سعادة الأستاذ- خالد حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث لكم بأصدق التحيات.. أشير إلى ما نشر في عدد الجزيرة رقم 11614 الصادر يوم الجمعة 28-5- 1425هـ بعنوان رسالة مع التحية من (ابن الوطن).
أشكر ابن الوطن على رسالته الكريمة ووطنيته والمتابع للإنجازات في وطننا الحبيب، مما يبرهن بأن هناك من يقدر الأعمال الطيبة، كما أتقدم لكم بالشكر على ما تقدمه صحيفة الجزيرة وخاصة عدد يوم الجمعة من مواضيع شيقة، وما تعالجه من قضايا ضمن صفحاتكم المتميزة آفاق إسلامية.
رداً على رسالة ابن الوطن الموجهة لي أقول وبالله التوفيق: إن نجاح الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة فيما تقوم به من أنشطة تربوية طوال العام وتكثيفها خلال الصيف للاستفادة من أوقات الشباب والشابات لتدارس كتاب الله الكريم وحفظه وتجويده هو بفضل الله وتوفيقه أولاً وأخيراً، وبتحالف عدد من الجهات أولها الجمعية، وذلك بتكاتف مجلس الإدارة ودعمه للإداريين والمشرفين والمعلمين بالجمعية مما أوجد جهازاً حريصاً على تقديم خدمات متميزة، وثانيها الآباء والأمهات الحريصين على مستقبل أبنائهم بإدخالهم في الجمعية لإيمانهم بالدور التربوي للجمعية، وما تقدمه لأبنائهم طوال العام خدمة للمجتمع، وثالثها الداعمين الذين وثقوا في الجمعية وما تقدمه من أنشطة مباركة تخدم القرآن الكريم، فقدموا لها الدعم المادي والمعنوي، وآخرها الأمانة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الحريصة على دعم الجمعيات وتذليل الصعاب لتتفرغ لهدفها الأساسي وهو تعليم القرآن الكريم وبذلك شملتهم جميعاً الخيرية التي بشر بها الصادق المصدوق سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- بقوله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
لقد استفادت الجمعية التي تضم أكثر من ثمانية وثلاثين ألف طالب وطالبة من التقنية الحديثة فوظفتها لخدمة القرآن الكريم فأنشأت المقرأة الإلكترونية وميكنة جميع المعاملات والمراسلات الداخلية والخارجية، وأصبح التواصل بين الموظفين والمعلمين والطلاب والتسجيل واستقبال التبرعات عبر شبكة الإنترنت حتى أصبحت جمعية بلا ورق، وتمت هذه الخطوة التطويرية بعد أن استكملت الجمعية إرساء قواعد العمل المؤسساتي، وأوجدت تنظيماً إدارياً متميزاً وكفاءة علمية عالية.
أؤكد لابن الوطن حرص الجمعية للتعاون مع جميع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة وتوفير تجاربها الإدارية والتعليمية ومشاريعها التنموية لتستفيد منها الجمعيات، حيث يقدم معهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية دورات تدريبية مجانية لمنسوبي الجمعيات، وتم فتح باب الالتحاق لهم للحصول على الدبلوم (100) ساعة لتخريج معلمين مؤهلين للقرآن الكريم، كما يقدم المعهد دورات تدريبية لمعلمي القرآن بالمدارس وللأئمة والمؤذنين بالإضافة إلى ما تقدمه الجمعية من خدمة المجتمع بفتح حلقات تحفيظ القرآن الكريم في كل من السجن العام الإصلاحية بمحافظة جدة للاستفادة من المكرمة الملكية في تخفيض المحكومية إلى النصف بالإضافة إلى حلقات التحفيظ في مستشفى الأمل وفي عدد من المرافق العامة وتخصيص أئمة حافظين متقنين ذوي الأصوات الجيدة لإمامة المصلين في المساجد وفي صلاتي التراويح والقيام خلال شهر رمضان المبارك من كل عام بالتعاون مع إدارة الأوقاف وإقامة المراكز والدورات القرآنية خلال فترة الصيف بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية والتعليم.
كما تقيم الجمعية ندوة سنوية مصاحبة للحفل السنوي تناقش مواضيع مهمة تلامس أداء الجمعيات واحتياجاتها بمشاركة مباركة من منسوبي الجمعيات بالمملكة، وكان عنوان ندوة هذا العام (الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ودورها في خدمة المجتمع).
تستضيف الجمعية- إن شاء الله تعالى- العام القادم الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وسوف تطرح عددا من المواضيع المهمة نحو الرقي بأعمال الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة. وفي الختام أشكر ابن الوطن الذي سلط الضوء على الدور التربوي والاجتماعي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في جدة في وقت تتعرض له جمعيات القرآن وأنشطتها خاصة المراكز الصيفية إلى النقد والتشويه، ولذلك رأينا في جمعية جدة عدم الرد على تلك المهاترات، وإنما تعمل ما يمليه علينا ديننا الحنيف قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} .
وبالله التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عبدالعزيز بن عبدالله حنفي
رئيس الجمعية في محافظة جدة |