... وَتَكِنُّ..
كعصفور.. جفَّ منقاره - وامتنع - عنوة عن النشيد.. تجلدك سياط شمس - لا تُمحى آثارها من على وجهك..
تستظل.. ببقايا شجرة تقاوم (الهجير)
تفتنك.. (قدرة النبات على الصمود).. فتصمت..
خطوة أخرى.. وتصل..
قدماك تغليان.. لفرط ما أثقلتهما بالمشي..
رأسك.. لم يعد لك..
بالكاد.. تفتح نصف عينك.. والنصف الآخر تحتفظ به.. للعمل..
وتَكِنُّ..
تلملم نفسك - وحيداً - بعد أن بعثرك الجمع وانفرط.. السامر.. من حولك..
تقاوم سقوط (الدمع).. فهو من (المحرَّمات التي ضُخِّت فيك صغيراً.. فتبكي..
ابْكِ .. (أيها الغريب).. عنك .. والمغترب..
و(الكانن) على تفاصيل.. عمرك
لفَّ ذراعيك حول صدرك.. احضن نفسك
فهذه الصحارى.. تبتلع عشرة رجال مثلك
وأنت.. حفنة رمل.. ستعود أدراجك
إليها ذات موت
عُدْ.. طفلاً أو مجنوناً في الشارع
اكسر هذه الأضلاع سجن القلب
دَعْ.. (رئتك اليمنى) تخرج من صدرك
لتأخذ حصتها من.. ثاني أكسيد الماضي
لتحدث يسراها عن وجع الحاضر..
عُدْ.. إلى منابع طفولتك فهي أكثر أمناً من رجولتك
حيث لا أحد يطالب ولا أحد يطارد
ولا أحد يساوم ولا أحد يدكُّ هدأة الروح
بالثمن..
يا لهذا.. الزمن..!!
|