منذ سنوات طويلة والمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية تعمل بكل جهدها من أجل تطوير الخدمات الصحية بالمنطقة وتقديم خدمة صحية متميزة، وقد أثمرت هذه الجهود عدداً كبيراً من المشاريع الصحية الحيوية التي نعتز بها، ومع هذا فإن المديرية ما زلت تبذل كل طاقتها من أجل المزيد من التطوير ورفع مستوى أداء الخدمات الصحية بالمنطقة، ومن ذلك مثلا العمل على إقامة نظام ربط الكتروني متكامل عبر شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) والبريد الالكتروني للربط بين مختلف الجهات الصحية بالمنطقة، وجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالخدمات الصحية المختلفة في المنطقة وتنسيقها ومعالجتها وتحليلها للاستفادة من ذلك في تطوير هذه الخدمات وتلافي أي خلل أو قصور فيها بطريقة علمية صحيحة.
وقد بدأت المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة بالتحضير لاقامة هذا النظام الذي يستهدف تنظيم العلاقات ما بين مختلف الأنشطة الصحية بالمنطقة، سواء منها الأنشطة العلاجية والوقائية والإدارية او ما يتعلق منها بنظام العمل والقوى العاملة، وذلك من خلال التنسيق ما بين الجهات الصحية المختلفة في المنطقة سواء الجهات الصحية الحكومية الأخرى التي تتبع جهات أخرى غير وزارة الصحة، او الجهات الصحية الأهلية.
وتأتي هذه الخطوة من قبل المديرية العامة للشؤون الصحية بالشرقية امتداداً لخطة وزارة الصحة التي تستهدف تطوير نظم المعلومات الصحية بانشاء قاعدة معلومات صحية على مستوى المنطقة لتكون مكملة لشبكة الوزارة وتشمل تجهيز البيانات الصحية الكاملة ومعالجتها ورفعها الى متخذي القرار من أجل اقرارها النهائي، قد شكلنا في الشرقية لجنة لهذا الغرض مهمتها وضع الآليات والتصورات لخطة العمل بحيث تبنى على أهداف واقعية يجعلها قابلة للتنفيذ، ووضعت اللجنة خطتها التقديرية على مدى السنوات الخمس القادمة لتكون جزءاً من خطة الوزارة في الربط الالكتروني، وتتضمن هذه الخطة:
- استكمال تنفيذ شبكات مستشفيات المنطقة والقطاعات الصحية الأخرى وربطها بالمديرية.
- تدريب الكوادر الوطنية على التقنيات الحديثة للقيام بتنفيذ الخطة.
- استخدام شبكة الانترنت والبريد الالكتروني في مختلف القطاعات الصحية لتسهيل سبل الاتصال والمخاطبات وتوفير أحدث المعلومات المتاحة وتهيئة المستخدمين لهذا النظام.
- التنسيق مع وزارة الصحة لتوحيد أنظمة إدارة المستشفيات وادخالها إلى كافة مستشفيات المنطقة.
- العمل على استخدام البطاقات الضوئية الذكية لحفظ سجل كامل وموحد للمريض، حسب خطة الوزارة.
وقد بدأت المرحلة الأولى من هذه الخطة وهي تتضمن دراسة الوضع الحالي وتحديد الاحتياجات، وطرح مواصفات الربط الآلي بالمستشفيات المحلية والقطاعات الأخرى، وتركيب واختبار الشبكات بالمستشفيات وربطها بالمديرية، مع تفعيل الأنظمة الحالية بالمستشفيات.
ومن المتوقع ان توفر هذه الخطة الكثير من الجهود التي كانت تبذل في الماضي في عملية التنسيق بين الجهات الصحية المختلفة من جهة وبين المديرية، وكذلك ما بين المديرية والوزارة، كما أن هذا النظام يوفر سرعة عالية جداً في الاتصال وتوصيل المعلومات، مما يوفر ساعات عمل كثيرة، ويرفع من مستوى الاداء، ولعله من نافلة القول أن نشير هنا إلى أن هذه النقلات النوعية في تطوير الخدمات الصحية بالمنطقة ما كان لها أن تتم على هذه الصورة المشرفة لولا الرعاية الكريمة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكذلك الرعاية والدعم الذي بلا حدود من لدن صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه، إلى جانب المتابعة الدؤوبة والمستمرة من قبل معالي وزير الصحة، وفق الله الجميع لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
| 
"الرأي"