Saturday 31th July,200411629العددالسبت 14 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

السالفة السالفة
آهات.. خضراء
أحمد الزهراني

خرج منتخبنا الوطني من الدور التمهيدي لبطولة أمم آسيا بعد أن كان مرشحاً تلقائياً للمنافسة على كأسها.. نعم.. هذا ما حدث.. ولم تكن هناك دهشة توازي دهشة المنصة ذاتها.. إذ تعودت على اعتلاء هذا المنتخب الأخضر لعرشها إما بطلاً أو وصيفاً لعشرين عاماً مضت.. أما هذه المرة - وبكل أسف- فلا هذه ولا تلك..!!
** قبل بدء البطولة.. كانت توقعات المسؤولين تقف عند نصف النهائي.. وقلنا: إنها منطقية تفرضها ظروف استثنائية.. بينما كانت آمال بعض المتابعين تتعدى ذلك على وجل.. (وفي أحيان وصل الحال بأكثر المتفائلين إلى خطب ود (الحظ) عله يدفعنا إلى ذلك النهائي عندما كان حلماً وأملاً توارى وانتهى..)
** لقد خسرنا التأهل للدور الثاني.. وبالتالي المنافسة الحقيقية الموازية للطموحات المنطقية على الأقل.. وقد خسرنا حتى الظهور بالمستوى اللائق بمنتخبنا ككبير المرشحين طوال عقدين من الزمن.. أما الآن فقد وجب دراسة تغيبنا عن هذه المنافسة القارية ومسببات ذلك التراجع المرفوض في المستوى والنتيجة..!!
** ولكي يكون هذا (الخروج) المُرُّ درساً فيجب التعامل معه بتروٍّ.. خصوصاً وأننا نملك الوقت الكافي الذي يفصل بيننا وبين أول مشاركة دولية قادمة.. كل ذلك بحثاً عن العلة الحقيقة.. وتحديداً لموقعها بدقة.. حتى لو اتسع قُطْر تلك العلة وتلك المسببات.. وبالتالي نستطيع الخروج بحل سليم يضمن مستقبلاً أفضل لرياضتنا الوطنية التي تراجعت للوراء بشكل غير معهود وغير مقبول..!!
** في ذروة (الحدث) نتمنى أن تتوحد الجهود والرؤى لتصب في وعاء الوطن.. فلا تبادل المسؤولية بين الأندية والمنتخب سيفيدنا.. ولا تحميل المدرب كل المسؤولية سيكون الدواء.. بل هي مسؤولية مشتركة.. ذات أطراف عدة.. مختلفة المواقع ومتفاوتة في النسبة..!!
فاندرليم.. ليس كل شيء..!!
** عديدة هي الأسئلة.. والبحث عن إجابة حقيقية ومقنعة هو البذرة الأولى نحو الإصلاح المنتظر.. مع أن إقالة (المدرب) قد حدثت قبل ظهور هذه المقالة إلا أن مساحة التفكير ودائرة المسببات من حيث كونها (تراكمية) ستجعل المدرب - من وجهة نظري- في مرحلة تالية من أولويات البحث..
** وأنا بذلك لا أبرئ ساحة (التخبيص) الذي ابتدعه فاندرليم لا في التشكيل ولا في الاختيار واستراتيجيته من الأساس.. ولا حتى في التشكيل المتغير من لقاء إلى آخر الذي جعله يشرك (21) لاعباً في ثلاث مباريات.. ولكن أقول ذلك لأننا دائماً ما نفكر في رأس المدرب أولاً.. ولا نرى بعين البصيرة سوى تغيير طفيف.. أستطيع القول إنه تغيير نفسي أكثر مما هو عملي.. وهو أيضاً ما دام بتلك الطريقة فهو يظل حلاً وقتياً أكثر من كونه الحل (الجذري)..!!
** كما أنني أريد أن نتساءل بصدق.. هل المدرب هو كل المشكلة..؟! بالطبع (لا).. على الرغم من مساحة الحرية التي تركت له.. والثقة والصلاحيات الممنوحة له ولبقية جهازه الفني الموحد والذي حظي بها من قبل القيادة الرياضية بشكل عام.. إلا أنه وباستفزازاته للشارع الرياضي من خلال ترقبه لقرار الإقالة حتى والمنتخب يمر بفترة البحث عن ذاته (قبل مباراة الحسم أمام العراق) تجعلنا نتساءل.. هل كانت كل تلك الثقة وتلك الصلاحيات في محلها..؟!
** ففي الوقت الذي كان الجهاز الإداري يحاول إعادة الثقة في أفراد المنتخب بعد الخسارة من أوزبكستان وذلك من أجل تجاوز مباراة العراق المصيرية والتي كانت نقاطها مطلباً لبلوغ الدور التالي -على الأقل- إلا أن فاندرليم كان يهدم كل ما يحاول بناءه الجهاز الإداري من خلال تصريح غريب وبلغة استهتارية ممقوتة..!!
