اخترق رصاص بندقية الغدر فؤاد ذلك الطائر الذي سرق شدوه حقيقتي.. فعبثت حمرة الدماء بريشه الذي تساقط على ردائي.. بعثر دويها الخوف في أرجائي.. وفؤادي المهشم ألماً.. يحكي له عشقي لكل مفرداته.. كان كتاباً اقرأ فيه براهين الوفاء..
ناشدته فحدثتني دماء جراحه.. بعد ان طبعت بصمات الخوف على أناملي.. أمعن النظر في كل تفاصيله.. بقدر من العشق..
ينافس شعاع الشروق في إلقاء تحية الصباح لي..
فأطعمه الأمل وأسقيه الصمود.. ثم يبسط جناحيه ويرحل إلى هناك..
يخترق فضاءه الواسع بجناحيه الصغيرين وأطرافه الراعشة ووكره آمن لا يخشى انفراطه..
وإذا ما انسابت خيوط الظلام عاد ثانية للقائي.. وأنا من يتوق لرؤيته.. وينتظره بفارغ الصبر.. ويطرح وريقات رحلته.. بين يدي.. فأسعد بقراءتها بعد ان يلفني الظلام..
أمضي معه حيث يروي.. وأتلقى دروساً تعيد ركاب الأمل ثانية إلى فؤادي.. غير أني لا أمعن بهذه التفاصيل طويلاً. فيداعب الوسن أجفاني. فأودعه.. ومقلتي قد اكتحلت بالدموع..
فهم من يسكن كل مفرداتي..ويقتل وحشة الخوف لأمر تختفي وراءه مأساتي.. لكن أشباح الخوف حتماً ستعود.. ومصرع أمن هذا الطائر.. قد تجرعت خوفها بمفردي.. وقيثارة شدوه لا زالت معلقة في أفياء الذاكرة.
|