Saturday 31th July,200411629العددالسبت 14 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

جداول جداول
حاجات الناس وشيء من الألم
حمد بن عبدالله القاضي

* أتألم كثيراً وأنا أتلقى عدداً من الرسائل من إخوة أعزة اضطرتهم ظروفهم إلى سكب ماء وجوههم أمام الآخرين من أجل توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم، أو رسائل يبحث أصحابها عن شفاعة لهم في وظيفة تأتي أو لا تأتي!.
هناك رسائل تمزق قلبي ألماً وأنا أقرؤها من شباب عاطلين يبحثون عن أي عمل يدر عليهم أي دخل ليستطيعوا أن يعيشوا في هذه الحياة.
أمامي الآن رسالة مؤلمة من أحد الشباب الذين حفيت أقدامهم للبحث على وظيفة ولم يحظ بشيء.
** الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي (أحبك في الله)
* في الحقيقة لا أعلم من أين أبدأ لكنه الإعجاب فأنا معجب بشخصك الكريم أشد الإعجاب منذ نعومة أظفاري، تلك الفترة لم أجد سبيلاً لمتابعة أخبارك ومشاهدة وجهك البشوش والتعلم من أخلاقك السامية ورحابة صدرك وغزير قلمك. حتى أقتدي بك إلا من خلال برامج كنت تقدمها في التلفاز منها برنامج (رحلة الكلمة) وبرنامج (مسائل مهمة)،... ثم صرت أتابعك عبر مناهل أرحب كمؤلفاتك، ومجلتكم وما تقوله بالصحف كمقالك في (جريدة الجزيرة) صفحة مقالات يوم السبت بتاريخ 10 ربيع الآخر 1425هـ بعنوان: (وطننا وخطأ التصنيفات) فعندما قرأت المقال لمحت رقم ناسوخكم مذيلاً به انتابني إحساس سعادة فقدتها منذ وقت طويل شعرت أن هذا الرقم وهذا الإنسان دون غيره هو مفتاح رزقي بعد الرزاق الذي أمرني بأن ألجأ إليك لتأخذ بيدي من حياة البطالة والحاجة إلى وظيفة أعيش بها حياة كريمة وأخدم من خلالها أمتي ومجتمعي ووطني وأكمل نصف ديني بالزواج وبناء أسرة كما فعل أقراني الذين يملكون الواسطة توظفوا وتزوجوا وأنجبوا وأنا لا أزال أصارع في الواقع المرير مع هذه البطالة ولا يوجد عندي أمل بالفرج من هذه الكربة إلا بالله ثم بك.
انتظار اتصالك على فارغ الصبر.
***
أخوك العاطل (....)
* إنني أتالم لمثل هذه المطالب وهذه الاحتياجات التي أقف أمامها عاجزاً، فمن ناحية الاحتياج المادي، أغلب القادرين يعتذر ولا يستجيب، وإن كان هناك أخيار متجاوبون ولكن لكثرة الطلبات فمن الصعب عليهم أن يتجاوبوا مع كل مطلب.
أما فيما يتعلق ب(الوظائف) - كما هو طلب هذا الأخ الكريم - فمع الأسف الأمر صعب إذ يندر أن يوفق سعي أو شفاعة في تأمين وظيفة، إذ إن وظائف الدولة لها تنظيمات محددة عند التحاق أي شخص بها، وأما القطاع الخاص فلا نسمع من أكثرهم إلا جعجعة وترحيباً بالشباب السعودي على الورق وفي المجالس، أما في شركاتهم ومؤسساتهم فإنه يفضل الوافدين على المواطنين.
** بربكم ألا يدعو العجز عن مساعدة هؤلاء من المحتاجين أو العاطلين إلى المزيد من الألم!.
***
ورحل الأمير عبدالرحمن بهدوء..!
* سبحان من لا تتعرَّضه الآفات..!
كانت هذه أول كلمة عبرت فيها عن (فجاءتي) عندما بلغني خبر وفاة الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز غفر الله له ورحمه.
هذا الرجل الذي كان ملء السمع والبصر حضوراً وحواراً وحديثاً.
هذا الراحل العزيز الذي كان مالئ الدنيا وشاغل الناس يرحل - هكذا بهدوء وصمت..!
ها هو ينهزم- رحمه الله - أمام انتصار الموت، ولعل هذه الهزيمة - هزيمة الموت - هي أول هزيمة لا يستطيع - رحمه الله - مواجهتها، أو تحويلها إلى نصر!
لقد فقدت أوساطنا الرياضية والاجتماعية والفنية رجلاً يعد أحد الناشطين فيها والمحركين لهدوئها، والباعثين الحيوية في شرايينها!
هذا الرجل الذي لا يملك حتى الذين يختلفون معه إلا أن يحبوه.
لقد كنتُ دائما عندما يجري الحديث عن تصريحاته وآرائه الجريئة أقول:
إن هذا الرجل - رحمه الله - لا يريد أن يُبقي في نفسه شيئا على أحد ولهذا فإنه يخرج ما في داخل وديانها على شجرة لسانه!
إنني لأسال الله أن يكون لقي وجه ربه نقيا من الذنوب كما هو نقاء داخله بحول الله.
***
أصدق الكلام
* {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.

فاكس: 4766464-01


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved