تحقيق :محمد بن سليم اللحام (*)
تقوم رسالة الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على تحقيق شقيها في المجتمع وهما الأمر بالمعروف من جانب والنهي عن المنكر من جانب آخر، وللرئاسة في مضمار الأمر بالمعروف الباع الكبير كما أن جهودها في النهي عن المنكر غنية عن الذكر.. وفي تحقيقنا لهذا اليوم سوف نطرق جانباً من جوانب الأمر بالمعروف والمتمثِّل في الدور الفعلي والملموس في تنظيم وإقامة المخيمات التوجيهية لما في ذلك من القرب من العامة وتوجيههم كدور افتراضي مطبق في الحيلولة دون حدوث المنكرات انطلاقا من التوجيهات الشرعية والأنظمة المرعية.
ففي هذا اليوم يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير اختتام فعاليات المركز التوجيهي الذي ينظمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير في الحبلة وهو ذلك المخيم الذي يُمثِّل تجربة ثرية حري بنا التطرق لها وإلقاء الضوء عليها لما لها من فوائد جمة على مصطافينا ومرتادي المنطقة، وكما وعدناكم الاسبوع الماضي نستكمل في هذا الاسبوع الجزء الثاني من هذا التحقيق في طرح نتائج الاستبانة التي وزعت على رواد المخيم وأخذ آراء القائمين عليه والزوار.
رئيس المركز
في البداية عبَّر فضيلة رئيس المركز التوجيهي بالحبلة الشيخ علي بن عبدالله السحيم عن سعادته لما حُظي ويُحظى به المركز من رعاية وعناية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير وقال فضيلته إن تشريف سموه لاختتام فعاليات مركزنا اليوم مصدر اعتزاز لنا وتشريف يأتي امتداداً لعناية سموه بمناشط هذا الجهاز.وقال إن المركز التوجيهي بمنتزه الحبلة يأتي امتداداً لما سلف من المراكز التوجيهية وإيماناً من الفرع بإقامة جانب المعروف عن طريق تبصير الناس وإرشادهم بأمر دينهم تزامنا مع القيام بالجانب الآخر ألا وهو إنكار المنكرات العامة والعمل على درء الفساد أداء لفريضة وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي قامت عليها هذه الدولة المباركة المعطاءة.. وما جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا دليل قاطع على العناية والرعاية من لدن ولاة أمرنا - وفقهم الله - لكل خير منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - إلى وقتنا الحاضر.
كلمة الزوار
ونبدأ في جولتنا في هذا التحقيق مع الزوار فقد التقينا الأخ علي موسى القحطاني الذي قال إن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز عظيم يؤدي رسالة كبيرة وأدواره متعددة وعمله كبير ومتشعب ولقد زرت المخيم ودهشت لِما رأيت من التنظيم والترتيب، وتوجه للقائمين على المركز بقوله اشكر لكم هذا العمل النبيل وأقول لكم هذه هي الرسالة الحقيقية لكم فلا تؤاخذوا الناس قبل أن تقيموا عليهم الحجة.
ودعا في ذات الوقت إلى فتح حوار مع الشباب ومناشدتهم المحافظة على الأوقات، وحول تذكُّره لمواقف ايجابية أو سلبية لرجال الهيئة قال إن رجال الهيئة إيجابياتهم كثيرة وعملهم متقن ومن يعمل قد يقع في الخطأ غير المقصود.
ومن جانبه عبر عبدالرحمن الشبعان طالب من دولة الكويت الشقيقة عن إعجابه بالمخيم وقال: تشعر في المخيم بالأخوة والوحدة ومحبة الناس لك ورغبة الخير عارمة.
وتوجه بالشكر للقائمين على المركز وقال إن هذا ليس غريباً على بلاد الحرمين الشريفين وعبر عن أمنياته برؤية أمثال هذا الإنجاز في بلاده.
