الجار وحق الجيرة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين وأهمية حق الجار لجاره وما لها من فوائد جمة على الجار تجاه جاره من مساعدة ورعاية والتزامات أدبية ومعنوية.. أين هي الآن في ظل ما يحدث من أعمال مشينة إرهابية نحو الجار أولاً ثم المجتمع بصفة عامة. أين الجار من جاره الذي يسكن ملاصقاً لمنزله ولا يعرف عنه شيئاً ولا حتى اسمه أو جنسيته أو من سكن جواره ومن هم هؤلاء الجيران الجدد وهل هم عائلة أم مجرد شخص رب عائلة استأجر المنزل المجاور له .. أين هي عاداتنا وتقاليدنا منذ آبنائنا وأجدادنا في الترحيب بالجار الجديد وتكريمه والسؤال عنه وعن أحواله؟. لقد اندثرت أغلب عاداتنا وتقاليدنا مع التطور والانشغال بالأعمال وبحياتنا اليومية، بل لقد وصل الأمر في أكثر من منزل إلى ان رب الأسرة لا يشاهد أبناءه لأكثر من يوم ويومين بسبب انشغاله. ففي الماضي، ولنقل منذ ما يقل عن ثلاثين عاماً، كان أي شخص يعرف أكثر من 99% من سكان الحي الذي يقطنه .. بل عند دخول أي شخص لحيهم كان يعرف اين يذهب هذا الشخص ولأي منزل يقصد وساعة دخوله الحي.. فهل وصل بنا الأمر مع تطورنا بأن ننسى العادات والتقاليد ولا نعرف من يسكن بجوارنا ولا مم تتكون هذه العائلة الجديدة ولا من أي بلد هم. وماذا بعد حدوث هذه الاعمال الإرهابية .. تؤكد انقطاع العادات والتقاليد السعودية التي تربينا ونشأنا عليها في حب الجار ومعاملته كأحد أفراد الأسرة السعودية المتماسكة. ألم يحن الوقت لمراجعة أنفسنا وتدارك ما يمكن تداركه من الالتفاف على بعضنا البعض والترحيب بالجار الجديد والتعرف به ومساندته تلافياً على الأقل من الأشخاص الذين يندسون وسط مجتمعنا ويسيئون لنا جميعاً بأفكارهم الهدامة ونبذهم من مجتمعاتنا.. وأسأل الله السلامة للجميع.
|