من الناس من يطلق لخياله العنان ويقوم بتفسير ما يقال بناء على خلفيات نفسية مبيّتة، ثم يمارس هذا الإنسان نوعاً من التحليل لما يراه دون تحفظ ودون دلائل صريحة.
يقول أبو الطيب المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدّق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بفعل عداته
واصبح في جهل من الليل مظلم
من المعروف أن الأندية الرياضية تعتبر بمثابة المحاضن وتربية الشباب في هذه المحاضن بالقدوة الحسنة من أجمل ما ينبغي أن يعتنى به.
واشير إلى أن ما تقدم لا يعني النهي عن تقويم الأخطاء ولكن بالضوابط الشرعية، والقرارات الصادرة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب (فمن تبادل النقد في ساحة المودة على بساط الصفاء يكون الكمال).
وما أحوجنا اليوم إلى حوار علمي هادىء بدل أن نتراشق التهم، خاصة حينما يفقد الإنسان لسان المنطق والإقناع وقبل أن يلجأ إلى لسان التشهير الذي يحاول فيه تسفيه الآخرين وتجريحهم. فمن الناس من يفرح بزلة يسمعها وكأنه وقع على كنز ثمين، ثم تراه ينشرها بين الملأ من باب التشفي والانتصار للذات، وهو يسوغ لنفسه هذا الأمر من باب الحرص والتحذير من الفساد.
إن من أخطر الأمراض القلبية الشعور بالكمال والاستعلاء على الآخرين وينظر إليهم نظرة دونية بينما هو قاب قوسين من الكمال على حد ظنه.
وإن من أخطر المشكلات التي تعاني منها الرياضة في مملكتنا التصدع داخل الأندية والذي أدى بدوره إلى مشكلة الفرقة والتنازع، والسبب في ذلك يعود إلى (القصور البيّن في توظيف الطاقات).
إننا لسنا بحاجة إلى تعميق الغثائية ونشرها والخضوع لسلطان الهوى، والاستسلام لتبادل المجاملات التي أدت بنا إلى التراجع ولكننا بحاجة ماسة وخاصة في هذا الوقت إلى المكاشفة والرغبة الجادة لتسديد الخلل للوصول بالعمل الرياضي إلى مرحلة النضوج والتكامل.
لذا كان من الواجب علينا أن ننظر في واقعنا حق النظر، وأن تكون لدينا الرغبة الجادة للنهوض بالشباب والرياضة.. وهذا لن يتم إلا بنبذ كل الشعارات التي تفرق الصفوف وتفسد الأعمال المبذولة من أجل الشباب والرياضة.
إبراهيم الشريف |