لو أقيمت دورة الخليج الرياضية الثانية على أرضنا قبل ثلاث سنوات على الأكثر لما واجهنا الضيوف إلا بالخجل على تردي الاستعداد وضعف الإمكانيات.. ولو اضطررنا لسبب أو لآخر لإقامة مثل هذه الدورة في حدود المدة الماضية لكان استقبالنا للأشقاء محرجاً ومخجلاً بسبب الواجهة غير المشرفة للرياضة في هذا البلد قبل أن يبدأ سمو الأمير خالد الفيصل بإزالتها عن طريق المشاريع الكثيرة التي تحققت للرياضة في بلادنا وخلقت هذا الرخاء في المستوى لجميع الألعاب ولكل الرياضيين.
والآن نحن نقيم هذه الدورة والثقة بنجاحها في القمة لدى المسئول وغير المسئول على حد سواء.. لأن إمكانياتنا كبيرة والبذل للرياضة من قبل الفيصل جد سخي.. بل إنه بإدراك من جلالته يعطي إحدى الصور الرائعة لما ينعم به شبابنا من تقدير وعطف وعناية واهتمام.
خذوا مثلاً ميزانية رعاية الشباب.. لقد كانت لا تشكل التأثير الفعلي على تطور الرياضة بسبب عدم كفايتها للتعاقد مع المدربين والخبراء والإشراف على الأندية مع تقديم الدعم لها.. وها هي الآن تصل إلى رقم ساعد على زيادة عدد موظفيها وعلى مضاعفة إعانات الأندية وعلى الإكثار من المدربين والخبراء.. وتوسيع الفرصة أمام الأندية لإدخال كل الألعاب وإجراء المسابقات عليها بأمر من رعاية الشباب وتحت إشرافها.
تدخل الإدارة العامة لرعاية الشباب وتحس اختلافاً كبيراً بين الماضي والحاضر.. كانت رعاية الشباب عبارة عن عدد محدود جداً من الموظفين وليس لديهم من عمل سوى تنظيم مباريات الدوري وتسجيل اللاعبين.. والآن تحس بالفخر وأنت ترى هذا الحشد الضخم من الكفاءات الرياضية في بناء ضخم خصص لرعاية الشباب.. وقد لا تملك نفسك في حبس هذه المشاعر من الإعجاب لاسيما حين ترى ازدحام كل الموظفين فيها بأعمال تكاد تصرفهم عن أي حديث يخرج عن نطاق عملهم.
نحن في دورة الخليج سنفتخر أننا بإمكانياتنا إن شاء الله سنقيمها بالصورة التي ترضي الجميع.. إمكانياتنا المادية والبشرية والفنية هي في وضع مشرف الآن.. الملاعب التي ستقام عليها الدورة نموذج يعكس صفاء وعينا وعطاء دولتنا.. والحكام الذين سيشتركون في تحكيم مباريات الدورة يمثلون المستوى الراقي للحكم النزيه الكفء بعد أن مروا بتجربة طويلة كانت ثمرتها شارة الفيفا للبعض منهم وهي في طريقها للبقية.. وتزاحم جماهيرنا الرياضية لحضور المباريات وهو جمهور كبير كما نعرف لا شك أنه يصور التفاف الشباب نحو الرياضة وله الدور الأكبر في شحن المباريات بأسباب الإثارة وعوامل النجاح.
أجل كل شيء يوحي بالنجاح.. وحديث سمو المدير العام لرعاية الشباب المنشور في عكاظ عن الدورة واستعدادنا لها هو في حقيقة الأمر تتويجاً رائعاً ًلكل التوقعات بنجاح الدورة.. هو تأكيد على أن ثقتنا بنجاح الدورة في محلها لأنه مع كل مسئول في رعاية الشباب يبذلون كل جهد لتوفير أسباب النجاح لها..
وحين اعتذر سمو الأمير الرائد عبدالله الفيصل عن رئاسة الإعداد للدورة قلنا إنها صدمة وكانت صدمة بالفعل لولا أن سموه أكد أكثر من مرة أنه مع الدورة قلباً وقالباً من جهة ثم إن استلام سمو الأمير فيصل بن فهد لزمام المسئولية أعطى الراحة للقلوب الواجفة الخائفة ذلك لأن الفراغ الذي تركه تخلي الأمير عبدالله ليس من شك أن الأمير فيصل خير من يسده بحماس الشباب وإخلاص المواطن.
نحن بالتأكيد نواجه ولأول مرة مسئولية على هذا المستوى من التضخم.. لكن لنا في دعم دولتنا وإخلاص شبابنا وتفاني المسئولين ما يجعلنا نطمئن إلى درجة كبيرة بقدرتنا على تحقيق النجاح لها.. ويكفينا فخراً أننا نقيم هذه الدورة بعد أن أقمنا أول ملعب نموذجي ودعمنا رعاية الشباب بالكفاءات الرياضية الجيدة.. بل إننا نقيمها بعد أن حققنا مستوى كبيراً في مجال التحكيم والإشراف الإداري.. وتحقق لرعاية الشباب ميزانية كبيرة هي ميزانية الرخاء والازدهار في عهد الرخاء والازدهار.
|