ودعنا صباح أمس بقلوب ملؤها الحزن والأسى والرضا بقضاء الله وقدره صاحب القلب الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود بعد حياة مليئة بالعطاء كان لوسطنا الرياضي النصيب الأوفى منها عندما نذر - رحمه الله - نفسه لخدمة الرياضة السعودية من خلال تاريخه الحافل مع ناديه النصر الذي صنع منه نادياً كبيراً كان هو رمزه التاريخي المعروف والمشهور محلياً وخليجياً وعربياً. ودعنا أبو خالد الذي كان معنا في وسطنا الرياضي طيلة الخمسين عاماً الماضية كان فيها هو ملح رياضتنا وفاكهتها بروح الدعابة والطرافة التي كانت هي دائماً حديث الوسط الرياضي، وقدم أبو خالد خلال هذه الخمسين عاماً لرياضة الوطن الكثير في مقدمته محافظته على ناديه النصر وصموده أمام كل الهزات التاريخية التي مرت على النادي ودفاعه المستميت عن حقوقه الفنية والإدارية ليظل النصر بفضل تحدي وإصرار وحرص أبي خالد واحداً من أنديتنا الشهيرة وقدم للكرة السعودية نجوماً لا تنسى كان الفضل فيها بعد الله للأمير الراحل الذي كان يبذل جهده ووقته لخدمة رياضة الوطن من خلال خدمته المخلصة لناديه.
دخلت معه - رحمه الله - خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية في مداعبات ومشاكسات صحفية غير مباشرة كانت تبدو على الورق قاسية وعنيفة وكان كثير من الأصدقاء يحذرونني من خطورة الكتابة بهذه الحدة، وآخرون كانوا يسألونني دوماً كم مرة اتصل بك الأمير عبدالرحمن وكم مرة هددك؟! وكانوا لا يصدقون عندما أقول بأنني لم أسمع صوته ولم يسبق أن استنكر أي موضوع كتبته!
كان يدرك - رحمه الله - أن كتاباتي عن إدارته أو عن فريقه ولاعبيه مهما بلغت فيها السخرية إلا أنها لا تحمل ما يمكن اعتباره إساءة للأدب أو عدم احترام وتقدير وأنها لا تحمل أي مضامين شخصية ضد إدارته أو ضد لاعبي فريقه.
الأمير عبدالرحمن بن سعود رغم أنك تتابعه في وسائل الإعلام وتجده عاشقاً للمشاكسات والمناوشات الإعلامية إلا أن في داخله رجلاً نقياً صدره يتسع لكل اختلاف، يحترم الآخر ويحافظ على أدب الحوار معه.
هكذا هي تجربتي الشخصية معه ولعل كثيرا من القراء سيفاجأون عندما أقول إنني ككاتب عانيت من بعض الهلاليين ولم أعان من أبي خالد رحمه الله.
العزاء لنا جميعاً في الفقيد الغالي تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
|