في مثل هذا اليوم من عام 1975 اجتمعت 35 دولة بناءً على دعوة موجهة من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في هلسنكي بفلندا من أجل مناقشة بعض القضايا الدولية الملحة.
وقد أدى الاجتماع إلى إحياء سياسة الوفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبحلول عام 1975 كانت سياسة الوفاق المتمثلة في الحد من التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي تتدهور بشكل بطيء.
وقد استقال نيكسون، الذي بدأت سياسة الوفاق في عهده، غير مأسوف عليه في أغسطس 1974م، وقد أدى انهيار فيتنام الجنوبية في إبريل 1975 إلى إصابة الكثير من الأمريكيين بالقلق من احتمال خسارة الولايات المتحدة للحرب الباردة.
وفي محاولة لإعادة إحياء سياسة الوفاق، انضم الرئيس جيرالد فورد ووزير خارجيته هنرى كسينجر إلى الاتحاد السوفيتي في دعوته لعقد هذه القمة في هلنسكي في يوليو 1975م، وقد عرف هذا الاجتماع رسمياً باسم مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا وقد حضره الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وكندا وكل الدول الأوروبية (فيما عدا ألبانيا، التي واصلت سياستها الخارجية المستقلة والمثيرة للحيرة).
وفي أول أغسطس 1975، قام المجتمعون بإصدار (بيان ختامي) يضع الخطوط العريضة للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في المؤتمر.
وقد وافق كل الموقعين على البيان الختامي على احترام حدود الدول التي وضعت بعد الحرب العالمية الثانية والإذعان لسيادة القانون الدولي، بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على حقوق الإنسان ووافقت كل الدول على حماية الحقوق الأساسية لمواطنيها.
وفي النهاية وافقت كل الدول على إبرام اتفاقيات للحد من التسلح في المستقبل،
وأدت الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في هلسنكي إلى إعطاء دفعة مؤقتة لفكرة الوفاق،ولكن في السنوات التالية تم التفاوض على معظم جوانب البيان الختامي أو تناسيها.
فعلى الرغم من أن الاتحاد السوفيتي وافق على احترام حقوق الإنسان الا أنه قام بهجوم وحشي على جماعات حقوق الإنسان في روسيا والتي عرفت باسم (جماعات هلسنكي)، كما أن النقاش حول اتفاقيات الحد من التسلح قد تلاشى ولم يستأنف حتى منصف الثمانينيات.
|