Friday 30th July,200411628العددالجمعة 13 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

د.الجمهور - رحمه الله - في عيون محبيه د.الجمهور - رحمه الله - في عيون محبيه
علي بن محمد العسيري*

فقد المجتمع التربوي والدعوي والتعليمي الأكاديمي بالأمس القريب علماً من أعلامه وأنموذجاً من نماذجه النيِّرة السوية.
ذلكم فضيلة الدكتور الداعية: عبد الرحمن الجمهور - رحمه الله رحمة واسعة وتقبله عنده من الشهداء - والذي توفي غرقاً في مدينة صلالة بعمان.
والحقيقة أن الكلمات عاجزة عن التعبير بما يجيش في نفسي من عبارات تبيّن نماذج مضيئة من حياة الشيخ في شتى المجالات.
كيف أعبر عن ذلكم الرجل الذي كانت ابتسامته تسبق كلماته؟
كيف أعبر عن ذلكم الرجل الذي أحبه القريب والبعيد؟
كيف أعبر عن ذلكم الرجل الذي ساهم مع إخوانه في نشر الفضيلة من خلال مجلة الجمعة؟
كيف أعبر عن ذلكم الرجل والبرامج الدينية في القناة الثانية تشهد له بالبذل والعطاء غير المحدود؟
فقدناك يا أبا محمد ولا نملك إلا أن نقول: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
فقدناك يا أبا محمد والقلوب تلهج بالدعاء لك بالرحمة والمغفرة..
فقدناك يا أبا محمد وعبراتنا تسبق عباراتنا..
فقدناك يا أبا محمد والأمل في عقبك بأن يسلكوا منهجك الدعوي الوسطي والذي كان أنموذجاً يحتذى به..
فقدناك يا أبا محمد وفقدنا توجيهاتك ومداخلاتك وملاحظاتك التربوية السديدة..
إلا أن هذا الفقد جسدي بحت..
ولك في قلوب محبيك مكان لن تفارقه..
فأنت ممن سكن القلب بلا استئذان.
- شخصياً كانت لي تجربة قريبة مع الفقيد من خلال الإشراف على ابنه البار به والسالك دربه والناهج منهجه (عبد الله) وذلك في حلقات التحفيظ عندما كان طالباً، إذ كنت أستشيره في كثير من الأمور التي تعن علي سواء المتعلقة بابنه أو الأمور التربوية الأخرى، والحق يقال إنني كنت أجد ما يشفي ويكفي من خلال توجيهاته وآرائه المسددة.
- عندما وارينا شيخنا التراب وعند رؤية الجموع الحاشدة لدفنه تذكرت مقولة الإمام أحمد - رحمه الله - بيننا وبينهم يوم الجنائز.
بالفعل كانت جنازة مشهودة, شهدها خلق عظيم من محبي الفقيد سواء طلابه أو زملاؤه..
لحظة مؤلمة وقاسية على النفس.. تلكم لحظات الفراق..
تلك اللحظات التي تكتب نهاية اللقاء الجسدي في هذه الفانية
نعم، تلك اللحظات قاسية جداً جداً..
إلا أننا روَّضناها بالصبر والدعاء للفقيد..
روَّضناها بالتأمل في السيرة الذاتية له..
روَّضناها في الأمل بأبنائه الصالحين من بعده..
روَّضناها في اليقين بأن ما عند الله - بفضله ومنِّه - خير وأبقى..
روَّضناها بالدعاء أن يجمعنا الله به في فردوسه الأعلى..
رحمك الله يا أبا محمد الداعية..
رحمك الله يا أبا محمد المربي..
رحمك الله يا أبا محمد الأب..
رحمك الله يا أبا محمد الأكاديمي..
رحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة ومثلك يرجى له خير..
اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تغفر لفقيدنا ذنبه..
وأن توسع له مدخله..
وأن تنوِّر له قبره..
وأن تجعلها روضة من رياض الجنة..
اللهم ارزق أهله الصبر والاحتساب على فقيدهم..
اللهم بارك في أبنائه ووفّقهم للسير على نهج أبيهم..

* الأمانة العامة للتربية الخاصة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved