يرون أن مدة شهر لا تكفي
الموهوبون في البرامج الإثرائية الصيفية يأملون في المزيد من البرامج

* الرياض - صالح العيد:
أنهى (25) طالباً موهوباً برنامجهم الإثرائي الصيفي في الحاسب الآلي بمعهد الإدارة العامة بالرياض ضمن البرامج الإثرائية التي تنفذها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. وللوقوف على البرامج ومدى فاعليتها قامت (الجزيرة) بإجراء لقاء مع القائمين على البرنامج وعدد من الطلاب؛ حيث التقت مدير إدارة برامج الحاسب الآلي والمعلومات رئيس برنامج الموهوبين الدكتور راشد بن سعيد الزهراني، الذي أوضح أن البرنامج الإثرائي الصيفي في الحاسب الآلي والمعلومات يعدُّ واحداً من ضمن 32 برنامجاً إثرائياً تقيمها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والخاصة, مضيفاً أنهم في معهد الإدارة العامة يسعون إلى التعاون مع المؤسسة وتنفيذ برنامج متخصص في الحاسب الآلي والمعلومات يهدف إلى إعطاء الطلبة الموهوبين بعض المهارات والمعارف الحديثة في مجال الحاسب الآلي.
وبيَّن د. الزهراني أن البرنامج يستهدف الطلبة الموهوبين ممن أنهوا الصف الثاني الثانوي علمي، ويشارك هذا العام عدد (25) طالباً موهوباً، تم ترشيحهم وفقاً لمعايير الاستكشاف التي تقوم بها الادارة العامة لرعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المؤسسة, والتي تشترط ان يكون الموهوب حاصلاً على معدل أعلى من 90%، وأن يجتاز الاختبار الخاص بالقدرات. مشيراً إلى ان مدة البرنامج أربعة أسابيع، وهي غير كافية لتطبيق جميع المهارات المطلوبة في الحاسب الآلي؛ لذا يتم التركيز على تطبيق واحد من تطبيقات الحاسب الآلي؛ مثل تصميم موقع على الإنترنت, أو تصميم قاعدة بيانات, أو تعلُّم لغة برمجة. وبهذه الطريقة نكون قد حققنا الهدف من إقامة مثل هذه البرامج.
وحول اختيار معهد الإدارة العامة لإقامة مثل هذا البرنامج، أوضح الدكتور الزهراني أن السبب يعود إلى خبرة المعهد في مجال التدريب على استخدام الحاسب الآلي وأنظمته وبرامجه المختلفة, وتوفُّر البيئة المناسبة للتدريب والمرافق الأخرى المساندة لذلك؛ مثل المكتبة والمطعم.
وعن أهمية توافر معامل تدريب في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، أشار الدكتور الزهراني إلى أنه يرى أهميتها، خصوصاً إذا رغبت المؤسسة في احتضان بعض الموهوبين المتميزين وتقديم برامج أكثر تخصصية والتي تسهم في الوصول إلى مبتكرات جديدة في مجال الحاسب الآلي.
من جانبه أكد الأستاذ خالد بن ناصر آل حيان، أستاذ مادة برمجة الإنترنت باستخدام لغة جافا وعضو هيئة التدريب في إدارة برامج الحاسب الآلي والمعلومات بمعهد الإدارة العامة، أن الطلاب الموهوبين المشاركين لهذا العام كانوا على مستوى عالٍ من الموهبة وسرعة الإدراك والاستيعاب وشغف التعلُّم والتطبيق والتفاعل الإيجابي.
وعن تقييمه للبرنامج قال: أعتقد أنه وللسنة الرابعة على التوالي أثبتت هذه البرامج مدى فعاليتها ومردودها الإيجابي في استثمار الوقت والطاقة المخزونة للطلاب الموهوبين بشكل عام. ولا شك ان مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بالتعاون مع معهد الإدارة العامة دائماً ما يقومان بعد نهاية كل برنامج صيفي بعمل تقييم شامل للبرنامج الهدف منه هو تلافي العوائق والسلبيات التي قد تعترض عمل البرنامج.
وأهاب بالطلاب الموهوبين أن يدركوا النعمة التي وهبهم الله إياها، وضرورة استثمار هذه النعمة العظيمة فيما يعود بالنفع عليهم أولاً، ومن ثَمَّ على مجتمعهم ووطنهم الذي هيَّأ لهم الفرصة لصقل موهبتهم وتوجيهها بالشكل السليم. مؤكداً على دور أولياء الأمور في هذه المرحلة بأنه دور فاعل ومهم بالتشجيع والتوجيه بما يعود بالنفع للصالح العام. وفي ختام اللقاء قال: أود أن أشكر جريدة (الجزيرة) الموقرة التي تحرص على التواجد في موقع الحدث دائماً.
من جانب آخر تحدث ل(الجزيرة) منسق البرنامج بمركز الرياض لرعاية الموهوبين الاستاذ فهد بن محمد المسلم موضحاً أن المستوى العام للطلاب من خلال متابعته لهم داخل معمل الحاسب يكشف أن لدى هؤلاء الطلاب قدرات عالية في الإدراك والاستيعاب، كما أن هناك تفاعلاً كبيراً بينهم من خلال ما يُقدَّم لهم من مواد تدريبية، ويلاحظ ذلك من المشاركات الجيدة مع المدرب أثناء طرحه للمادة العلمية.
وأكد المسلم أن الموهوبين يحتاجون إلى العديد من البرامج الإثرائية العلمية بجميع مجالاتها، بالإضافة الى ذلك فهم يحتاجون أيضاً الى التدريب على مهارات تنمية الشخصية، وكذلك إلى مهارات تنمية التفكير، مقترحاً ان يتم ايجاد حوافز للطلاب الموهوبين على مستوى البرامج التي تقدم، سواء في البرامج الاثرائية الصيفية أو غيرها من البرامج التي تقدَّم على مستوى مراكز الموهوبين لتحفيز الطلاب على إبراز قدراتهم الإبداعية.
والتقت (الجزيرة) بعدد من طلاب البرنامج؛ حيث يؤكد الطالب عبد الرحمن بن عبد الله الخليفة أن مستوى المادة العلمية قيمة، والمدة الزمنية قصيرة، وأنها لم تحقق طموحاته؛ لأنه يأمل المزيد من المادة العلمية لكي يتمكن أكثر من الحاسب الآلي وأهم التطورات فيه، وذلك لمواكبة التغيرات. مبيناً ان مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين قد حققت تطلعاته مع رغبته في المشاركة في أكثر من برنامج في المستقبل بإذن الله.
أما الطالب محمد عبدالعزيز الوهيبي فقد رأى أن المادة العلمية للبرنامج ممتازة جداً ومهمة بالنسبة له، مضيفاً أنه استفاد منها كثيراً. وعن مناسبة مدة البرنامج بين الوهيبي ان المدة المخصصة لمهارات البحث في الإنترنت والتفكير الإبداعي كافية، أما المدة المخصصة لتعلم البرمجة قليلة، ولكنها مفيدة جداً، ويقترح زيادة المدة المخصصة لتعلم البرمجة لأسبوع، مشيراً الى ان استفادته من البرنامج كانت أكثر مما كان يتطلع. وبيَّن ان الطلاب يحتاجون الى الإكثار من الرحلات والزيارات الأخرى.
أما الطالب عبد الإله خضر عايد العصيمي فقال: درسنا في هذا البرنامج ثلاثة مناهج، أولها تعلُّم كيفية البحث في الإنترنت والحصول على المعلومة في اسرع وقت ممكن وبأسهل الطرق. وثاني هذه المناهج كانت عبارة عن تعليم الطلاب الموهوبين كيفية التفكير السليم الذي يقود الى حل المشكلة، ومشاركة الطلاب في تحديد المفهوم الشامل للإبداع، وفتح المجال أمامنا لرؤية تطلعاتنا المستقبلية، ووضع النقاط على الحروف لكل ما كان غامضاً أو مستحيلاً. وبالنسبة للمنهج الثالث فكان في غاية الإثارة وبمقاييس تتعدى الحقيقة إلى أبعد مما هو عليه في الخيال، كان ذلك المنهج هو البرمجة بلغة الجافا اللغة الأوسع انتشاراً؛ لتميزها عن باقي لغات البرمجة الأخرى.
ويضيف: لقد كانت فعلاً مما كنا نتمناه قبل الانضمام الى هذه البرامح، ويرى لو ان مدة التدريب زِيدت لكان من المستحسن لإتقان مهارات اخرى تساعدنا على التعرف على الضروريات المهمة في مجتمعنا.
كما تحدث الطلاب عيضة بن عبدالعالي المالكي، وعبدالعزيز بن دماك آل دعبش، وعمر بن عبد الله الفيفي، وعبد الرحمن محمد العنزي، وعبد الله عبدالعزيز المسند، وعبدالعزيز سعود المقرن, وعبد الله طلعت عيسى عن تجربتهم مع البرنامج مؤكدين أنه حقق طموحاتهم، مناشدين بأن يكون هناك برامج في اللغة الإنجليزية وبرامج لتطوير الذات وبرامج رياضية متخصصة في مجالات محددة.