أفسحت مجلة المعرفة ملفها الشهري للعدد (111) جمادى الاخرة لإلقاء الضوء على (اليونان) البلد الضارب في القدم، والذي كان المصدر الأول لكثير من النشاطات الإنسانية وعلى رأسها الفلسفة والأولمبياد الرياضي والمشفى الصحي الذي لا بد أن يكون مخاض تجربة صحية طويلة مليئة بالتجريب العلمي وصناعة الدواء، كما تطرق الملف إلى التعليم في اليونان، من حيث المكونات والمعوقات والامتداد التاريخي له منذ (أكاديمية) أفلاطون وأرسطو وتقاليد المدرسة اليونانية التي ورثتها وكنزتها منذ ذلك العهد القديم.
وعلى صفحات (الإنترنت) اختارت المعرفة الشهرية موضوعاً مترجماً عن تعليم حقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأمريكية، طالبت كاتبته (نانسي فلاورز) بتعزيز منهج ومنهاج تعليم الحقوق الإنسانية في المدارس والجامعات الرسمية في بلادها، ذلك أن تعلم هذا الجانب يعتمد على الانتقائية والاختيارية والتهميش من خلال دمجه بتخصصات علمية وأدبية أخرى.
مشيدة في هذا الجانب بالجهد غير الرسمي لبث وتعليم السكان وحقوق الإنسان، وفي العدد نفسه واصل الدكتور أحمد محمد الدغشي أستاذ أصول التربية الإسلامية المساعد بجامعة صنعاء اليمنية الجزء الثاني عن (صورة الآخر في فلسفة التربية الإسلامية) من خلال ثلاثة مباحث فرعية هي: حقوق الآخر، واجبات الآخر، صور من نمط التعايش الاجتماعي مع الآخر وأورد في ثنايا هذه المباحث الجادة حقائق تاريخية عن تعاملات المسلمين في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين مع اليهود داخل بلاد المسلمين وأقوالهم في الحث على البر دون الإثم لأهل الذمة إلا من ظلم وأثم، معدداً - أي الباحث - حقوق الذميين على المسلمين مبيناً بذلك سماحة الإسلام وإنسانيته وسعة رسالته الخالدة.
وفي باب (أعلام) ، أفردت المجلة صفحات للتحدث عن العالم التركي بديع الزمان سعيد النورسي أحد المعلمين الدينيين المشهورين بسعة الأفق واتساع المعرفة وحب القرآن الكريم تعلما وتعليما، وإيمانه بأن كتاب الله عز وجل (شمس معنوية) مشيرا إلى أهمية ربط تدريسه بالحياة العامة. كما تطرق الباب إلى بعض بلاغة هذا العالم في الرد على سائليه ومعترضيه، وإلى مؤلفه الكبير (رسائل النور) التي بلغت 130 رسالة، ولدت لدى النورسي في السجون التي تنقل بينها في عهد السلطان عبدالحميد الثاني على مدى ربع قرن.
وفي (أنا والفشل) ، الباب الذي يحكي محطات البازغين والناجحين مع الفشل، التقت المعرفة الأديب المعروف عبدالسلام العجيلي، ومن العناوين التي خرج بها اللقاء: (كتبت بـ22 اسما مستعارا) ، (لم أعان من الفشل بل كنت أعاني الخوف من الفشل)، (اعتذرت عن جوائز وأوسمة.. أنا لا أحبها.. إنه واجبي أؤديه وكفى) ، (هربت 600 كم حتى لا تلحقني الشهرة) ، تحدث فيه الضيف الكبير عن قصص كادت أن تلقي به إلى الإحباط والنكوص لولا شجاعته وتحمل النتيجة وإيمانه بقدرته على تغييرها في المرة القادمة.
وتطرق المسرحي العتيد إبراهيم الحمدان في تعليقاته في باب (وجهة نظر) ، إلى بعض القضايا التي تعيق نهوض المسرح واستلامه دوره المعروف داخل المجتمع سواء من بعض منتميه أو من بعض الخارجين عنه، مؤكدا ضمن آرائه أن المسرح السعودي يعاني ثقافة الداخل فقط التي ربما لا تخرجه من هدفين: الأول (الترفيه) والثاني (الوعظ) ، وبالتالي بقي الستار مسدولا عليه لم ير بعد.
وتطرقت المجلة أيضاً ضمن تغطياتها الصحفية إلى القرارات التي خرج بها الحوار الوطني في المدينة المنورة عن المرأة وأقوال بعض المشاركين والمراقبين لفعالياته ومخرجاته التي كان من المفترض أن تكون أطول خطوة وأوسع احتواء لمشكلات وعوامل حفز المجتمع لتفعيل أدوار المرأة.
| 
"الثقافية"