* لندن - واس
تنظم سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا غداً السبت مهرجان (الايام السعودية) في حدائق (سيون غاردن) قرب لندن والذي يستمر يومين لإعطاء الشعب البريطاني الفرصة للاطلاع على الثقافة والحياة الانسانية في المملكة العربية السعودية.
وقد أكملت سفارة خادم الحرمين الشريفين كافة الاستعدادات لتنظيم هذا المهرجان الذي وجد اهتماماً من العديد من الجهات البريطانية والذي تشارك في عروضه عدة قطاعات هي الحرس الوطني ووزارة الثقافة والاعلام وجامعة الملك سعود وجمعية النهضة النسائية السعودية.
وقد وجه صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا منذ أشهر بالبدء للتحضير لهذا المهرجان على أن يتزامن مع فترة الصيف التي تشهد حضوراً كبيراً من البريطانيين او السياح على الحدائق الشهيرة مثل سيون غاردن.
وقال سمو الامير تركي الفيصل ان الهدف من هذا المهرجان هو إعطاء الشعب البريطاني فكرة جيدة عن المملكة العربية السعودية وعن الشعب السعودي الذي يتعامل معه باستمرار لذلك قررنا ان نأتي بالمملكة إلى هنا في بريطانيا ليعرف الناس طبيعة الشعب السعودي.
واوضح سموه في تصريح حول أهداف هذا المهرجان، ان المهرجان يقوم على نفس فكرة مهرجان الجنادرية الذي يقام سنوياً في المملكة.
وقال سموه: إنه ومن خلال الاسئلة الكثيرة التي توجه إليه فقد وجد أن هناك فضولاً واسعاً لدى البريطانيين لمعرفة كل شيء عن المملكة لذلك قررنا ان نأتي بثقافتنا وأعرافنا إلى بريطانيا.
وأضاف سموه يقول انه على الرغم من علاقات الصداقة الطويلة بين البلدين والتي يمتد عمرها إلى اكثر من مائة عام فان هناك سوء فهم لدى البريطانيين حول المملكة فالناس هنا في بريطانيا لديهم افكار مسبقة عن المملكة لا تعكس حقيقة الحياة فيها.
وشدد سموه على القول ان الهدف الرئيسي لهذا الاحتفال هو جعل الناس يعرفون حقيقتنا الإنسانية وانها لفرصة لإظهار مدى رغبتنا في ان يدرك الشعب البريطاني كل شيء عن المملكة العربية السعودية.
وقد اقيمت خمس خيام كبيرة عند باحة مدخل حدائق سيون غاردن مع خيام اخرى للخدمات ولوسائل الاعلام.
وقد خصصت الخيمة الاولى للضيافة ولاستقبال الزوار والتي تعكس الضيافة العربية السعودية وتقاليدها فيما خصصت خيمة أخرى للحرف والاعمال التراثية البدوية من مشغولات يدوية وغيرها ويشرف عليها قطاع الثقافة في الحرس الوطني حيث استقدمت نماذج من الاعمال التراثية والحرفية من مهرجان الجنادرية وتتشكل من نماذج للحرف الجلدية والخشبية والمعدنية القديمة فيما سيقوم حرفيون بتصميم وتنفيذ هذه المشغولات امام الزوار.
أما الخيمة الثالثة فستكون للأزياء النسائية التقليدية ومشغولات الفضة التي تلبسها النساء قديماً وتشرف عليها جمعية النهضة النسائية وتتشكل محتوياتها من أزياء النساء التقليدية من كافة مناطق المملكة وعلى مختلف مسمياتها اضافة إلى أعمال النسيج والغزل اليدوي للملابس وبألوان مختلفة زاهية وكذلك زخارف الحناء والأصباغ الملونة التي كانت تستخدم قديماً وربما حديثاً للزينة وقد صممت هذه الخيمة لتعكس الطابع الجمالي للأزياء والزخرفة.
أما الخيمة الرابعة فستكون مخصصة للوحات المضيئة الإعلامية التي تعكس التطور الذي تشهده المملكة والمناظر الطبيعية لمناطق المملكة وهي الجناح المخصص لوزراة الإعلام هذه اللوحات ذات أحجام كبيرة مع عروض الشاشات بالفيديو لمختلف مناحي الحياة في المدن السعودية.
أما الخيمة الاخيرة فقد خصصت لعروض بالصوت والصورة وأيضاً بمؤثرات صوتية عن البراري والشواطئ في المملكة سواء ما يتعلق بالثروة السمكية أو الحيوانية كما ستظهر جمال الحياة في البحر الاحمر والخليج العربي.
وستكون هناك عروض في المقر الرئيسي للحدائق (سيون هاوس) تشمل آثاراً تاريخية من قرية (الفاو) ويشرف عليها قسم الآثار في جامعة الملك سعود وتتكون من 31 أثراً تاريخياً من القرية تؤرخ ما بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد وتشكل هذه الموروثات التاريخية قيمة سياسية وتجارية كبيرة وتعتبر صورة للأهمية التاريخية للثقافة العربية من الناحية الاجتماعية او التجارية.
وقد عرضت بعض من هذه الآثار في جامعة كيمبردج البريطانية قبل فترة خلال زيارة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز لها وأبدى إعجابه الكبير بها باعتباره أحد المهتمين بالآثار التاريخية وبالذات الإسلامية والعربية منها.
وستعرض في (سيون هاوس) صور فوتوغرافية للمصور البرازيلي همبرتو دي سيلفيرا الذي جاب مناطق المملكة خلال الثمانينات من القرن الماضي وأخذ صوراً للمناظر الطبيعية بالمملكة من الشواطئ والجبال والصحاري كما صور الحياة الانسانية فيها وبالذات في صحاري النفود والدهناء والربع الخالي وقام بتوثيقها فوتوغرافياً.
وقد خصص موقع مسرحي ما بين الخيام لعروض الرقصات التراثية السعودية سواء العرضة السعودية أو المزمار أو العزف الوتري التقليدي وستشارك فيها فرقة جمعية الثقافة والفنون السعودية وبعدد يزيد على خمس وعشرين شخصاً وستواصل الفرقة عروضها طوال يومي المهرجان كما سيتاح للراغبين المشاركة في تلك العروض.
ويتوقع القائمون على المهرجان أن تحظى هذه العروض التراثية باهتمام كبير باعتبار ان الشعب البريطاني يهتم كثيراً بالتراثيات الصوتية والاستعراضية القادمة من ثقافات اخرى. كما خصصت حظائر على أطراف الموقع للخيول العربية الاصيلة والجمال والصقور وكلاب الصيد.
وقد نظمت سفارة خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا حملة إعلامية وإعلانية للترويج للمهرجان عبر الصحف البريطانية حيث نشرت صحيفة (الاندبندنت اون صنداي) وصنداي تلغراف (ومترو) اعلانات عن المهرجان كما وزعت كتيبات ومطويات في بعض الشوارع الرئيسية في لندن للتعريف بمكان وزمان ومحتويات المهرجان.
وسيفتح المهرجان امام الزوار يومي السبت والاحد القادمين من الساعة العاشرة والنصف صباحاً إلى السادسة والنصف مساء.
وقد وافقت إدارة حدائق سيون غاردن على ان يكون الدخول إلى المهرجان في الحديقة مجانياً رغم انها تخصص رسوماً للدخول اليها في الأيام الأخرى كما تم تأمين قمصان وقبعات طبع عليها شعار المهرجان لتوزع على الزوار الذين يتوقع مسؤولو الحديقة ان يصل عددهم للآلاف خلال عطلة نهاية الأسبوع هنا في بريطانيا.
|