لم نفاجأ بالخروج الآسيوي المبكر ولم نصدم لإقالة المدرب فندرليم على اعتبار اننا دائماً ما نبحث عن كبش الفداء لاخفاقاتنا الكروية أضف إلى إننا تعودناه على هدوء الإشارة التي تسبق عاصفة طرد المدربين في أكثر من مشاركة قيل لنا اننا سائرون باتجاه التجديد والبناء، أعجبتنا الفكرة وسعدنا بها وبالوعود التي نسجنا من حولها الكثير من الاحلام حتى أننا تجاهلنا كل شيء سعيا للوصول الى 2006 كتاريخ صور لنا بأنه أكثر من رقم في روزنامة، حتى المسابقات والبطولات التي خاضها منتخبنا لم يكن مطالبا بها ولكن لأن الأمور تسير (بالنوايا الحسنة) وفقنا لكسبها، فرحنا بتلك المكتسبات غير المتوقعة وأكملنا المسيرة في ذات الطريق طمعاً في المزيد من خلال تلك النوايا، وبما أننا غير مطالبين بأي شيء أوعزنا للجميع (بجرت تصريح) ان تأهلنا لدور الأربعة هو أقصى ما نسعى له في تلك البطولة كاعلان صريح عن تخلينا عن كل شيء حتى عن محاولة استعادة عرشنا الاسيوي الذي استأنس بنا واستأنسنا به ردحاً من الزمن فجأة دون مقدمات بحثنا عن التأهل وعن الكأس الذي تخلينا عنه طواعية استجابت لتلك الفكرة المجنونة والذي اتضح في ما بعد أنها غير واضحة المعالم ربما لأنها في الأصل ولدت معاقة!!!، ومع خروجنا المبكر تغير كل شيء رغم أنني بصراحة لا أرى فرقا بين الخروج من دور الأربعة أو كآخر الأربعة، وهنا اتساءل: من كان يمنعنا أن نسير في طريق البناء مع المحافظة على المكتسبات الآسيوية كأفضل ما يمكن ان يتحقق لنا في ظل مشاركاتنا السلبية في بطولة كأس العالم؟ واتبع التساؤل بآخر: لماذا هذا الحزن ونحن من ذهب للصين دون طموح؟ الم نعطِ لقاح التهيئة لهذا الخروج قبل الدخول في معمعة هذه البطولة؟!!! وبعيدا عمّا يمكن أن يعتبر فلسفة أقول إننا مع الأيام أصبنا بعمى الألوان فلم نعد نفرق بين إعادة البناء وقريبه السيد (ترميم) كوضعين مختلفين لكل منهما أسلوب وطريقة، ومع هذا الخلط أصبحنا نشاهد الكثير من التناقضات على أرض الواقع سواء من خلال طريقة الاستعداد أو الضم والابعاد.
وفي تصوري اننا لو شاركنا بمنتخبنا الأولمبي لخرجنا بنتائج أفضل وبأكثر من لاعب يكونون رافدا قويا للمنتخب الأول خاصة مع ظروف الاصابات المتكررة وغياب الطموح ولتفادينا احراج نكسة هذا الخروج التي حتما سيتأثر بها لاعبونا لفترة من الزمن، عموماً المسارعة تجاه المدرب مع كل اخفاق حل غير عملي وغير مجدٍ خاصة مع إهمال عوامل أخرى تتساوى (كمّاً وكيفاً) مع اخفاقات المدرب الذي في الواقع لم تساعده الظروف في تحقيق ما كنا نصبو إليه، البكاء على اللبن الآسيوي (المسكوب) لن يجدي ولن يرجع ما خسرناه خاصة ان الفترة القادمة تحتاج منا أن نكون أكثر هدوء وشفافية في التعامل مع هذه النكسة لتلمس مواقع الخلل، ومع هذا وذاك نحتاج أن تكون أهدافنا واضحة وآلية التنفيذ أكثر وضوحاً. وفق الله الجميع لتخطي هذه الكبوة التي أرجو ان لا تكون أكثر من كبوة جواد في مسيرة الكرة السعودية وان لا تضخم وتحمل أكثر مما تحتمل على اعتبار ان هناك آخرين يعملون ويسعون لذات الهدف.
فواصل
* لم تستطع البواخر الإيرانية مجاراة الزوارق العمانية في السرعة والفن والأداء من خلال اللقاء الذي جمع الفريقين الشقيقين والذي قدم لنا من خلالها الفريق العماني مستوى راقيا توج بهدفين ولا أروع كانا كافيين بأن يخرج العمانيون بنقاط تلك المباراة لولا تدخل الحكم البحريني وسوء إدارته التي سلبت جهد أولئك الشباب، عموماً الفريق العماني ترك انطباعا جيدا من خلال تلك المشاركة وذلك المستوى الطيب والذي كان وراءه بكل تأكيد المدرب ماتشالا الذي استطاع ان يقدم لنا فريقا بمواصفات أوروبية، وربما يكون لمناخ العمل الموفر لهذا المدرب الدور الكبير فيما شاهدناه من تحول في أداء وأسلوب هذا الفريق، عموماً نتوقع ان نشاهد المزيد من هذا الفريق ومدربه في دورة الخليج القادمة في ظل غياب هواة النقد والتنظير والفلسفة.
* يحتل البكر حالياً المرتبة الثانية بعد الهلال بالنسبة للنصراويين بعد ان أصبح شغلهم الشاغل فهم لا يتوانون عن رصد هفواته وحتى همساته وربما يصل الأمر إلى أكثر من ذلك في كل مناسبة كان آخرها هيجان انتقاد البيشي والزهراني بطريقة تبين إلى أي حد هم حساسون تجاه النقد واختلاف وجهات النظر. وحسب ما فهمت ان النصراويين (زعلوا) بشدة لأن البكر انتقد مشاركة الزهراني في المنتخب على اعتبار أنه لاعب احتياط في فريقه ولا أدري ان كان ذلك النقد سيقابل بنفس الثورة والغليان لو أنه اتى من غير البكر. ما ذكره الاستاذ محمد البكر لا يخرج عن كونه رأيا شخصيا يشاطره فيه الكثير من المتابعين وحتى من النصراويين أنفسهم ولا يستحق كل تلك المناورات والتهديدات والشكاوى. وبعيدا عن رأي البكر وأحقية الزهراني نطالب بالتخلي عن صغائر الأمور والتمسك بما هو أهم لبناء النصر الذي هو أحوج في الوقت الحالي لجهد أبنائه الذي يجب أن لا يستنزف في كتابة المعاريض والشكاوى والتنقل بين محاكم المملكة.
* قبل أكثر من اسبوع قرأت لأحد الكتاب نقدا لاذعاً لزملائه الاعلاميين من المتفلسفين حسب قوله ممن ينتقدون مدرب المنتخب ويلومهم على تلك الفلسفة مع الإسهاب في المثالية وما (يجب وما لا يجب) وبعد يومين وليس شهرين أو حتى اسبوعين من ذلك المقال ينقلب ذلك الكاتب علينا وعلى نفسه وعلى المدرب من خلال رسالة (مستعجلة) تحتوي وتتضمن فنون الشرشحة لفندرليم، ماذا عسانا نتوقع من وسط اعلامي يعج بالتناقضات وازدواج الشخصية خاصة ان أخانا يعتبر أحد رموزه!.
من المؤسف أن يتم الاستغناء عن خدمات حسين الحبشي بعد كل ما قدمه للفريق في الموسم الماضي خاصاً مع الفريق الأولمبي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بكأس الأمير فيصل بن فهد طيب الله ثراه لمجرد أنه طالب بمقدم عقد. ومع احترامي لكل من كان مع أو ضد الحبشي في تلك المطالبات أطالب أن يتدخل أهل الخير لتقريب وجهات النظر فلا تحرموا الحبشي من فرصة تدريب الهلال ولا تحرموا الزعيم من مشروع مدرب قادم.
آخر الكلام
صغار الهلال يتبعون خطى كبارهم في تمثيل الوطن في البطولة الخليجية والمقامة في دولة الامارات العربية، كل الأماني بالتوفيق لصغار الزعيم للفوز بالبطولة ليعيد امجاد الزعيم في البطولات السنية.
|