* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أكد خبيران فلسطينيان، يوم الاثنين، الموافق 26-7-2004م أنّ جدار الفصل العنصري الذي تبنيه دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يوازي أربعة أضعاف طول جدار برلين، إذ تبلغ مسافته 786 كيلو متراً، ويمتد أحياناً إلى مسافة عشرين كيلو متراً داخل أراضي الضفة الغربية..
وقال كل من مدير عام دائرة الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، حمدان خلايقة، ورئيس جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين عبد الرحيم الامارة في تصريح صحافي تلقت (الجزيرة) نسخة منه: إنّ الجدار العازل دمّر أكثر من 800 موقع أثري حتى الآن، وهو بذلك يشكل كارثةً بيئيّةً بمقاييسها كافة، وعدواناً غير مسبوق في التاريخ، باعتباره جسما غريبا وضع في بيئة حيويّة مختلفة..
وأضاف الخبيران الفلسطينيان، في كلمة لهما خلال مشاركتهما، في يومٍ إعلاميٍّ حول الأضرار التي يلحقها الجدار العازل الإسرائيلي العنصري، بالبيئة والتراث في الأراضي الفلسطينية، نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في العاصمة المغربية، الرباط: أنّ أعمال بناء هذا الجدار أدّت إلى اقتلاع أكثر من ربع مليون شجرة زيتون، ممّا حوّل الأراضي الزراعية الفلسطينية إلى أراضٍ صحراويةٍ قاحلة؛ موضحين أنّ الجدار العنصري هو حلقة من حلقات التراكم الاستيطاني، لتكريس السيطرة على الأرض ومصادر المياه، وهو بذلك ليس مجرّد جدار إسمنتي، وإنّما هو رؤية سياسية إسرائيلية لمستقبل المنطقة..
هذا وقد عرض الخبيران الفلسطينيان خلال كلمتيهما، حقائق مفجعة معزّزة بالصور والخرائط لبيان حجم الدمار الذي لحق بالمعالم الإسلامية والمسيحيّة جرّاء الجدار العنصري العازل، الذي أقامته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وكشف تأثيره أيضاً على المياه والبيئة وحياة المجتمع في فلسطين المحتلة.
من ناحيته، أكّد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، د. عبدالعزيز التويجري: أنّ إقامة الجدار الفاصل العنصري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة..
وقال التويجري في كلمةٍ له افتتح بها اليوم الإعلامي حول الأضرار التي يلحقها الجدار العازل بالبيئة والتراث في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إنّ هذا الجدار العنصري، يمثل تهديداً بالغ الخطورة للعملية السلمية، التي انخرطت فيها القيادة الفلسطينية، واعتمدها مؤتمر القمّة العربي ومؤتمر القمّة الإسلامي..
وأضاف أنّ إسرائيل قد انتهكت ببنائها الجدار العنصري العازل، قواعد القانون الدولي العام، التي تشمل قواعد اتفاقيات لاهاي الموقّعة في 29 يوليو 1899م أو الموقّعة في 18 أكتوبر 1907م، واتفاقيات جنيف الرابعة الخاصّة بحماية المدنيين في زمن الحرب، والموقعة في أغسطس 1949م، والبروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف، والذي أقرّه المؤتمر الدبلوماسي عام 1977م.
وكشف المدير العام للإيسيسكو أنّ هذا الجدار العازل سيؤدّي إلى ابتلاع 58% من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضمّها لإسرائيل بطرقٍ غير مشروعة، ممّا يعد عملية اغتصاب للأراضي الفلسطينية، تستوجب مساءلة إسرائيل أمام المحاكم الجنائية الدولية.
|