** قال لي مذيع الإخبارية عبر اتصال هاتفي استضافني فيه الليلة الماضية في برنامج الملف الصحفي من أجل الحديث عن مقالة نشرتها في هذه الزاوية:
يعتبر كثيرون أن مقالة (استسلام المرأة) هي مقالة تحريضية للمرأة على أن تتخلص من ظلم الرجل دون أن تصبر على مشكلات الحياة من أجل أطفالها؟
** هذا سؤال مهم جداً يحمل عدة إشكاليات لم يسعفني الوقت في البرنامج لإتمامها، ما كتبته يوم السبت الماضي هو في عداد تحريض المرأة كي تنصف نفسها.. تحريض لها على نفسها الخانعة المستكينة القابلة للظلم إن وجد في حياتها..
وهل يقبل أب أو أخ أن تصبر الابنة أو الأخت على ظلم الزوج وأهانته لها بدعوى الصبر والأجر.. إن الحياة رحلة واحدة لا تحتمل أن يعيشها الإنسان وهو خانع مهان مذلول.
ولو وقفت المرأة بحزم أمام كل رجل ظالم لانحسرت حالات الظلم ولشعر الرجل أنه مهدد دائماً بالفشل إلا إذا اعتدل في سلوكه..
** وصبر المرأة على المكاره في حياتها الزوجية أمر محمود متى ما كانت هذه المشكلات متعلقة بقدر قدره الله عليها وعلى زوجها.
كأن تصبر على فقر زوجها.. أو على مرضه.. أو على رعاية أهله أو أحد والديه.. أو على عدم إنجابه وتحتسب في ذلك الأجر والمثوبة.
لكن أن تصبر على الإهانة وجرح الكرامة والضرب والتحقير لكي يقال إنها صابرة محتسبة.. فهذا فيه إضاعة لحق نفسها.. وتحميل لطاقتها أكثر مما تحتمل وفيه إعانة على استمراء الرجل للظلم والقعود عليه إذا لم يجد موقفاً حازماً منها تجاه هذا الظلم.. ثم إن المرأة في العصر الحالي يفترض بها أن تكون قد تجاوزت مرحلة الاستسلام والضعف.. إذ الحياة حولها تمور بالقوة والاستنارة والوعي والتطور فكيف تقبل هي أن تكون جانباً ضعيفاً مستغلاً.. ومن حق أمومتها أن تصون نفسها من أجلها فالأمومة نهر صافٍ يجب أن ينساب رقراقاً لا يعكره التجنبي ولا يكدره الظلم.. ومن حق آدميتها التي خلقها الله عليها وأوجد لها العقل وحق الاختيار والمحاسبة عليه مثلها مثل الرجل تماماً ومن حقها أن تنصف نفسها.
** لكن ماذا لو كانت المرأة تقبل هذا الجفاء وهذا الظلم والتحقير من زوجها ليس خوفاً من الطلاق ومشكلاته وصعوباته الاجتماعية والقانونية.
وليس صبرا من أجل أطفالها..
بل إنها تقبل كل هذه الإهانات لأنها تحبه..
وترضى منه بكل ذلك مقابل أن تكون معه.. أن تراه في الصباح والمساء.. أن تستنشق رائحة عطره وهو يدخل البيت.. أن تسمع صوته وترى شماغه وعقاله معلقين في مدخل المنزل.
** هذه المرأة ماذا نقول لها..
وللحديث بقية..
|