* كتب - سامي اليوسف :
اجمع مسؤولو ومنسوبو الوسط الرياضي والشخصيات البارزة فيه أمس على أن رحيل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن سعود بن عبد العزيز آل سعود رئيس نادي النصر الذي غيّبه الموت ، على إثر سكتة قلبية يعد بمثابة الخسارة الكبيرة للوسط الرياضي في المملكة العربية السعودية.
فلقد غيب الموت رجلا عرف عنه حب الوطن وخدمته من خلال نادي النصر والمناصب الرياضية التي تقلدها ، ومن خلال آرائه وأطروحاته وأفكاره التي تصب في مصلحة رياضة الوطن ورفعة شأنها ، طيلة مسيرته الرياضية كواحد من أبرز الرياضيين العرب الذين عرفوا بشخصيتهم الإدارية الفذة التي باتت مدرسة بحد ذاتها.
* بدءا تحدث سمو الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير عضو شرف نادي الهلال ورئيسه الأسبق ل(الجزيرة) ، سائلا المولى جلت قدرته في البداية أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته وأن يتقبله القبول الحسن ويوسع في مدخله ويلهم أبناءه وأخوته وكل من عرفه وأحبه الصبر والسلوان ، قائلا : لقد آلمنا خبر رحيله لكن المؤمن لا يملك إلا الصبر والاحتساب ، فلقد كان لسموه - رحمه الله - إسهامات رياضية بارزة عبر نادي النصر الذي عشقه وأحبه وحبب الكثيرين فيه ، وكذلك من خلال اتحادي كرة القدم وكرة السلة ، عرف عنه الرأي الصريح والسديد الذي يخدم نهضة وتطور الكرة السعودية ورياضة الوطن بصفة عامة ، برحيله فقدنا الأخ والصديق والإداري المحنك.
***
* فيما قال سمو الأمير محمد بن فيصل بن سعود رئيس نادي الهلال الحديث عهد في مجال إدارات الأندية : (رحم الله الأمير عبد الرحمن بن سعود فلقد كان علماً بارزاً في الرياضة السعودية ، ولا أبالغ إن قلت الرياضة العربية قاطبة ، أحبه الكثيرون واستفاد مثلهم الكثير من خبرته وشخصيته الإدارية التي تنفرد بأسلوبها الخاص وربما الفريد ، فلقد كان حريصا دائماً على رياضة الوطن من خلال آرائه الجريئة ، ونقده المفيد الذي يستفيد منه لخبرات السنين الطويلة من العمل الإداري الذي أحبه من خلال عشقه نادي النصر ، نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته فلقد خسرت الرياضة السعودية برحيله المفجع واحداً من ابرز أعلامها الذين أثروا الساحة الرياضية المحلية والعربية والعزاء لجميع رياضي الوطن).
***
* الشيخ فيصل بن محمد الشهيل رئيس نادي النهضة وعضو الشرف الهلالي عبر عن عميق حزنه لرحيل الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - داعياً العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكه فسيح جناته ويلهم أبناءه وذويه الصبر والسلوان ، قائلا : لقد فجعنا بخبر وفاته لكن لله سبحانه وتعالى ما أعطى وله سبحانه ما أخذ ، لقد كان خير الأخ والرفيق لنا في المجال الرياضي ، عشنا معا كأخوة وأصدقاء ومتنافسين التنافس الشريف لكننا نحفظ لسموه - رحمه الله - ، ونذكر له الرأي السديد والنقد الجريء الذي يصب في المصلحة العامة وتغليبها على المصلحة الخاصة ، رغم عشقه الشديد لنادي النصر إلا أنه كان دائم الدفاع عن الحق والمصلحة العامة عرفته إدارياً فذاً وكاتباً منفرداً ومتميزاً من خلال (بصراحة) التي ازدانت بها صفحات (الرياضي) في السنوات الماضية ، حيث كان الكل ينتظر ويتابع مقالاته التي امتازت بالصراحة والجرأة والنقد الصادق والمخلص الذي يعتمد على الحجة والنقاش ، فلقد كان الشعار الذي يرفعه وعرفناه به وحفظناه عنه (إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) ، برحيله خسرنا الرياضي والإداري المحنك والخبير.
* رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة اليد رئيس هيئة أعضاء شرف نادي الخليج بسيهات محمد بن عبد الله المطرود تحدث من خارج المملكة عن الفقيد قائلا : الذي يجمعنا مع الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - رابط قوي من الاحترام المتبادل والتقدير الصادق ، فلقد كان بمثابة الأخ الأكبر لنا دائماً نستعين برأيه ومشورته في المسائل الرياضية والإدارية ، بحكم خبرته العريضة وعمق نظرته الثاقبة للأمور ، ندعو الله أن يتقبله ويدخله في واسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ، لقد كانت صفقة انتقال اللاعب أحمد العجمي آخر عهد لي معه ، عندما تلقيت اتصالا من سموه وكان أول سؤال سألني إياه في المكالمة عن صحة والدي بل ان سموه - رحمه الله - وجّه الأمير سعود بن فيصل قبل توقيع العقد أن يذهب للسلام على والدي ، وبالفعل حدث ذلك وهذا يعكس الجانب الإنساني في شخصية سموه ، فعلى الرغم من مشاغله المتعددة سواء الخاصة أو مع نادي النصر ، إلا إنه لم ينس السؤال عن والدي العزيز وعن أحواله الصحية ، رحم الله الأمير عبد الرحمن فلقد كان لنا معشر الرياضيين بمثابة الأخ الأكبر والصديق ، وكان لبعضنا بمثابة الأب والموجه والمعلم.
***
* رئيس هيئة أعضاء شرف نادي القادسية أحمد بن عبد الله الزامل توجه بالدعاء للأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - ، قائلاً : العزاء لكل الرياضيين في الوطن الكبير على رحيل هذه الشخصية الرياضية والإدارية الصادقة والمخلصة ، فمنذ دخولي للوسط الرياضي من خلال نادي القادسية إلى يومنا هذا ونحن نستفيد ونتعلم من مدرسة الأمير عبد الرحمن بن سعود الإدارية ، لقد كان متميزاً في شخصيته وفي آرائه وفي نقده وفي تعاملاته ، كسب احترام وتقدير كل المنتمين في الوسط الرياضي سواء داخل المملكة أو خارجها ، بفضل ما يتمتع به من موهبة إدارية وشخصية قيادية وخبرة اكتسبها من سنوات العمل الجاد والمضني ، من خلال رئاسته الطويلة لنادي النصر التي حفلت بالعديد من الإنجازات ، فلقد كانت مسيرته - رحمه الله - حافلة بالجد والاجتهاد والعمل الصادق الذي يروم فيه مصلحة الرياضة السعودية ، خاصة وأن تاريخه الرياضي يشهد له بالعمل الناجح في مجال المنتخبات والاتحادات الرياضية التي قدم فيها عصارة خبرته وجهده وقدم الكثير ، الكثير من الدعم المادي والمعنوي وكانت له نظرته الثاقبة والفاحصة حتى في تقديم المواهب الكروية من لاعبين وصلوا للنجومية وكذلك إداريين ومدربين وطنيين.
***
* رئيس نادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري ، قدم العزاء للقيادة الرياضية في وفاة الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله- ، مؤكدا ان رحيل سموه وقع خبرة كالفاجعة التي آلمت في الوسط الرياضي السعودي ، لما عرف عن سموه من إسهامات ومآثر كان لها الأثر البارز في تطور نادي النصر حتى وصوله إلى العالمية وكذلك على مستوى الكرة السعودية ، فلقد كان سموه ممن يعتد برأيه ونقده وملاحظاته التي كانت تعكس واقع رجل خبير ، اكتسب المعرفة والمهارة الإدارية طوال السنين الطويلة الفائتة ، وكنت أحرص على الاستماع لآرائه وقراءة أحاديثه ومقالاته ، لأن فيها المعاني الكثيرة والمفيدة سواء من طرح هادف ونقد بناء وأفكار نيرة وجريئة ، ومهما كان الاختلاف مع سموه - رحمه الله - فإن الود والتقدير والاحترام كان الشعار واللغة السائدة في تعاملاته معنا.
* رئيس نادي القادسية ومدير الإعلام الخارجي في المنطقة الشرقية جاسم الياقوت تحدث إلينا من الإسماعيلية ، حيث يتواجد لمتابعة معسكر فريقه الأول لكرة القدم ، فقال : (لقد كان سموه - رحمه الله - بمثابة الأستاذ والمعلم بالنسبة لي استفدت منه كثيراً ، خاصة في بداياتي في مجال إدارات الأندية عندما كنت نائباً لرئيس القادسية في عهد إدارة أحمد الزامل ، وكنت احرص عندما التقي أو أهاتفه التحضير جيدا لمجموعة من الأسئلة كي استفيد من خبرته الإدارية الواسعة ، فلقد كان يشكل لي بحق مدرسة إدارية تعلمت منها الكثير ، تعلمت منه الجرأة وأن أقرن أقوالي بالحجة والدليل وأن لا يفسد الاختلاف للود قضية ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعزائي لأبنائه وأحفاده وأشقائه وللقيادة الرياضية ولكل رياضي سعودي ، لأن رحيل سموه أفقدنا شخصية رياضية بارزة وعلماً من أعلام الرياضة السعودية ، ومهما اختلفنا مع سموه - رحمه الله - كنا نعلم علم اليقين أننا سنجد منه التعامل الرفيع والتقدير والاحترام ، لأننا كنا نثق بشخصه وعمق نظرته وأن اختلافه لا يكون إلاّ من أجل المصلحة.
***
* المعلق الكروي المتميز محمد البكر مدير التحرير للشؤون الرياضية بالزميلة (اليوم) ، كان يتحدث إلينا بنبرة حزن عميقة والأسى يفوح من نبرات صوته الذي جاءت عبر الهاتف المحمول ليرثي الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - ، قائلاً : لاشك أن خبر وفاته أثر في نفوسنا لأننا نعلم جيدا من هو الأمير عبد الرحمن وماذا قدم لنا ولرياضة الوطن ولنادي النصر ولاعبيه ومحبيه ؟ ، ولذلك كان الحزن عميقا وكبيراً ، فلقد كان الناصح لنا في بداية مشوارنا الرياضي وخاصة في مجال التعليق الرياضي ، كان ينتقد ويوجه نصائحه بصدق وجرأة وكنا نتقبل منه لعلمنا الأكيد بخبرته وحرصه وغيرته ، رحم الله أبي خالد فلقد كان الإداري المحنك والمدرسة الإدارية ، لم أغضب قط من نقده بل كنت أتعلم وأستزيد ، أدعو له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون).
***
* الكابتن والمحلل الرياضي الخبير ماجد عبد الله كان الأشد حزناً حد البكاء على رحيل الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - ، قال وعيناه مغرورقتان بالدمع : لقد رحل الأب والأخ والمعلم والموجه والناصح الأمين لي ، لقد تعلمت وعلمني كل شيء في بداياتي ولم يبخل علي حتى بعد شهرتي وبزوغ نجمي في الملاعب ، راهن - رحمه الله - على تألقي ونجوميتي والحمد لله أنني لم أخيب ظنه ورجاءه ، أدين بالفضل - بعد الله - لسموه الكريم - رحمه الله - في كل شيء ، وحتى قبل أن يغيبه الموت كان دائم السؤال عني وحريص على حفل اعتزالي وإقامته ، وإن انتقدني سموه - رحمه الله - فلقد كان يفعل ذلك من منطلق حرصه وغيرته وحب الوالد لابنه ، أعزي نفسي أولاً في فقدان ورحيل والدي عبد الرحمن ، ثم أتوجه بالعزاء لأبنائه واشقائه الأمراء الكرام ، ولكل نصراوي ورياضي سعودي ، فالأمير عبد الرحمن كان الرمز الرياضي والعلم الرياضي الذي فاقت شهرته وحب الرياضيين له فاق كل الحدود.
* الحكم الدولي عمر المهنا قال ل(الجزيرة) : لا راد لقضاء الله ، لكننا نسأله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ، عزائي لأبنائه وأشقائه وأحفاده ، لقد كان سموه - رحمه الله - بالغ الحرص على أن نخرج كحكام بأقل الأخطاء ، ومن هذا المنطلق كان نقده وتوجيهاته لنا ، وكنا ندرك ذلك المغزى والهدف ونتقبل آراءه ونقد سموه بكل رحابة صدر وسرور ، وأصدقك القول بأنني استفدت كثيراً من نقد سموه - رحمه الله - وخصوصا في البدايات فلقد كان قارئا جيداً لمواد القانون وملماً بها على الوجه المطلوب ، ورغم نقده للحكام إلا إنني ما زلت أذكر جيداً تأكيدات سموه على أن الحكم السعودي يبقى الأفضل وصادقا ونزيهاً وكانت اقتراحاته على الدوام محط اهتمامنا كحكام.
***
* كابتن الهلال الأسبق والمحلل الرياضي لشبكة راديو وتلفزيون العرب (art) صالح محمد النعيمة ، كان بالغ الأسى والحزن والتأثر الشديد من نبأ وفاة الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - وقال : قلبي يلهج بالدعاء لسموه أن يتغمده الله بواسع رحمته وفسيح جناته ويلهم أبناءه وذويه الصبر والسلوان ، مصابنا كرياضيين كبير بفقدان الأمير عبد الرحمن الذي عرفناه مدافعاً ومنافحاً عن الحق ، لا تأخذه في ذلك لومة لائم وعلاوة على ذلك كان بمثابة الوالد والأخ والصديق والزميل لجميع الرياضيين ، علاقته مع الجميع أساسها الاحترام والتقدير ، لا يختلف إلاّ للمصلحة الوطنية ولا ينتقد إلاّ بسببها ، ورغم التنافس التقليدي بيننا في الوسط الرياضي خاصة الهلال والنصر إلا أنني دائماً أجده مبتسماً لي عند لقائه ومجالسته ، لأن الرياضة لديه أكبر من معاني الفوز والخسارة ذات هدف أسمى وأرقى رحم الله الأمير عبد الرحمن ، لقد فقدت برحيله الأخ والوالد.
|