Friday 30th July,200411628العددالجمعة 13 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

كيف أعفو كيف أعفو

(لقد غششتك في فترة ضاع فيها العقل، وضاع فيها قوة الإرادة، كم مننت عليَّ، وكم فعلت معي معروفاً لن أنساه ما حييت، لكن لا أدري كيف فعلت ذلك. أنا مَن وشى بك حسداً لما صار لك من جاه وسلطان، حتى سقطت ومعي ثلاثة نفر استغللنا طيبة قلبك وبساطتك، وكنت أظن أنك تقف في طريقي بعد نجاحي، لكن تبين لي عكس ذلك بعد اصطدامي بالواقع. نعم، تبين لي ذلك بعد تفردي بالعمل مع شلة (امسك لي واقطع لك)، وإن تظاهرنا بالإخلاص والتفاني والأمانة، أراضٍ وبيوت كثيرة واستراحات لنا نتنزه فيها في العطل الأسبوعية، وتجارة بأسماء غيرنا رؤوس أموالها ضخمة، لكن لا الظلم الذي كنا نظنه شطارة وذكاءً وعقلاً وسعة حيلة صار الآن كله حيلاً شيطانية وألاعيب إبليسية.
لا تعجل عليَّ، أطلب العفو وشرطك بلسانك إلا الاعتراف أو ما شابه ذلك أمام أحد ما، لكن مالك إلا رضاك، فحالتنا حالة مع المال والجاه والولد، حالتنا يرثى لها وإن تظاهرنا بالعزة والقوة والتدين الصحيح، لك ما تريد (فالعفو العفو).
* هذه رسالة قريب لي كان يعمل تحت يدي يعمل بعمل مهم، وهو كان صديقاً لموظف آخر له صلة قرابة بصاحب قرار مهم. كنت أعلم أنه وذاك هما من سوَّاها، وبحكم عزتي النفسية وفجأة الضربة سكت إلا من تشك خفيف عند من أظن لعله يفعل شيئاً، لكن لم يُجْدِ هذا ولا غيره. رسالته يا أخي صالح بين يديك، تأمَّلها بحكم نظرتك الفاحصة، وسوف أسير على ما تراه مع أن الضرر المعنوي الذي لحقني أكثر من المال بعد أن تركني العمل، وهم الآن حسب سماعي في حال سيئة ما بين تخوفٍ وفتن وسوء سمعة، لكنها مغلفة بالسرية يدور أمرها بين كثير من الناس، ومن الصعب طرح مثل هذا السؤال، وقل: طرح على واحد منهم فثار وغضب، وهو (من أين لك هذا؟)
ماذا أفعل؟
ف. ل. ل. ع (....)
ج- اختصرت السؤال وصغته حسب إسلوبي، وأخضعته لدراسة نفسية طويلة، فتبين لي ما يلي:
1- قد يكون الخط بغير خط مَن بعثه إليك.
2- أسف وجزع مما قام به صاحب الرسالة.
3- يقظة متأخرة لسبب ما.
4- صدق محتواها مع حذر شديد.
5- وعي ديني جيد من صاحب الرسالة.
6- هو من نوع ماكر لبق واصل.
7- قوة تأثيره بمن حوله.
8- مرضه وقلقه من (شبه المال) (ودوام الوظيفة).
9- أرى من خلال حياتك سكينة وهدوء.
والرسالة في مجملها صحيحة تحصل كثيراً، وبعض ذلك يحصل مشافهة وينجم عنه رد اعتبار سريع هائل وتوبة ورعة صادقة، خاصة إذا كان الضحية عالماً أو قديراً بصورة من الصور، فهناك يقظة وحذر من بطش الله الذى يأخذ صوراً متعددة، لكنها متباعدة فترات وفترات. لست أدري ما أقول لك، وكيف تفعل، فهناك حلقة فقيرة ضيقة لعل صاحب الرسالة لا يستطيع القيام بها، ودل على هذا أنه لن يعترف أمام أحد مهما كان، فهو لن (يرد اعتبارك)؛ لأنه لا يستطيع، لا يرده بوظيفة كبيرة لأنه لا يقدر على ذلك، فلعله يشير إلى المال حتى يرضى، ولست أظنك تقبل ذلك لعزة نفسك. لعل من المصائب التي تجر (الفتن) وتجر (التخوف والخوف) حصول مثل هذا، ولعلها تجر (الخلاف) الذي يعقبه دمار ما، وأجزم أن شأنك ليس وحيداً. آمل عدم الإجابة، بل تسكت حتى ترى ما يكون بعد هذه الرسالة الحارة الصادقة، فلا بد أن يكون بعدها ما بعدها، لكن لا تعجل فهو لعله سوف يعيدها ما لم ينسه الشيطان ويركب رأسه ويعلل أنه قد طلب العفو فلم تقبل و(خلاص). فبعض الناس يذهب هذا المذهب، وهذا من حيل الشيطان، لست أرى لك إلا الصمت طويلاً، فالضرر المعنوي أشد بأساً وأشد عذاباً وأقسى ألماً.
عهد:
تمهل ثم لعلك تنظر ما ترى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved