في مثل هذا اليوم من عام 1976 حدثت أسوأ هزة أرضية اجتاحت مدينة تانجشان، المدينة الصناعية الصينية التي يقطنها حوالي مليون شخص في تمام الساعة الثالثة واثني وأربعون دقيقة صباحاً. وقد كانت قوة الهزة ما بين 7.8 و8.2 درجة بمقياس ريختر.
وقدرت الخسائر في الأرواح بحوالي 242.000 شخص في مدينة تانجشان وفي المناطق المحيطة بها، حيث كانت هذه الهزة من أسوأ الهزات الأرضية في التاريخ والتي تجاوزتها الهزة الرضية التي حدثت في كالكوتا عام 1737 والتي راح ضحيتها حوالي 300.000 شخص.
وحيث إن الصين لها موقعها المتوسط بين الصين ومناطق المحيط الهادي، فقد كانت من أكثر الأماكن التي تنشط فيها الهزات الرضية على مر التاريخ.
وقد لعبت الهزات الرضية دوراً هاماً في ثقافة وعلم الشعوب الصينية فكان الصينيون أول من قام بتطوير مقياس الزلازل.
وفي اليوم السابق على تلك الهزة بدأ الناس في ملاحظة ظاهرة غريبة في تانجشان وحولها. فقد ارتفع منسوب المياه وانخفض بشكل مضطرب، كما أضربت الطيور عن الطعام أثناء ليلة السابع والعشرين من يوليو والساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وحتى الساعة الثالثة واثنين وأربعين دقيقة كان أغلب المواطنين ينامون بهدوء في منازلهم عندما ضربت الهزة الأرضية مدينتهم.
واستمرت تلك الهزة حوالي ثلاثة وعشرين ثانية مما أدى إلى تسوية تسعين بالمائة من مباني المدينة الأرض.
وقد قتل على الأقل حوالي ربع قاطني المدينة وأصيب 160.000 آخرون بجراح.
وحدثت هذه الهزة أثناء حرارة منتصف الصيف، فبدأت باندلاع الكثير من الحرائق وأشعلت المزيد من الغازات السامة والمتفجرة في مداخل ومخارج المدينة التي تم تدميرها بالكامل.
ولم تكن الحكومة الصينية على استعداد لتلك الكارثة.
وفي اليوم التالي للهزة، بدأت الطائرات والمروحيات في إسقاط الغذاء والدواء إلى المدينة وتم إرسال حوالي 100.000 جندي من جيش التحرير إلى المدينة، وكان على العديد السير على الأقدام من جنزو، وهي مسافة تقدر بحوالي 180 ميلاً أو أكثر وتم استدعاء حوالي 30.000 طبيب إلى جانب 30.00 عامل بناء.
وقد رفضت الحكومة الصينية كل عروض المساعدات الأجنبية.
وبعد الأزمة بحوالي أسبوع توفي الكثير بسبب نقص العناية الطبية. ونتج عنها تشريد حوالي 160.000 عائلة دون مأوى وتيتم حوالي 4000 طفل.
|