** ولذلك كان لزاماً توحد الجهود بين الأجهزة الفنية والإدارية لكي تكون المحصلة إيجابية على اللاعبين.. وبالتالي سيحدد ذلك موقعاً أفضل لمنتخبنا في خارطة البطولة.. أما بهذه الطريقة فالنتيجة طبيعية..!!
** لقد كان إخفاق المنتخب (الأول) امتداداً لفشل المنتخبات السنية.. وحتى على مستوى الأندية فقد خرجت هذا الموسم أنديتنا المشاركة خارجياً بفشل ذريع.. علماً بأن أندية الهلال والاتحاد والأهلي تعد الأفضل محلياً.. مما يؤكد على أننا نتراجع للوراء بشكل مخيف بعد أن كنا نتسيد هرم الأفضلية على مستوى الأندية والمنتخبات..!!
** وما دمنا نبحث عن الحل الجذري فلن يستحيل الوصول إليه.. ولكن في الوقت ذاته يجب أن نعرف أننا لن نصل إليه ببساطة.. ولكن بتدرج منطقي.. لأن دائرة المسببات تحوم حول أمور جذرية في رياضتنا.. منها هيكلة المسابقات والمشاركات.. وطبيعة الاحتراف وما جنينا منه.. وما يتعلق بالأندية من حيث استهلاكها المتواصل للاعبين بالإضافة إلى شح القواعد السنية في ضخ المواهب.. وبالتالي كان الوضع تراكمياً ألقى بثقله كمحصلة طبيعية على المنتخبات الوطنية..
أي إرهاق يزعمون..؟!
** في الوقت الذي يتردد مصطلح الإرهاق كثيراً.. يا ترى.. هل هناك مقياس علمي يحدد الطاقة القصوى لأداء اللاعب حتى نقول إنه أرهق أم لا؟!
** هل توجد إجابة (علمية) محددة بناء على أبحاث ودراسات..؟! أم أنه مجرد مصطلح (رنان) وشماعة جديدة نرددها بدون علم؟!
** أرجو أن لا نردد مصطلحات تبنى على أسس معنوية لا علاقة للمنطق والواقع بها.. كأن تبنى على الإحساس والشعور..!!
** ألا يعني الإيمان بهذا المصطلح أننا نحمّل اللاعبين فوق طاقتهم..؟! وهذا ما يبرئ ساحة اللاعبين تماماً.. ولكن - في ذات الوقت- ألا يعتبر تحميل اللاعبين فوق طاقتهم خطأً كبيراً..؟! خصوصاً وأننا نملك خيارات عدة من حيث أساس الاختيار للانضمام للمنتخب..؟!
** وهنا أسأل.. من يتحمل هذا الخطأ..؟! هل هو المدرب وحده..؟!
** لعل مصطلح الإرهاق المزعوم - إن ثبت أنه أحد الأسباب- فهو في طرف.. والمسابقات الرياضية وهيكلتها محلية كانت أو خارجية في طرف آخر.. وكل منهما يؤدي إلى الآخر.. وأرى - شخصياً- أن الأندية هي من يلعب على (كامل) هذه الأطراف.. مع أمنية بأن لا يكون هذا المصطلح الدخيل على الكرة حتى على المستوى العالمي رديفاً جديداً لشماعة التحكيم التي تظل -كما يعرف الجميع- أسهل طرق الهروب من المسؤولية..!!
** ثم إننا إذا أثبتنا أن الإرهاق حقيقة، فولادته (البديهية) كانت من مشاركات اللاعبين المتواصلة مع الأندية طوال الموسم.. مع استمرار البحث عن إجابة لسؤالي حول طاقة اللاعب القصوى وسبب نشوء هذا المصطلح..
** كما أن هذه المشاركات المتواصلة هي ما سيدخلنا في متاهة (التنسيق) المفترض بين الأندية والمنتخب الوطني والتجارب السابقة التي مر بها هذا التنسيق.. وهي مسؤولية مشتركة بين إدارة المنتخبات والأندية..!!
** لهذا التنسيق ومحاور أخرى وقفة مستقلة.. لأن الحديث لم ينته.. فما زال له بقية.. مستقبلاً إن شاء الله تعالى.
تلميح.. صريح
* هل اقتناع فاندرليم بمصطلح (الإرهاق) كان سبباً في تركيزه على احتياطيي الأندية في الاختيار وعدمه وحتى في التشكيل..!!
* إقالة فاندرليم خطوة أولى في طريق التصحيح ينتظر أن تتبعها خطوات أخرى عديدة..
* ماذا عن (الروح القتالية) في مباريات منتخبنا..؟!
* لا جديد.. فآدديموس من فشل إلى آخر.. والسعيد من اتعظ بغيره..!!
* ليت (بعض) اللاعبين الذين تعودوا على كثرة السقوط داخل منطقة الثماني عشرة أن يدركوا أن ذلك السقوط ليس مفيداً في كل الأحوال و(لا) تمر هذه الحركة على حكم جيد..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved