Friday 30th July,200411628العددالجمعة 13 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

عودة الوعي عودة الوعي

عملت كثيراً متتسباً حتى عملت لدى مؤسسة كبيرة. كنت نشيطاً بارعاً، لكن حبي للمال دفعني إلى التساهل في كسبه حتى اغتنيت ثم استقلت بعد ثلاث عشرة سنة وفتحت لي مؤسسة جيدة تقوم على عدة أعمال. حب المال والبيت الكبير والمركب الفخم دعاني إلى الحيلة في تسويق البضاعات، فكنت أطبع (تواريخ جديدة) لجعلها على بعض العلبات عند انتهاء الصلاحية، وكنت كذلك في بيع الملابس (تغيير الماركة)، حتى أفلحت طيلة عشرة أعوام. وقد علمتُ من هذا أن كثيرين يقومون بهذا كل حسب طريقته.
في جلسة مع جماعة الحي ذكر عالم كان زائراً المسجد الذي نصلي فيه ما أقوم به من حيل وتلاعب وكأنه أوقع في روعي حالتي التي أنا عليها.
فكرت كثيراً مع أني خريج جامعة بالانتساب فيما قمت به وأقوم به، فوجدتني في حالة يرثى لها، لم أتهرب من وخز الضمير، ولم أتهرب من (لوم النفس)،
ماذا ترى لي..؟
ع. أ.... الرياض
ج - سلَّمك الله، تهنئة مني إليك على هذه اليقظة والوعي اللذين منَّ الله تعالى بهما عليك.
أنت مرن وذو لطافة في العلاقات العامة، وذو نشاط مالي مفتوح، فلعلك تربيت في بيت فقير، أو لعلك فقدت حال الصغر ما بين سن (3 حتى 18 سنة) المثل الأعلى القوي الأمين، أو لعلك نشأت على غير وعي جيد وتطبيق واعٍ خلال الطفولة المبكرة مع سذاجة الكسب وسذاجة الحياة بمنظور معين.
تقول في السؤال: (حتى اغتنيت). يعني من العمل في المؤسسة، ومعنى هذا أنك لعبت كثيراً في الكسب المادي من المؤسسة حسب طريقتك، وهذا ما جرَّك إلى الاستمرار في طريقة واحدة للكسب المادي وإن اختلفت السبل فالمعصية تجر إلى أختها، كما أن الحسنة تجر إلى أختها كذلك.
رتِّب أمورك بعزيمة كبيرة، ولا تلتفت إلى ما سوف يذهب منك من المال لتخرجه في وجوه أخرى تنقذ بذلك نفسك أمام حكَم عدلٍ وأداء الأمانة التي وُسدت إليك. آمل منك الآتي:
1- قدِّم تقريراً ميدانياً للجهات المسئولة تجاه ما يكون مما ذكرت.
2- نقِّ المؤسسة من كل بضاعة زيفتها أو زيفت تاريخ صلاحيتها.
3- أَعِدْ (فارق السعر) لكل زبون تعلم أنك غششته.
4- نقِّ بيتك وملبسك ومطعمك من كل ما داخله من غش وحيلة، وهذا أمر كبير بالغ الهم لكن لا بد من ذلك.
ولا تنظر (الهالك كيف هلك ولو حاز الأصفرين)، ولكن انظر (الناجي كيف نجا ولو نام على الخيس واليابس)، وإياك والتأويل وحيل النفس حتى وأنت الآن في حال يقظة وحب للنجاة من (الشُّبه.. والحرام).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved