غياب بحجم الأمير عبدالرحمن بن سعود
عبدالله العجلان

لأنه الأمير عبدالرحمن بن سعود فمن الصعب أن تمنحه قليلاً مما يستحقه، أو أن تكتب عنه بعضاً من كثير ما صنعه وقدمه.
رحل الأمير عبدالرحمن - رحمه الله - ورحلت معه حقبة ثرية ومثيرة لسنوات حافلة بالعطاء، ومتألقة بزخم النمو والحركة وحيوية الاختلاف.
المجال لا يتسع لرصد تاريخه الغني ومنجزاته الفريدة والمتميزة لناديه أو لعشقه النصر، فقط أجدني قادراً في هذه اللحظات الصعبة على الكتابة عن إسهاماته في رسم أنماط إعلامية جديدة ومختلفة عن تلك الرتيبة الجامدة. نحن وأجيال أخرى سبقتنا عشنا مع سموه مرحلة صحافية ذات إيقاع مليء بالنشاط والتجديد وصناعة الحدث.. كانت في معظمها تغري على الاختلاف أكثر من الاتفاق، والمشاكسة أكثر من المداهنة، والاستثارة أكثر من الركود، وهنا يكمن إبداع الأمير عبدالرحمن وقدرته على قيادة وتسخير الوهج الإعلامي نحو ما يريده ويؤمن به.
الأمير عبدالرحمن بن سعود غير الآخرين، وخلال مسيرتي الصحفية كنت دائماً أرى أنه لا يناور ولا يساوم ولا يتنازل عن وفائه وحبه وعطائه للنصر، وهذه سمة نادرة في زمن الأنانية والمصلحة الشخصية.
هو الإداري والمسؤول الذي يمنحك حرية التعامل معه صحافياً مباشرة بمنتهى الصراحة والوضوح، وشخصياً لم أتردد في مواقف عديدة في الثناء عليه بمثل ما انتقدته، والاختلاف معه بمقدار ما أعجبت به.
برحيل (أبو خالد) الأمير المتواضع، والقلم الصريح، والرئيس البسيط، والإداري الخبير والمحنك، والظاهرة الرياضية غير القابلة للتكرار والتقليد، نكون جميعاً قد خسرنا رمزاً رياضياً شامخاً، وتاريخاً سخياً بأكمله، سوف نظل نتذكره ونتحدث عنه ونتمعن جيداً ودائماً بسيرته ومواقفه. أما الجماهير النصراوية فلن تنسى بذله وتضحياته وسنوات صراعه من أجل بناء نصر قوي وفارس شجاع يحصد البطولات ويرتقي سلَّم المجد.
* لو لم يحقق النصر بتاريخه ومنذ تأسيسه إلا (بطولة) أن الأمير عبدالرحمن بن سعود كان رمزه ورئيسه لكانت وحدها كافية عن سائر البطولات.
* رحم الله الأمير عبدالرحمن رحمة واسعة، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وأهله ومحبيه الكثر الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }.