يتميز الإنسان عن الحيوان بقدرته على اختزان المعلومات والتجارب التي تقابله في حياته لمدة طويلة ، وهذا ما يسمى بالذاكرة وقدرة الذاكرة في الإنسان غير محددة ، ويقوم عليها ما يتم في الحياة من أعمال وتتفاوت هذه القدرة من إنسان إلى آخر كأية ملكة عقلية أخرى.
وكثرة الشكوى من النسيان أمر معروف وخاصة في النساء والطلبة - مع الاعتذار إلى الجنس اللطيف - حتى أن عدداً غير قليل يبحث عن علاج لهذه الحالة عند الأطباء النفسيين ، ومعرفة أسباب النسيان هي أهم وأكبر خطوة في طريق التغلب عليه والتخلص منه ، وإن ذاكرة الإنسان لا تتكون من شيء واحد بل هي مجموعة معقدة من الاحساسات التي تنقلها الحواس إلى العقل الواعي ، وارتباط هذه الاحساسات بعضها البعض يساعد على قوة الاحتفاظ بها في الذاكرة ، فمثلا ارتباط حادث محزن بواقعة ما يساعد على تأكيدها في الذاكرة وهكذا.
لذلك فإن أهم أسباب النسيان هو عدم التركيز في الحياة ، سواء كانت الحياة العادية بحوادثها اليومية أو الحياة الدراسية من استذكار وغيره ، ثم ان طبيعة عقل الإنسان تسمح له بأن يفكر في أكثر من شيء في وقت واحد ، فمثلا إذا جلس الطالب للاستذكار كان من الضروري له أن يركز على ما يقرؤه ، ولكن الذي يحدث أنه يسرح بخاطره في أشياء أخرى غير ما يذاكره.
ثم يسرح بسمعه إلى أصوات بعيدة أو قريبة ويسرح بنظره في مناظر حوله وهكذا ، فلا يستوعب ما استذكره ويصاب بنسيان لكل المعلومات أو بعضها - كذلك من أسباب النسيان الانشغال التام بأمر خطير أو مهم في حياة الشخص يشد انتباهه وتفكيره ويصرفه عن بقية الأمور العادية ، فليس من المعقول مثلا أن يكون طالب في ظروف عائلية سيئة أو صعبة ثم لا يصاب بالنسيان لدروسه وعلومه.
كذلك قد يكون النسيان علامة من علامات بعض الأمراض العصبية والنفسية مثل ما يحدث من فقدان الذاكرة عقب الحوادث التي يصاب فيها الرأس ، أو عقب الحميات الشديدة أو الصدمات النفسية العنيفة ، ونصيحتي لمن يشكو النسيان أن يراعي ما يأتي :
1- التركيز هو الأساس لمنع النسيان فإذا أردت ألا تنسى أمرا ما فيجب التركيز عليه ، ولاداعي لعمل أمر مكروه لا تقبله النفس ولا الضمر فيحاول العقل تناسيه.
2- النسيان أمر عادي إذا كانت الظروف المحيطة ليست عادية نفسيا ولا عصبيا ويزول هذا تماما بزوال هذه الأسباب.
3- النسيان الذي يعقب الأعراض التي ذكرتها سابقا يزول بالتدريج ولا يحتاج إلا إلى تجنب الإجهاد العقلي حتى يتم الشفاء.
4- لا يوجد من العقاقير ما يمنع أو يقلل النسيان.
|