الحلم الذي أيقظ داخلي.. كل المشاعر
فوزية ناصر النعيم / عنيزة

لا تستغرب حينما تشعل الأنوار والشموع لتستطلع قادما زائرا عبر هاتفك المحمول ولا تأخذك الدهشة وأنت تكذب عينيك أملاً بالتأكيد واستبعاداً للواقع الذي من شدة ما انتظرته بات حلماً أيقظ حينها كل المشاعر...؟!
كانت الساعة 3.15 صباحاً.. تحمل في شنطتها المعلقة على كتفها المتعب جهازها الأخرس خوفاً من ان تقرع الموسيقى طبولها وهي تطوف بيت الله العتيق.. كانت تركض زحفاً وتهرول بحثاً وتسأل الله.. لا تدري ماذا.. ولكن في قلبها الكثير من الآمال باتت تتحقق وهي في زحمة الطواف.. كان قلبها ينبئها بشيء قادم.. جميل وعظيم.. وظلت سنوات ممدودة تنتظر هطوله في يوم مشمس.. لم تستغرب حينما أثقلت شنطتها كتفها وكادت تحملها على كتفها الآخر. صوت ما... في بطين قلبها الأيمن قال لها.. إن جزءا من دعواتك يستجاب وإذا بهاتفها الأصم يحمل رسالة جاءت بعد اتصال.. فتحتها في زحمة العبادة وعانقت عيناها ذلك الاسم الذي غاب عن محمولها سنوات.. لم تتحمل أقدامها هول المفاجأة.. أغلقت عينيها وفتحتهما ثم استجدت كل واحدة على حدة ان تصدقها القول بأن الزائر شخص انتظرته طويلاً وجاءها بعد سيل من الدعوات المستجابة.. لم تتحمل أقدامها خبرا يأتي فجأة.. جلست بين الطائفين يرمونها بالكلمات ويركلونها بالأقدام ولا تبالي.. شعور عظيم أضفى على حياتها شيئا أقوى من أي مؤثر خارجي.. يا للصاعقة كل ذلك فقط من جراء معرفة القادم دون ان تقرأ العبارات؟!.. أوه.. تلك الحبيبة الغائبة كانت في سباتها العميق تحلم بقطار المرض يسرق من أفنت سنواتها بالانتظار.. وتلك الدوافع التي أتت بها.. القلق والخوف.. مدينة أنا لكل الأحلام من أجل حلم جاء بك !!
لم تفكر طويلاً تلك القابعة بين أقدام الطائفين عاودت الاتصال بسرعة البرق وأذان الفجر يقاطع رنين هاتفها الذي لا يستجيب.. رغم كل التعب.. انتظرت الشمس حتى أحرقت جبين حبيبتها واستيقظت لتعرف منها كل التفاصيل !!