تغيب صورته..
ويختفي صوته..
وكل ما كان يتميز به..
من إثارة ممتعة..
ومن حضور فاعل..
ويتركنا حزانى نتحدث عن رجل كبير فقدناه..
مكلومين بخسارتنا لشخصية فذة بكل هذا التميز والتفرد..
***
يتوارى عنا من كان أنيس المجالس..
وفاكهة الرياضة..
الرجل الذي كان يحرك المجتمع الرياضي بكلمة منه..
ويلفت النظر بإشارة تصدر عنه..
باستخدامه وابتكاره لأدوات لم يسبق إليها..
وفي ذكاء وسرعة بديهة وحضور ذهني نادر..
***
يتركنا الرجل الذي حارب طويلاً من أجل قناعات كثيرة كان يتمسك بها..
ويودعنا بهدوء بعد أن أبلى كثيراً في سبيل رسالة كان يؤمن بها وظل يدافع عنها بوضوح وبصوت مرتفع..
يرحل عنا بعد أن ترك للمجتمع الذي أحبه وأيده أو اختلف معه إرثاً كبيراً من الاعتداد بالرأي الذي ترجمه إلى إنجازات تشهد له بالكفاءة والإخلاص..
***
أجل: ستفقد الصحافة الرياضية عنصر إثارتها بوفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود..
وسيفقد نادي النصر - تحديداً - أبوة الرجل وحنان الإنسان والمحارب الكبير على مدى أربعين عاماً مضت..
ستفقد القنوات الفضائية والأرضية ما كان يعطيه الفقيد لبرامجها الرياضية من نكهة تشويقية كلما مرت بفترات ركود أو حل بها الخوف من انصراف المشاهدين عنها..
***
وفي هذا الظرف الصعب..
وحيث يخيم الأسى على ربوع بلادنا..
ويكسو الوطن غمامة من الحزن والأسف..
بغيابه عن أنظارنا ودون أن يعود إلينا من جديد..
وحيث تنتقل مثل هذه المشاعر الباكية من بيت إلى بيت..
وبين كل رجل وامرأة وطفل على امتداد الوطن إلى مثلهم من المواطنين..
فما ذلك إلا لأن فقيدنا الكبير يستحق منا كل هذا التعاطف..
ولأن وفاته -رحمه الله - تعد خسارة كبيرة في مقاييس وزن الرجال..
***
إنها فاجعة - ولا شك - أن يوارى الأمير عبدالرحمن بن سعود التراب..
وأن يخفيه الموت من فرصة لبذل المزيد من العشق للوطن الغالي..
والغناء الجميل في حب الإنسان والأرض على نحو ما كان عليه الفقيد في حياته..
إنه بلاء للمجتمع - بكل شرائحه - أن يمتحن بمثل هذه الفاجعة في يوم هو أحوج ما يكون فيه إلى هذا النوع من الرجال..
***
هذا هو إذاً عبدالرحمن بن سعود الذي ظلت آراؤه مثار جدل واختلاف..
الرجل الذي كان يحرك الماء الراكد والهواء الساكن بموقف رجولي منه..
ويهيئ الأجواء للتعبير الحر عن قضايا الرياضة والشباب..
ذلك الذي ظل على عداء سافر مع أسلوب المجاملة والمداهنة أو التردد في طرح ما كان يؤمن به..
هذا هو عبدالرحمن بن سعود الذي ودع الحياة كأحسن ما يكون الوداع..
بعطاء مشهود له..
وإخلاص لا يشك فيه..
فليرحمه الله رحمته لعباده الصالحين، مع خالص العزاء والمواساة لأبنائه وأفراد أسرته وللرياضيين جميعاً..
فالمصاب جلل والخسارة فادحة والمصيبة كبيرة، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
* لوس أنجلوس - أمريكا |