Saturday 31th July,200411629العددالسبت 14 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

فقيد الرياضة فقيد الرياضة
إبراهيم الناصر الحميدان

فجعت عندما هاتفني بعض الزملاء عن فقدان رائد رؤساء الأندية الرياضية ومحبها الأول الأمير عبدالرحمن بن سعود، الذي قاد نادٍ من صفوف الدرجة الثانية أو المبتدئة إلى منصات التتويج بين الفرق الممتازة، وذلك بجهده الخارق الذي لا يعرف الكلل ولا التردد، فأصبح مثالاً يحتذى في حب الكيان (مهما كان ذلك الكيان)، والتمسك به مهما كانت إنجازاته. لقد أعطى أبو خالد ذلك الزخم الذي لا يحد من الحب (أقصى درجات الحب) إلى ناديه، الذي ربما فضله على نفسه شخصياً.. فلقد أمضى الليالي الطويلة ساهراً محاوراً مع محبيه في سبيل ان يجتاز هذا الكيان الصعوبات التي يواجهها أو يذللها من أمامه. والحقيقة انه بقدر تمسك الأمير بآرائه والذود عنها فقد يلين للاستماع إلى الرأي الآخر، مع انصياعه لا يعني التنازل عن قدر كبير من تجاربه وخبرته السابقة (الرياضة خاصة)، رغم ان للأمير بعض الهوايات الأخرى مثل نظم الشعر الفصيح (ولكنه تردد في طبع ديوانه).
ويسعدني بأنني سبق وان عاصرت بداية انطلاقة هذا الكيان، وعملت مع إدارته بعض الوقت إلى جانب أصدقاء كثيرين من الأدباء والمثقفين استطاع الأمير ان يجتذبهم بأخلاقه الرفيعة وتملكه لسبيل الاقناع، وكان علينا ان ننسحب بعد ان رأينا اننا لا نستطيع ان نخدم النادي أو ليس لدينا الكثير مما ينفع الحركة الرياضية.. وبطبيعة الحال فان احتكاكنا بالوسط الرياضي كان عاماً أكسبنا صداقات كثيرة من أقطاب الرياضة في المنطقة الوسطى على رأسهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس نادي الهلال، والمرحوم عبدالله بن أحمد مؤسس نادي الشباب، والمئات من أقطاب الرياضة والمعلقين في الوسط.
والحمد لله ان الرياضة لدينا تتبوأ مكانة رفيعة في السنوات الأخيرة بفضل دعم القيادة لها، وهذا لا يجعلنا ننسى الأوائل الذين أسهموا في هذه المكانة وعلى رأسهم فقيدنا الأمير عبدالرحمن بن سعود؛ لأنه صرف النظر عن كافة ما تمتلئ به الدنيا من إغراءات، وركز كل قواه للرياضة عامة ولهذا الكيان - النصر - الذي يعد نموذجاً في إدارته وتشكيله والتفاف محبيه حوله بسبب شخصية فارسه الأول، وتضحيته التي لا توصف في سبيل تقدم هذا النادي.
غفر الله لفقيدنا الأمير عبدالرحمن بن سعود، وأرجو ان يبقى اسمه محفوراً في أذهان وقلوب كافة الوسط الرياضي، وان يأخذ حقه من التقدير باعتباره من أوائل من بنى مجدنا الرياضي، ولا يُنسى فضله على الوسط الرياضي عامة.. ورحمه الله وأسكنه فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved