لم يفقد النصراويون وحسب الرمز الرياضي الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز وانما فقده المجتمع بعامته لما يمثله رحمه الله فيه من ثقل ومكانة ودروس ستبقى للاجيال تحكي قصة الرجل الذي يتفق قاصي الارض ودانيها على الاهمية الكبيرة التي كان يمثلها لخدمة وطنه وامته رياضياً وثقافياً واجتماعياً.
مهما تكن كلمات الوصف وعبارات المواساة فإنها في عبدالرحمن بن سعود لن تفي فهذا الرجل الذي ظل حتى اخر دقيقة من عمره يقدم العطاء ويغرس حب العمل والانتماء لناديه ووطنه تعجز كل الكلمات عن مواساة النفس في رحيله.
عرفت الأمير عبدالرحمن بن سعود لأول مرة في عام 1414هـ عندما كنت في زيارة لمقر نادي النصر حيث كان يحتفل النصراويون بفوز الفريق بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين ورغم انني لم اتحدث اليه لكنني شاهدت كيف كان يتعامل مع انصار ناديه ضاحكاً باسماً ومداعباً الجميع.
كان يقف مع الصغير والكبير لالتقاط الصور التذكارية وكتابة الاتوغرافات المماثلة.
وبعد اربع سنوات من لقائي السابق كان اللقاء الاخر بعد دخولي الوسط الرياضي السعودي اعلامياً حيث كانت المناسبات والاحداث واريحية سموه في استقبال الجميع طريقاً للقاءات متعددة به منها الصحفي ومنها ما كان على هامش الصداقة وفي كل مرة كانت الابتسامة والثقة في النفس عنواناً لاحاديث سموه والاحلام بجعل ناديه النصر في القمة قصب الحديث الى جانب حضوره الاجتماعي ومشاطرته للمجتمع في افراحه واحزانه وعدم تأخره في تقديم الواجب لكل من كان له في يوم من الايام حضور.
حقيقة لأول مرة اجد قلمي وافكاري لا تكاد تلتزم بترتيبها المعهود ولكن حتماً ان حدثاً فاجعاً كالذي يعيشه الوسط الرياضي اليوم بفقد هذا الرمز وهذه الهامة العالية في الرياضة السعودية اقوى من كل عبارة لحبر القلم ولفكر صاحبه ولا املك ويملك غيري من ابناء هذا الوطن ومنسوبي الساحة الرياضية سوى الابتهال الى الله بأن يسبغ واسع رحمته على الأمير الرمز عبدالرحمن بن سعود وان يلهم الصبر والسلوان لاسرته وذويه. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|