في مثل هذا اليوم من عام 1943 تعرضت مدينة هامبورج الالمانية لأسوأ قصف هجومي من قبل الطائرات البريطانية مما أدى إلى اشتعال النار في المدينة ومقتل 42 ألف مواطن مدني ألماني. وقد قامت القاذفات البريطانية في الرابع والعشرين من يوليو بالبدء في تنفيذ العملية (جمورا) والتي قامت فيها بغارات متعددة على مدينة هامبورج ومنشآتها الصناعية وخاصة مصانع الذخيرة فيها. وقد تساقطت النيران على مدينة هامبورج من السماء وتم إلقاء آلاف الأطنان من القنابل الحارقة التي قضت على أرواح الآلاف ودمرت المباني والمنشآت والبني التحتية للمدينة دون رحمة.
ولكن ليلة الثامن والعشرين من يوليو شهدت دماراً متفرداً لم تشهده المدينة على مدى ثلاثة أعوام من الهجمات بالقنابل. و خلال 43 دقيقة فقط، تم إلقاء 2326 طن من القنابل مما أدى إلى خلق عاصفة من النار (وهو مصطلح تم استخدامه لأول مرة بهذه المناسبة حيث إنه لم يعرف من قبل في المعجم الإنجليزي). وقد أدى انخفاض مستوى الرطوبة ونقص وسائل مكافحة النيران والرياح القوية التي وصلت إلى درجة الإعصار إلى تأجج النيران حيث غطت مساحة قدرها ثمانية أميال مربعة من مدينة هامبورج.
وقد علق أحد الطيارين البريطانيين على ذلك قائلاً (إنني لم أر في حياتي حريقاً بهذا الشكل ولن أراه مرة أخرى).
ومما يبعث على الألم والسخرية في نفس الوقت أن هذا القصف الرهيب لم يؤثر على الآلة العسكرية لهتلر إلا بشكل هامشي ولكنه أدى إلى تحطيم معنويات الشعب الألماني وقواته المسلحة.
|