سافر أحد البخلاء إلى مدينة بعيدة لبيع كمية من الشعير وعندما أتم عقد الصفقة قصد مكتب البريد وكتب لزوجته البرقية التالية:
(بعت الشعير بربح.. سأعود غداً.. أشواقي الحارة) وفي اللحظة التي أراد فيها أن يسلم البرقية قال في نفسه: لماذا أكتب كلمة بعت إن زوجتي تعرف جيداً أنني جئت إلى المدينة لأبيع الشعير.. ومحا الكلمة.. ثم فكر في نفسه وقال: لماذا أكتب كلمة ربح إن زوجتي تعرف أنني لن أبيع من غير ربح.. ومحا الكلمة.. ثم فكر أيضاً وقال:
ولماذا أكتب أعود غداً.. إنها تعرف أني عائد غداً.. ومحا الكلمة!
وأخيراً قال: ولماذا أشواقي الحارة فشطب العبارة وعاد دون أن يرسل البرقية!
هذه الطرفة علقت عليها الكاتبة انتصار العقيل بأنها مؤشر للبخل العاطفي وليس البخل المادي فقط..
وقالت: كيف تصبح المرأة للرجل واحة خصيبة مليئة بأشجار وارفة من الدفء والعطاء.. وهو لايهمي فوق مشاعرها مابين الحين والحين أمطار الأشواق والحنين والعطف والاهتمام والمفاجآت الصغيرة السارة؟!
|