إن أهم علاقة إنسانية هي العلاقة الزوجية وذلك لأنها هي العلاقة الوحيدة التي تحدد مستقبل تاريخ المجتمع بل الأمة كلها، فالاستقرار الأسري الذي ينتج عنه تفاهم وحب ونجاح في العلاقة ما بين الزوجين يعطي دلالة للمجتمع أبناء منتجين ومتوازنين وناجحين وبه يعمر الكون وتزدهر الدنيا، ولكن الزواج الناجح قد تعترض له معوقات وعقبات وأهوال وصعوبات وان لم نحسن المعاملة معها والسيطرة عليها فإنها ستكون حجر عثرة أمام النجاح الأسري ومنها:
1- عدم الثقة: إذا انعدمت الثقة بين الزوجين ضعفت المحبة بينهما والولاء والارتباط بالاسرة ولهذا ينبغي أن نتغلب على الشك وألا نجعل للشيطان منفذاً يوسوس منه، وان نتحكم بالغيرة الزوجية ولا نعطيها أكبر من حجمها، ولا يتضايق أحد من الزوجين ويبدأ بالهروب من المنزل، ونرجع ونقول إن الثقة بين الزوجين مطلب أسري وان مبدأ الولاء والتفاني مهم للأسرة والثقة مطلب للأسرة، وان الله عز وجل حذر من الظن الذي يهدم العلاقة الزوجية حيث قال: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم} .
2- عدم الاحترام: فالاحترام بين الزوجين مهم جدا في توثيق عرى الأسرة وأي مظهر من مظاهر عدم الاحترام سيكون بلا شك سببا في تحطيم الأسرة وانهيارها، وهنا تفقد العلاقة الزوجية جوهرها وودها وولائها، والاحترام يكون ان يسمع كلامها إذا تكلمت ولا يقاطعها أثناء حديثها وان يستشيرها ويأخذ برأيها إن كان صوابا ولا يكسر كلامها أمام أولادها، ومن احترام الزوجة لزوجها أن تناديه بأحب الأسماء إليه وتقدر رجولته وان تمدحه أمام أهله ولا تسخر منه أمام أولاده أو تطعن به ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة باحترام زوجاته وتقديره لهن.
3- عدم الشعور بالأمان: إذا لم يتوفر الشعور بالأمان لدى كل من الزوجين فإن الولاء للمؤسسة الزوجية سينتهي حتما وذلك لعدم شعور احدهما بالأمان تجاه الآخر والاطمئنان له، ومن علامات الشعور بالأمان أن يبث كل من الزوجين همومه للآخر ويتحدث كل واحد منهما للآخر بصراحة بانه بحاجة للطرف الآخر ويطرح له أحلامه وطموحه وتفكيره وعليهما ان يصارح كل منهما الآخر بعيوبه وأخطائه وان يتقبلا العيوب بكل سرور ومرح، وعليهما ان لا يتضايقا من مصارحتها وان يبدي كل واحد منهما حبه وتقديره حتى يشعر كل واحد منهما بالأمان والاستقرار.
4- عدم التفاهم: ونقول عن ذلك وهو من أهم العناصر التي تسير عليها سفينة المحبة الأسرية والتي من أهم القواعد الأساسية بين الزوجين، فهي تقوم على التبادل بينهما، فمرة يكون الزوج هو المانح والزوجة هي الآخذة، ومرة تكون الزوجة هي المانحة والزوج هو الآخذ، وهكذا تسير العلاقات الزوجية بالتبادل بين الحقوق والواجبات وتكسوها المودة والرحمة، فالرجل له قوامة وعليه النفقة وتأمين الحياة، وللزوجة الطاعة والسكن، وان الناظر إلى الخلافات الزوجية يرى أن أكثرها يرجع إلى عدم التفاهم وهو (الجهل بأحكام الأسرة) فإن التفاهم يكون بكل شيء من تربية الأولاد والمأكل والمشرب وكل ما يتعلق بالمتطلبات الأسرية، ولو فهم الزوجان الأحكام الشرعية في العلاقة الزوجية وعملا بها لتجاوز هذه المعوقات لساد جو الأسرة السعادة والوفاء للزوجين، قال الله تعالى: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}، وأخيراً نقول: ثقا لبعضكما واحترما بعضكما، ونقول: لا بد لكل منكما ان يعرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات أقرها الشرع الإسلامي.
|