* بغداد- د. حميد عبد الله:
قال مصدر قضائي في محكمة السليمانية ان المحكمة تلقت مئات الدعاوى من المواطنين الأكراد الذين فقدوا ذويهم بسبب حملات الاعتقال ومن الذين ارتكب النظام السابق جرائم قتل جماعي بحقهم.
وافاد المصدر القضائي الكردي ان جانبا من محاكمات صدام ورموز نظامه سيتم في منطقة كردستان وان عددا من الجلسات سينقل الى مدينة حلبجة لكي تكون المحاكمة قريبة من أماكن ومواقع بعض الجرائم فضلا عن ان منطقة كردستان تتوافر على أجواء اكثر أمنا تضمن الحفاظ على حياة المتهمين وتؤمن الاحتفاظ بهم ضد أية عملية تهدف الى تحريرهم من الأسر، مشددا على ان نقل المتهمين سيتم بأعلى درجات التكتم والسرية وان الجلسات ستسجل وتوثق لكنها لن تكون مباشرة وعلنية.
واشار المصدر الكردي ان اتفاقا قد تم بهذا الشأن بين الحكومة الكردية وادارة المحكمة الجنائية الخاصة التي تتولى محاكمة صدام موضحا ان من بين الأسباب الأساسية لنقل جوانب من المحاكمة الى كردستان هو صعوبة نقل مئات الشهود واصحاب الدعاوى من المواطنين الأكراد الى بغداد خاصة وان هناك اكثر من 1000 عائلة في مدينة حلبجة وحدها تريد ان تدلي بشهاداتها عما رأته من إبادة جماعية تعرض لها سكان المدينة وراح ضحيتها اكثر من 5000 مواطن كردي.
في هذه الأثناء خرج قاضي التحقيق الذي استجوب صدام عن صمته وكشف جانبا من أسرار المحكمة. وقال القاضي رائد جوحي الذي عُيّن قاضيا بمرسوم وقعه صدام حسين عام 2002 قال:ان صغر سنه لا يشكل مأخذا على المحكمة مشيرا الى ان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اختار أسامة بن زيد لقيادة جيوش المسلمين وهو ابن التاسعة عشرة من العمر وان بعض رؤساء الدول العربية اصغر منه سنا وانه يمتلك كافة مؤهلات القاضي الناجح.
وأفاد جوحي الذي يبلغ من العمر 33 عاما ان جلوس صدام على الكرسي أثناء استجوابه لا يغير من الأمر شيئا فصدام متهم وله حقوقه وان جلوسه على كرسي أثناء التحقيق لا يثلم من إجراءات المحكمة شيئا مضيفا ان صدام وجميع أعوانه الذين مثلوا أمام المحكمة كانوا متعاونين مع القضاء ولكنهم كانوا يلقون التهم على بعضهم وان التهم التي وجهت لصدام هي التهم المثارة عليه حتى الآن والمحكمة قد فتحت الباب أمام كل من يريد ان يقدم شكوى ضد صدام وأعوانه متوقعا ان هناك آلاف الدعاوى ستقدم ضدهم.
وقال قاضي التحقيق ان أية دعوى لم ترفع ضد زوجة الرئيس السابق ساجدة طلفاح حتى الآن اما بصدد وزير الإعلام السابق محمد سعيد الصحاف فقال القاضي: لا انفي ولا أؤكد احتمال استدعائه للمحكمة اما عن قدوم هيئة الدفاع عن صدام الى العراق فاوضح قاضي التحقيق قائلا: عليهم ان يأتوا بروح وعقلية موضوعية اما قضية السلامة والامان فإن العراقيين جميعا يعيشون حالة الهاجس الأمني وعليهم ان يتحملوا حالة الانفلات الأمني أثناء قدومهم الى العراق.
|