في مثل هذا اليوم من عام 1980 أصدر الكنيست الإسرائيلي قراراً باعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ، فبعد تأمين السيطرة العسكرية على الضواحي والأحياء والقرى المقدسية المحتلة ، اتجهت الحكومة الإسرائيلية نحو تعزيز الوجود اليهودي سكانياً واقتصادياً وحضارياً ، وتأكيد وضع القدس السياسي والاستراتيجي كعاصمة للدولة ، ولتحقيق هذه التوجهات ، عملت الحكومة في اتجاهين ، الأول إضفاء الصفة القانونية على المناطق التي تم احتلالها بالقوة ، وبالتالي ضمها إلى الدولة ، وامتداداً لهذا الاتجاه ، جاء دور الاتجاه الثاني المتمثل في التركيز على المشاريع الإسكانية واستيعاب المهاجرين الجدد في الأحياء العربية التي هجرها سكانها أثناء الحرب ، بالنسبة للاتجاه الأول ، كانت القدس الغربية (القسم الإسرائيلي من القدس بعد حرب عام 1948) مخصصة أصلاً للدولة العربية وفقاً لقرار التقسيم الصادر عن هيئة الأمم المتحدة ، ولهذا اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه - ديفيد بن جوريون - هذه المنطقة بمثابة مناطق محتفظ بها وفقاً للأوامر العسكرية ، ولإلغاء صفة الاحتلال عن القدس الغربية وضمها إلى إسرائيل وتطبيق القوانين الإسرائيلية عليها ، وبعد أن تم تحقيق الغطاء القانوني بإعلان القدس عاصمة للدولة ، وألحقت المناطق العربية المحتلة ضمن سلطات الدولة وأجهزتها ، تم حل الحكم العسكري الذي تشكل عشية وقف إطلاق النار ، وباشرت الحكومة الإسرائيلية نقل المؤسسات والوزارات والهيئات الرسمية - سياسية وقضائية ودينية - إلى المدينة ، وفي 17 فبراير 1949 ، أقسم حاييم وايزمان اليمين القانونية في القدس كأول رئيس للدولة ، وتعززت مكانة القدس كعاصمة بازدياد النشاط العمراني واتساع رقعته ، لمواجهة متطلبات إقامة المراكز الحكومية كمقر رئاسة الوزراء والمحكمة العليا والكنيست والحاخامية الرئيسية ووزارات المالية والداخلية والخارجية والعمل وأكاديمية العلوم والمتحف الوطني والمقر الجديد للجامعة العبرية ، وعملت السلطات الإسرائيلية كذلك على تعزيز مكانة المدينة في نفوس اليهود وعقولهم ، فنقلت إليها رفات هرتزل سنة 1949 ، وحولت قمة الهضبة التي أصبحت تعرف باسم (تسغات زئيف) مقبرة وطنية دفن فيها جابوتنسكي ، شبرينتساك ، ليفي أشكول ، جولدا مائير ، موشيه ديان ، إسحاق رابين ، وغيرهم من المجرمين اليهود .
|