* تحقيق - عبدالرحمن المصيبيح:
واجهت المملكة ظروفاً استثنائية وغير مألوفة من قبل وامتد شرها إلى أمن الدولة وأمن المواطن وأمن المقيم في كل مكان من قبل فئة ضالة غرر بها، لكن إيمان هذا البلد وتماسكه وتلاحمه حال -بحمد الله وتوفيقه- دون تحقيق هذه الفئة الضالة أهدافها الشريرة الخبيثة.
الظروف التي عاشتها المملكة ورُوعت فيها الآمنون وأهدرت دماء المسلمين وأتلفت الممتلكات مما استدعى إعادة النظر في أمور كثيرة لتكريس الأمن والاطمئنان على ان هذه الأعمال الإرهابية لن تتكرر بإذن الله وإعادة النظر في عدد من الجهات التي تتحمل مسؤولية كبيرة مثل مجالس الأحياء والعمد وتلاحم وتكاتف الجيران ومعرفتهم بكل ساكن في الحي.
من هذا المنطلق طرحت الجزيرة موضوع تفعيل دور العمد على عدد من المختصين والمعنيين لمناقشة مختلف جوانبها واستطلعت آراءهم من خلال هذا التحقيق.
تزايد وعي المواطن
في بداية اللقاء أكد اللواء عبدالله الشهراني مدير شرطة منطقة الرياض أن الإلمام بسكان الحي ومعرفتهم هي مسؤولية الجميع وان الحاجة تدعو إلى تفعيل دور العمدة. وقال: لقد لاحظنا تجاوباً كبيراً من المواطنين وتعاونهم مع رجال الأمن في كافة الأمور الأمنية، لكننا نطمع في المزيد من التعاون. أعود وأكرر ان تفعيل دور العمدة شيء مهم للغاية وكذلك مجالس الأحياء والزيارات المستمرة بين الجيران.
كما أكد الشيخ فيصل بن مساعد السيف رجل الأعمال المعروف رئيس مجلس إدارة شركة السيف للتنمبة ان تفعيل دور العمدة وأحياء مجالس الأحياء أصبح من الضروريات التي يجب تحقيقها، وقال ان مسؤولية معرفة ساكن الحي والتأكد منه مسؤولية الجميع لكن لتفعيل هذه الأشياء وتخصيص مكاتب للعمد داخل الحي وتزويدها بموظفين وأجهزة حاسب آلي بات أمراً ملحاً للغاية وكذلك متابعة دوامه وتواجده ليؤدي ما هو مطلوب منه على أكمل وجه كما ان للجيران دوراً كبيراً في ذلك وأمام المسجد. وأرى من المفيد تخصيص جلسات شهرية أو نصف شهرية في الحي بين الساكنين يتخللها كل شيء يتعلق بالحي.
وأكد الشيخ فيصل على أهمية اهتمام مكاتب العقار أثناء عملية التأجير.
مسؤولية مشتركة
كما تحدث ل(الجزيرة) الدكتور إبراهيم أبو عباة رئيس جهاز التوجيه والإرشاد في الحرس الوطني فقال: أولاً أشكر جريدة الجزيرة على طرح مثل هذه المواضيع المهمة للغاية.. والشيء الذي يفرح ويثلج الصدر تكاتف المواطنين وحرصهم على أمن وطنهم وهي مسؤولية مشتركة وان كان المفترض ان يتعامل معها تعامل مؤسساتي يخدم توجيهات الدولة الأمنية والاجتماعية ويخدم أغراضاً كثيرة.. أما من خلال مجالس تسمى بمجالس الأحياء أو من خلال العمد كما ان الحاجة تدعو إلى تطوير وتفعيل نظام العمد لكي يتناسب مع المرحلة ويكون لديه من الإمكانات المادية والبشرية ما يمكنه من التعرف على جميع الساكنين وتسجيلهم من خلال آلية معينة يتم تنفيذها من الجهات المسؤولة والعمدة أو مجالس الأحياء. وان كان هذا الأمر لا يخلي واقع المسؤولية الكبيرة لتفقد الساكنين والتعرف على الساكنين الجدد وزيارتهم والاتصال بهم والتعاون معهم في اجتماعات ولقاءات دورية لمجالس الأحياء وكذلك مناسبة الأعياد ليتجاذبوا الأحاديث فيما بينهم ويتعرف بعضهم على بعض بحس إسلامي وطني وأمني.