أما الأخ محمد أحمد فعبَّر عن رأيه بقوله إن جهاز هيئة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أقدم أجهزة الدولة فهو امني ودعوي وتربوي واجتماعي حيث يقوم بنشر الخير وامتاز بحسن التنظيم وراعى في رسالته جميع شرائح المجتمع في هذا المخيم من رجال ونساء وحتى الأطفال إضافة للمكتبة القيمة التي تحوي أمهات الكتب.. ووجه الحديث للقائمين على هذا المنشط بقوله: بارك الله في جهودكم ونفع المسلمين بذلك وأسال الله أن يجعلها في موازين حسناتكم.. معرباً عن أمنيته في نهاية حديثه أن يرى هذا المخيم على هيئة مبنى حكومي ثابت كصرح شامخ في الحبلة لأعوام قادمة وان يجهز بصالة مغلقة للنساء ومكان خاص بالمشاركين الصغار.
وأما الأخ محمد بن أحمد عبد الله فقال: بارك الله في جهودهم وجعل ذلك في موازين حسناتهم وإلى المزيد من الأفكار الرائعة لتوعية الناس بأمور دينهم وتثقيفهم واستغلال وقت الإجازة الصيفية بما ينفع الناس وأقترح أن يجهز المخيم بشاشات عرض كبيرة في الخارج لنقل فعاليات المخيم لمن هم خارجه وأن يكون هناك تغطية إعلامية لفعالياته بشكل مكثف ويومي.
أما الأخ محمد عثمان العمر المدرس في معهد المعلمين الثانوي فعبر عن تصوره لجهاز الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه جهاز أمني دعوي، ومنسوبوه هم الجنود المجهولون وقال إن من أجمل ما شاهدته وأدهشني روعة الاستقبال والتنظيم والترتيب وأقول للقائمين على المخيم جزاكم الله بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض، واقترح أن يضاف إلى فعاليات المخيم الندوات التربوية والقصائد الشعرية.
آراؤهن
ومن مخيم النساء نستعرض ثلة من انطباعات مرتادات المخيم من النساء اللاتي طالبن بتكثيف هذا النشاط واستمراره خلال الفترة الصباحية واستثماره في كل مناحي المصايف فهذه أم سعد تقول إنها وللسنة الثانية تواظب في الحضور لهذا المخيم يوميا لأجل إلحاح أبنائها لحرصهم على فعاليات مخيم الطفل وهي تحفيظ القرآن الكريم وتصحيح التلاوة وتعليم الأذكار والآداب الشرعية علاوة على استضافة الداعيات وطالبات العلم.
أما الأخت شريفة بنت إبراهيم العسيري فقالت إن تصوري عن جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يتضح إلا بعد أن واظبت على الحضور لهذه المخيمات ولقد كان في تصوري عنها بداية أنها محاضرات ولكنني وجدتها تحوي أموراً كثيرة تهم المرأة والفتاة والطفل وهي متميزة بما يبذل فيها من نشاط.. داعية في ذات الوقت إلى تطوير خدماتها لتشمل تنظيم الدورات.
أما الأخت أم عبدالله فقالت: لقد تغيرت نظرتي لكثير من الأمور بعد ارتيادي لهذا المركز وأقولها بصراحة لقد تعلم أبنائي آداباً لم استطع أن أعلمهم إياها فشكراً للقائمين على المركز.. وعبرت عن إعجابها بالمركز وقالت إنه متميز داعية إلى تكثيف المحاضرات في جانب الحقوق الزوجية وضوابط القرار في البيت واستحداث مراكز مماثلة في أبها وخميس مشيط.
أما الأخت منيرة البدراني فعبرت عن تصورها للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنها حصان يقيم الحق ويعين عليه ويدرأ الشر عن الناس.
وقيَّمت المخيم النسائي بأنه متميز لما فيه من فوائد علمية والمحافظة على الوقت والأجر من الله ونبذ العادات السيئة في اللباس وسائر المعاملات.
من جانبها تمنّت الأخت جواهر محمد أن يستضيف المخيم النسوي طبيبات لإلقاء محاضرات تهم المرأة مشيرة إلى أمانيها بأن تسهم أمثال هذه المخيمات في القضاء على المنكرات التي تنتشر في الوسط النسائي.
