* جدة - خالد الفاضلي - واس:
أعربت المملكة العربية السعودية عن تقديرها للجهود التي قامت بها اللجنة الوطنية الأمريكية لأحداث 11 سبتمبر خلال العشرين شهراً الماضية بمناسبة صدور تقريرها الأخير الأسبوع الماضي إضافة إلى الوقت الذي قضاه أعضاء اللجنة في المملكة مع المسؤولين السعوديين.
ووصف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في بيان صحفي أصدره أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره معالي وزير الخارجية الأمريكي كولن باول التقرير بأنه جدي وشامل مرحباً سموه بالنتائج التي توصل إليها التقرير.
وأوضح سموه ان هذه اللجنة أبطلت التهم الكاذبة التي القت بظلالها على المملكة حيث عانت المملكة بشكل مخيف من تهم تشير إلى أنها مسؤولة عن دعم وتمويل الإرهاب وعلى النقيض من تقرير الكونغرس والذي هدف إلى نشر هذه الخزعبلات بدلاً من التحقق منها بشكل أكثر جدية حيث تم التوصل إلى نتائج واضحة توصلت إليها لجنة مستقلة تفرق بين الحقيقة عن الخيال.
وأشار سموه إلى ان لجنة 11 سبتمبر أكدت على عدم وجود أي دليل أن الحكومة السعودية تقوم بتمويل تنظيم القاعدة ونقل عن التقرير قوله (لم نجد أي دليل على ان الحكومة السعودية كمؤسسة أو كبار مسئوليها كأفراد بتمويل المنظمة).
وقال سموه ان الكذب الذي ينشر حول الرحلات التي حملت بعض السعوديين بعد 11 - 9 عندما كانت المطارات والأجواء مغلقة أظهرت في التقرير كما هي فإنها في أفضل الحالات شيء ملفق من الخيال وفي أسوأ الحالات نية من أجل الاتهام وقد وجدت اللجنة ان هذه الرحلات كانت تدار باحترافية وتوصلوا إلى ان أي من الركاب لم يكن مرتبطا بهجمات 11 - 9 ومنذ ذلك لم تجد دليلاً لتغيير ما توصلت إليه.
وأفاد سمو وزير الخارجية ان لجنة 11 - 9 ذهبت إلى أبعد من ذلك لتبرز الحقيقة أن الحكومة السعودية كانت تتعقب ابن لادن قبل الهجمات على الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى نجاح المملكة في إيقاع الفوضى في خلايا ابن لادن في المملكة العربية السعودية والتي كانت تخطط لمهاجمة قوات أمريكية بصواريخ تحمل على الكتف والتقرير يبرئ المملكة العربية السعودية. أننا نأمل أن تصل الضربات السعودية الآن إلى النهاية حيث ان الناس عرفوا الحقائق الصحيحة حول نشاط الإرهاب وتصميمنا على محاربته.
وبين سموه أن الحكومة والشعب السعودي منهمكون اليوم في معركة لدودة مع قوات القاعدة وقال ان هذه معركة لا يمكن ان نخسرها ولن نخسرها إن شاء الله ولكن كي تنجح نحن في حاجة للتشجيع وليس رد الاتهام. نريد شركاء ليس لإلحاق الضرر ونحتاج إلى التعاون وليس الشجب.
وقال سموه انه لفترة طويلة كانت أي اشاعات حول المملكة العربية السعودية مقبولة كحقيقة وان اندفاعا نحو اصدار الحكم يتبع ذلك ما لا يمكن ملاحظته من المنتقدين للمملكة العربية السعودية، ان صورة المملكة التي يحاولون طبعها في العقل الأمريكي هي تسير في نفس الخط مع ما يريد الإرهابيون تحقيقه وان المنتقدين والإرهابيين وعبر ما يقومون به يهدفون إلى قطع العلاقات بين بلدينا وشعبينا.
وأبان سمو وزير الخارجية ان هذا ليس وقت رد الاتهام ولكن للاتحاد لبناء مستقبل أفضل يكون مبنيا على الثقة والصداقة وقال اننا نرحب بدعوة اللجنة لإعادة تقييم علاقتنا ومعا نحن في حاجة لتعزيز الدعائم التي تقوم عليها العلاقة السعودية الأمريكية.. أهداف من أجل أمن دولي للطاقة ومحاربة الإرهاب واستقرار العراق والسلام الإقليمي والأمن وتجارة مكثفة واستثمار. ان أي من هذه المجالات له أهمية كبرى ويؤثر بصورة مباشرة على خير وصالح وأمن كلا البلدين وفي كل من هذه المجالات هناك الكثير من العمل للقيام به وتوسيع وتعميق الروابط بيننا لإعلان عهد جديد للتعاون.
من جهته أشاد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بجهود المملكة في محاربة الإرهاب من خلال وضوح حكومة المملكة والتزامها في إنهاء هذه الظاهرة واستشهد باول في مؤتمر صحفي مشترك مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أمس بجدة عقب محادثات أجراها مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، استشهد بقدرة السلطات الأمنية السعودية على قتل والقبض على 18 مطلوباً أمنياً من قائمة الـ26 مؤكداً بأن ذلك يمثل دليلاً على وضوح والتزام المملكة في محاربة الإرهاب.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي قناعته بمفاهيم المملكة حول أهمية أن يكون الإصلاح من الداخل.. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تشجع وتتفهم بأن السرعة في الإصلاح يجب أن تكون متناسبة مع القيادة والشعب.
|