع الحالات، وجمعت معلومات حول مدة التدخين، نوع الدخان المستخدم (سجائر، سيجار، غليون إلخ )، العمر عند بداية التدخين، عدد السجائر في اليوم وكذلك العمر لدى التوقف عن التدخين عند الذين توقفوا.كما تم سؤال المرضى عن مدى التعرض للشمس بين الساعة 9 صباحاً و5 مساء يومياً.وقد تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين مدخنين وغير مدخنين وأجري التحليل الإحصائي بناء على ذلك وقد وجد أن أعداد غير المدخنين كان أقل من المدخنين في المجموعة.وقد وجد أن ربع الأشخاص في الدراسة قد تعرضوا لمدة 40.000 ساعة من الشمس أو أكثر خلال حياتهم إضافة إلى أن ثلث العينة لم يمارسوا التدخين أبداً.كما تبين أن مجموعة الأشخاص الذين لديهم مران ضيائي (شيخوخة جلدية) وتوسع شعيرات من النوع المتوسط أو الشديد كان فيها عدد أكبر من المدخنين وكذلك ممن تعرضوا للشمس بشكل أكبر، العمر أيضا كان عاملاً هاماً في هذا الموضوع حيث ان الأشخاص من الفئة العمرية 50 سنة فما دون الذين أصيبوا كان لديهم توسع شعيرات أكثر من الفئة العمرية الأصغر، ومما تؤكد عليه هذه الدراسة أن للتدخين دورا كبيرا في ظهور توسع الشعريات في الأشخاص من الفئات العمرية الأقل وذلك بغض النظر عن تعرض الشخص للشمس من عدمه.وهذه النتيجة تتوافق مع نتائج سابقة مماثلة تشير إلى تراكم النتائج السلبية للتدخين على الجلد. ولا يعرف لغاية الآن آلية تأثير التدخين على ظهور الشعيرات الدموية وقد تكون نتيجة التماس المباشر للدخان مع الجلد كعامل تهيج أو جفاف أو نتيجة الاستنشاق لأنه من المعروف أن التدخين قادر على تدمير الكولاجين والالستين في الخلايا وهما مسؤولان عن حجم ونضارة الجلد، إضافة إلى أن التدخين يزيد من مستوى Plasma neuhophil elastase الذي يساعد على تدهور الكولاجين في الجلد.كما وجد أن التدخين يساعد على ظهور الشعيرات الدموية نتيجة التأثير القابض لمادة النيكوتين في السجائر على الأوعية الدموية مما يؤدي إلى نقص التروية الجلدية وظهور الشعيرات الدموية للمعاوضة عن نقص التروية.كما وجدت دراسة حديثة في مجلة الأرشيف الجلدية البريطانية أن للتدخين تأثيرا ساما ضيائياً أي أنه يحرض حساسية ضيائية من النوع السمي وبالتالي يظهر احمرار وتهيج في الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس.هذه الدراسة تظهر بشكل واضح التأثير القاتل للتدخين على البشرة إضافة إلى آثاره الأخرى المدمرة والمعروفة مثل: سرطان الرئة والتهاب الشعب الرئوية وأمراض القلب وغيرها.
د. ترف الفتيّح
عيادات ديرما - الرياض |