والأخت أم سارة قالت كنت أتصور حين حضرت إلى المخيم ان هناك محاضرات فقط ولكني وجدت علماً وتوجيهاً وتربية.. وهذا بدوره أعطاني تصوراً بأنه جهد مدروس يسعى لتوفير كل ما يحتاجه المصطاف داعية في ذات الوقت إلى تخصيص محاضرات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمن نشاط المخيم.
مخيم النساء
أما الأخت جميلة بنت حسن القحطاني مديرة المخيم النسوي بالمركز التوجيهي بالحبلة فقالت: لقد أنعم الله عليَّ بنعم كثيرة، ومنها أن تشرفت بالعمل في المركز التوجيهي منذ عام 1419هـ حيث كُلفت بالعمل في قسم النساء.. ويا لها من سنوات جميلة حُفظت فيها أوقاتنا ثم تشرفت بالعمل مساعدة لمديرة القسم النسوي بالمركز التوجيهي بالحبلة عام 1421هـ، والذي أدارته د. منى سيف القحطاني عميدة الأقسام العلمية بكلية البنات بأبها، ذلك المخيم الذي ضم المئات من طالبات العلم، ومئات من المستفيدات، فكان المخيم مخيم خير وشعاع ثقافة ووعي للأسرة المسلمة، ثم كُلفت بإدارة المخيم النسوي بالمركز التوجيهي بالحبلة ورأيت من خلال عملي ما يثلج الصدر من الخير الأصيل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث إننا في هذا المخيم نقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه الرسالة العظيمة الأصيلة في الدين، المتأصلة في الفطرة السوية للنفس المسلمة، ولقد كنت أحس أني أملك الكون كله حينما يدخل المركز فتيات متبرجات ويخرجن وهن متحجبات.. فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء على ما قدموه لهذه البلاد المباركة، ومنه هذا الجهاز العظيم الذي يدعم الفضيلة، ويقضي على الرذيلة فبُورك العمل، وبُوركت الأيدي العاملة التي تعمل بنظام، وتدرس الواقع فتدعم كل ما يبني ويفيد. وأضافت أن هذا الجهاز العظيم يؤدي رسالة عظيمة النفع، جليلة القدر، فإلى جانب دعوة الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو يربي الأنفس، فيكون للحياة مذاق خاص، وتصبح عوناً للعبد على طاعة ربه، ولقد أعجبني تسابق الأمهات إلى ما يقربهن إلى الله، وتسابق الفتيات إلى التحصيل العلمي والشرعي ولعلنا نسهم من خلال عملنا هذا في تربية الناشئة تربية إسلامية وسطية لا غلو ولا تطرف، ليكون لوطننا المعطاء السبق في البناء والتشييد من خلال الأجيال التي ترفع راية هذا الوطن الغالي.. أسأل الله بمنِّه وكرمه أن يجزل الثواب لولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير منطقة عسير، وسمو نائبه، ومعالي الرئيس العام، وفضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير، ولكل رجال الهيئة الفضلاء، الذين قدموا وبذلوا، وإلى كل مواطنة حريصة على تربية أبنائها، وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم.
مخيم الطفل
وأما المشرفة على مخيم الطفل في المركز التوجيهي الأخت بدور العامر الطالبة في الدراسات العليا (تربية إسلامية) فقالت إن رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رسالة سماوية بها دوام الحياة وفيها تحقيق الخيرية والأمن والسعادة في الدارين.. ومنها تُستقى الفوائد الجمة وتحصل الثمرات النافعة. فأحمد الله أن منّ عليّ بالمساهمة في هذا الخير عن طريق هذا المركز التوجيهي.. كما أن هذا الدور العظيم الذي تقوم به الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دور لم يعهد له مثيل ولا شبيه، لِما رأيناه بأعيننا من إصلاح وصلاح للأسرة المسلمة حيث تعتبر هذه الخطوة للرئاسة خطوة قوية لدعوة الخير ونشر هذه الرسالة في صفوف المجتمع وإقامة الحجة عليهم، وهذه المراكز تُعتبر إحدى المهام المرسومة للرئاسة في نشر رسالتها، وقد عكست هذه المراكز الصورة الناصعة المشرقة لرجال الهيئة وهم يقومون بواجبهم في خدمة الدين والمليك والوطن، وأن مخيم الطفل قدَّم رسالة سامية لزوار المركز، فالأم تتعلم أنواع المعارف في مخيم النساء، والطفل ينهل من الآداب التي تعينه على حياته في مخيم الطفل إلى جانب تسلية الأطفال بما يناسب سنهم وعقولهم.
