Saturday 31th July,200411629العددالسبت 14 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

المواشي والإبل... تهلك الغطاء النباتي المواشي والإبل... تهلك الغطاء النباتي
محمد أبو حمرا

قد تستغربون هذا العنوان، وقد يستهجن البعض ذلك الطرح، لكنها مشكلة تحتاج إلى حل سريع، فإنه إن لم يتم الحل فسوف تتحوَّل المراعي المعروفة والرياض (جمع روضة) المشهورة إلى صحصح من الأرض عارٍ تماماً من النبات أو الشجر، والسبب هو الرعي الجائر هذه الأيام.
في السابق كانت الأغنام مهنة للبادية، ويسمون صاحبها شاوي، وأما رعاة الإبل فيسمون صاحبها بدوي، وهو تعبير معروف ومشهور، فكان البدوي والشاوي يستخدمان الأرض بعقل واتزان، زد على ذلك أن أعداد الإبل والأغنام لم يكن مثله اليوم، والشيء الأهم هو أنهم يردون إلى الماء بعد الرعي فيتركون المرعى لعدة أيام فينمو أثناء غيابهم، وهكذا.
أما اليوم فالبدوي حلّ محلّه غيره، والشاوي تغيّر إلى شاوي جديد وحديث، فجاءت أعداد من الأغنام قد تصل إلى الآلاف من الغنم أو الماعز، وكذا اتجه أغلب التجار إلى اقتناء الإبل، وإن كانوا من قبل لا يعرفون حتى مسمياتها، فصار أحدهم يمتلك الألف والألفي رأس منها.
تلك الآلاف من المواشي والإبل صارت تحرث الأرض بأفواهها حتى تجتث الأخضر واليابس، وهي أيضاً لا تعطي فرصة لنماء جديد للأعشاب، فبدل أن كان البادية يردون إلى موارد المياه ويتركون الأرض، صار الوايت اليوم هو الذي يتبع الأغنام أو الإبل، وصارت تحصد الأرض حصداً حتى تحفرها وتهلكها، ثم إن الأغنام كانت لا تعدو عن أنواع معروفة من الضأن وتُسمى نجدي، أو حبص أو غيرها من الأغنام التي لا تغرس أسنانها في النبتة مثل الغنم التي تُسمى نعيمي والتي لا ترفع رأسها إلا بعد أن تكنس الأخضر واليابس، وكأنها حاقدة على الغطاء النباتي، فتجدها تمكعه مكعاً أو تنقفه نقفاً (مكع ونقف عربية فصحى) فلا تُبقي ولا تذر، وأما الماعز سابقاً فكانت مثل الضأن رحيمة بالعشب، فكانت هناك العارضيّة (نسبة للعارض) وهناك الزمرية، وهي أصغر حجماً من العارضيّة، وكانت ليست لها بطون كبار، فجاء بدلها أغنام كبار واسعة الأفواه لا ترفع رؤوسها عن الأرض وتُسمى السورية، وهي تمتاز بكثرة اللبن، المهم في الموضوع ان الغطاء النباتي قد أصبح في خطر، وهو خطر محدق بالبيئة ذاتها، ومن هنا فيجب اتخاذ اللازم لحماية ذلك الغطاء، سواء عن طريق وزارة الزراعة أو حماية الحياة الفطرية، أو أية جهة لها علاقة بالأمر، لأنه على مدى قصير لن تجد الأغنام ما ترعاه أبداً بحكم الرعي الجائر والكثافة التي تُغطي المساحة الباقية للرعي، زد على ذلك أن أكثر الأراضي كثافة عشبية قد مُهدت وأُزيلت منها الأعشاب وأصبحت مزارع أو محميات أخرى لا يُرعى فيها.
وأضع هذا الأمر أيضاً أمام كلية الزراعة بجامعة الملك سعود، بأمل أن تقوم بدراسة الموضوع وتقدم الحل بعد الزيارة الميدانية لترى مئات الآلاف من الأغنام والإبل التي تُثير غبار الأرض...... والله من وراء القصد.

فاكس: 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved