القادمون إلى قلوبنا أرقام تغيب في سجلات الأيام.. أما الراحلون.. هم أبقى في الأعماق..
***
أنا- أيها القلب أتسمعني؟.. إلى أنيسي.. إلى من أجلس إليه دائماً.. إليك أيها القلب.. أبث شكواي وهمِّي.. يا كنز أسراري.. يا محطة أفكاري.. يا وسيلة اتصالي بجميع من أحبهم..
قلبي- ها هو الأفق يسطر بملء ضوئه فجراً باسماً.. وها هي الأنفس تتوق ليوم جديد.. فما لي أراك تناجيني.. والدمع قد التهب في عينيك؟!..
أنا- آه.. يا قلبي أتذكر فرحاً دنيوياً.. مؤقتا لم يدم طويلاً.. بل تُقطع فيه أفكاري.. وتوصل من جديد ومع كل وصلة هناك فكرة.. وعلى كل فكرة هناك قصة.. وفي كل قصة هنالك واقع.. أو خيال
قلبي - لا تقلقي فكل شيء في هذه الحياة يهون..!
أنا - إلا رحيلها..!
قلبي - لا أفهمك..؟ عن من تتحدثين..؟!
نا - عن تلك التي هي أشبه بديمة هطلاء.. حولت صحراء حياتي القاحلة الى جنة خضراء..
قلبي - وهل .. تنتظرين عودتها..؟!
أنا - نعم.. يا قلبي.. سأنتظر هطولها على بساتينك.. سأظل أنتظر عودتها كالفجر الذي طال انتظاره بعد ليلة معتمة شديدة السواد..
قلبي - وإن لم تعد..؟!
أنا - لا تقل.. هكذا.. فلا بد للمسافر أن يعود يوماً.. ما..!
قلبي - ألم تحاولي نسيانها..؟!
أنا - وهل ينسى البحر أمواجه.. أم أنسى تلك التي زحفت إلى شرايين هذا الجسد وأنعشتها.. بعد أن كادت تفقد حتى النبض الذي قاربت يا قلبي على نسيانه..
قلبي - لماذا تربطين نسيانها بالمستحيل؟!
أنا - أجننت يا قلبي! هي التي منحت للإبداع اسما آخر وأعطت للطموح سمات أخرى.. وشكلت للحروف أبجدية اسمى.. بصماتها في كل موضع في حياتي حتى فيك يا قلبي.. ألم تذكر أنها أمطرت مسكا وعنبراً..
قلبي - ألم تتمني رؤيتها..؟!
أنا - من قال لك انني لا أراها فأنا دوما أصارع النوم لأراها في الأحلام.. أما في الواقع فسأظل أنتظرها..
قلبي - أراك قد بالغتِ في وصفها..؟!
أنا - ما الذي أصابك.. يا قلبي..! أقول لك انها بزغت فاكتمل بزوغها.. وزرعت فأبدعت زرعها..
باختصار ما هي إلا إنسانة تعجز أبجديتي عن وصفها.
قلبي - قد ذكرتِ كثيراً من محاسنها.. فليتك تذكرين لي اسمها.؟!
أنا - لا .. يا قلبي.. لم أذكر الا القليل.. ففي جُعبتي الكثير الكثير! فكيف لي أن أذكر لك اسمها وهي في كل عرق من عروقك حتى نبضك لا ينبض إلا باسمها.. هيفاء لا تذكر إلا في القلوب أما على الورق فهي أكثر من ذلك..
|