وأكدت أن سعة اطلاع الكثيرات من الموجهات يعود الفضل فيه لله أولاً ثم لهذا الجهاز المبارك الذي فتح المجال لنا للإفادة والاستفادة، وما يزيد من حماسنا للعمل والذهاب اليومي رغم بعد المسافة أن هناك ثماراً نقطفها كل يوم، وغراساً نغرسها كل دقيقة، ودعماً لا محدوداً من الفرع، كما أن أخوات فاضلات اتصلن بي من أنحاء المملكة كلهن يدعين للرئاسة على جهودها، ويتذكرن الصيف الجميل والسياحة النقية في منطقة عسير، وما حواه المركز من جميع أركان مخيم الطفل من ذكريات جميلة هي محل تقديري وإعجابي بأطفالي الكرام فقد اتصل مجموعة منهم يسألون هل هناك مخيم في هذا الصيف فأجبتهم بنعم علماً بأنني لا أملك القرار ولكني أحب الفأل والحمد لله تحقق المقصود فجزى الله أميرنا أمير منطقة عسير خير الجزاء.
لمنسوبينا كلمة
من جانبه قال رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الواديين الشيخ عبدالله بن حسين بن عايض الحارثي حول هذا المركز إن المخيم التوجيهي بالحبلة درة تتلألأ في هذه الأجواء الربيعية الجميلة ولقد تطلع المواطنون المصطافون بترقب إلى إقامته بحرقة ولهف بل بعض ممن قابلتهم في الميدان قالوا: إننا نطمئن على أنفسنا وأعراضنا حينما نرى هذا المركز يُقام كل عام وما هذه الجموع الغفيرة والحشود الكبيرة التي تتجه إلى موقع المركز المبارك في أوقات المخيم خصوصاً صلاة المغرب إلا دليل على الارتياح لمناشطه واللذة الإيمانية التي يجدونها في هذا المكان فجزى الله القائمين على هذه المراكز خير الجزاء ونفع به المسلمين.
مشاهدات من المركز
بعد محاضرة الشيخ عمر بن سعود العيد التي تناولت (الأمن وأثره في حياة التابعين) التقينا بعد هذه الفعالية بالشاب رشيد مبارك الدوسري (20 سنة) وهو مصطاف من مدينة الافلاج حيث قال: لقد استفدت منها وهي تمثل طرحاً مميزاً يغيِّر أموراً كثيرة في النفوس فالشكر الجزيل للقائمين على هذا المخيم وفضيلة المحاضر وأرجو أن يكتب الله لهم الأجر.
أما المواطن: عبدالرحمن بن عبدالله السبع من أهالي المنطقة فيقول إن المخيم قد أدى الغرض المطلوب منه في إفادة الناس وإرشادهم ويطالب بالتركيز مستقبلاً على الأمور التي تنافي العقيدة من الأقوال والأفعال وقال إن بعض الشباب الذين كانوا يشاهدون العرض المصاحب للمخيم أعربوا عن إعجابهم لما رأوه في المخيم فقد أعطاهم صورة واقعية وحقيقية عن الهيئة وأعمالها ومناشطها وأنها لا تقتصر فقط كما هو كلامهم على المناداة للصلاة بل هي أهم وأشمل من ذلك.
(*) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام المكلف بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر |