لقد بدأنا في العدد السابق بتخصيص نوعية التغذية وتحدثنا عن غذاء الطفل وبدأنا بتعريف غذاء الوليد بالحليب، وفوائد الرضاعة واليوم سوف نتكلم عن مكونات حليب الأم ومقارنتها بالأنواع الأخرى من الحليب وعن كمية وكيفية الأوضاع بالنسبة لمكونات الحليب نستطيع أن نضعها تحت عناوين محددة وهي الماء الذي يكون أعلى نسبة ثم المواد الدهنية والمواد السكرية والبروتينات. وبتحليل حليب الأم نجد أنه يتكون من 87% ماء و 3.5 جم مواد دهنية و 7.5 جم سكريات و1.25 جم بروتين، وإذا قارنا هذه النسب الموجودة في حليب الأبقار على سبيل المثال لوجدنا أن حليب الأبقار يحتوي على 87 % ماء و 3.5 جم مواد دهنية و4.5 جم سكريات و 3.5 جم بروتين، وإذا قارنا السعرات الحرارية التي تعطى من كمية متساوية من حليب الأم وحليب البقر لوجدنا أن الأونس الواحد من حليب الأم يعطي20 سعرا حراريا والأونس الواحد من حليب الأبقار يعطي 18 سعرا حراريا وحليب الأم أسهل للهضم لأن جزئيات المواد الدهنية فيه هي أصغر من الجزئيات الموجودة في حليب الحيوانات، وبالنسبة للبروتين في حليب الأم يكون مواد المعدة والاثنى عشر تركيبها الكيميائي أخف وأبسط وأسهل للهضم من المواد التي يكونها حليب الأبقار وهنالك شيء آخر وهو أن السكريات الموجودة في حليب الأم هي كلها على شكل لاكتوز، وقد كان موضوعنا في العدد السابق إلى جانب ما ذكرناه الآن عن تفضيل حليب الأم وعن تركيبه وتكوينه مقارنة بحليب الأبقار، وسوف نبدأ الآن ببحث موضوع كمية الحليب الذي يحتاجها الطفل الرضيع الصحيح الجسم يحتاج في اليوم الكامل (24ساعة) مقدار من الحليب يساوي 2.5 أونس لكل باوند من وزنه.
وهذا يساوي 50 سعرا حراريا أي بحساب20 وحدة حرارية لكل أونس وهذه الكمية من الحليب يمكن أن تعطى على خمس أو ست وجبات غذائية، ولنأخذ مثالا على ذلك:
طفل رضيع يزن 12 باوند فيكون ما يحتاجه هو 12*2.5=30 أونس من الحليب ويمكن أعطاؤها على ست وجبات غذائية كل وجبة تتكون من خمس أونسات، هذا بالنسبة لكمية الإرضاع الذي يحتاجه الطفل ولنأخذ الآن كيفية الرضاعة.
ولنبدأ منذ الولادة، يفضل من الـ12-24 ساعة الأولى من حياة الطفل ألا يرضع وذلك لكي يدع مجالا للاثنين الأم والطفل للراحة من عملية الولادة، ومن ثم يرضع الطفل كل ثلاث ساعات مي اليوم الثاني إلى اليوم الرابع ويجب أن تكون فترة الارضاع لكل وجبة بين دقيقتين إلى ثلاث دقائق على أن تزاد تدريجيا وفي بعض الأحيان لا بأس من إعطاء قليل من الماء مع
(سكر الجلوكوز) بعد الرضاعة، ومن بعد اليوم الرابع يرضع الطفل كل أربع ساعات إذا كان وزنه وحجمه في حدود الطبيعي.
وهنالك طريقة أخرى للإرضاع وهي طريقة الطلب أي أن الطفل يرضع عندما يكون جوعان وهذه تخلق علاقة نفسية أقوى وأمتن مع الطفل على شرط أن تكون الأم من النوع السهل وليست من النوع القلق التي تقوم بإرضاع الطفل عند كل حركة أو بكاء يقوم به.
وعند استعمال هذه الطريقة سوف يكون الطفل تلقائيا نظاما وأوقاتا معينة بوجباته الغذائية وتكون عند بدء إحساسه بالجوع، وهي تكون عادة ما بين كل 3-4 ساعات.
هذه الطرق في الرضاعة تكون كافية لكي يبني الطفل جسمه في هذه المرحلة من عمره، ويجب ملاحظة أن الإرضاع يكون بالتناوب بالنسبة للثديين مع التأكد من أن التفريغ يكون كاملا لأن عدم تفريغ الثديين يؤدي بالتالي إلى الإقلال من كمية الحليب الذي تفرزه الأم.
تكلمنا اليوم عن عملية الإرضاع الطبيعية وعن كيفية إرضاع الطفل وعن كمية الحليب التي يجب أن يأخذها وسوف نتكلم في العدد القادم عن الطعام والحليب المجفف للإرضاع في حالة عدم كفاية حليب الأم أو عند عدم توافره.
|