وشدد د. أبو عباة على مسؤولية المواطنين والمقيمين في هذا الشأن، وقال: إذاً هناك عدة أمور تصب في معين واحد وتحقق الهدف المنشود: العمدة، مجلس الحي، إمام المسجد، الجيران. كما نتمنى من العمدة ان لا تقتصر مهنته ليختم ويبصم وهذا هو المتعارف عليه مع الأسف مع بعض هؤلاء العمد.. كما ان تطوير مجالس الأحياء من طلبة العلم والثقات كل هذه الأمور كفيلة بإذن الله ان تحقق كل ما نصبو إليه ولا تتيح الفرصة لمن فيه شر ان يرتكب أعماله الإجرامية.
وأبرز د. أبو عباة أيضاً مسؤولية صاحب مكتب العقار والشقق المفروشة وكذلك الفنادق من التأكد من هوية الساكنين من خلال بيان يومي يرفع إلى أجهزة الشرطة وكذلك ربط العمدة بجهاز الكمبيوتر مع شرطة المنطقة.
تفعيل مجالس الأحياء
من جانبه قال الدكتور عبدالعزيز الثنيان: أولاً أشكر جريدة الجزيرة على طرح هذا الموضوع المهم والذي نحن بأمس الحاجة إليه. فمجالس الأحياء مطلوب تفعيلها وإحياؤها كما أنني أقترح إيجاد مركز للحي يتم إنشاؤه في أحد جوانب ساحات المسجد الجامع كملحق يحتوي مكتب العمدة ويتولى مسؤولية جميع سكان الحي خاصة إمام الجامع والعمدة، وتتولى كفاءات بشرية وأجهزة حاسب تدون فيها كافة المعلومات عن الحي وساكنيه والسكان الجدد وكذلك من رحلوا عن الحي لأن الأحياء أصبحت واسعة ومدينة الرياض مثلاً يسكنها قرابة خمسة ملايين وبالتالي فان حركتهم وتنقلاتهم ليست سهلة ومن هنا فان الموضوع حتمي ولا يجوز تأخيره.
وشدد د. الثنيان على سكان الحي فقال يجب ان يكونوا رجال أمن في حيهم وفي كل مكان وان يكونوا على معرفة تامة بجيرانهم ولا يجب ان نحمل الدولة كل شيء بل يجب ان نشعر بمسؤوليتنا ووطنيتنا. الكل ينظر إلى ميزة الأمن بالمملكة واستتبابه والراحة والطمأنينة فانها نعمة تستحق الشكر لله سبحانه وتعالى.
أيضاً هنالك موضوع آخر لا يقل أهمية في هذا الشأن وهو مسؤولية مكاتب العقار يجب ان يعوا مسؤوليتهم وان يتعرفوا على هؤلاء الساكنين واستخدام وسائل التقنية الحديثة يدون بواسطتها أسماء سكان الحي ويتم ربطها بأجهزة الشرطة. إذ ان المسؤولية مشتركة بين العمدة، ومجلس الحي، وإمام المسجد والجيران ومكاتب العقار.
أكرر الشكر والتقدير لجريدة الجزيرة على طرحها لهذا الموضوع المهم.
أهمية مجالس الأحياء
كما تحدث ل(الجزيرة) الشيخ إبراهيم بن سعيدان رجل الأعمال المعروف فقال: هذا الموضوع الذي طرحته الجزيرة من المواضيع المهمة وأعتقد ان لتفعيل مجلس الحي وإبراز دور العمدة والاهتمام بالحي من جامع الحي والحديقة الخاصة بالحي يتخلل ذلك لقاءات مستمرة بين الساكنين من خلال دوريات شهرية أو أسبوعية. إذاً أعود وأقول ان الجميع مسؤول عن أمن هذا الوطن.
كما تحدث ل(الجزيرة) الأستاذ فهد إبراهيم البابطين مدير إدارة بيت الشباب بالرياض فقال: أولاً أشكركم على طرح مثل هذه المواضيع المهمة وأقول ان تفعيل دور العمد شيء مهم للغاية وكذلك أحياء مجالس الأحياء والتعرف على الساكنين والتأكيد على اللقاءات الدورية أو الشهرية بين الساكنين كما يتطلب الأمر من مكاتب العقار الاهتمام بالساكنين والتعرف على هوياتهم ويجب ان تتضافر الجهود فالكل رجل أمن.
مجلس الحي ضروري
كما تحدث ل(الجزيرة) الأستاذ سعود عبدالعزيز الشماس مدير الإدارة العقارية في الغرفة التجارية بالرياض فقال: أرى أهمية صدور نظام مجلس الحي وتطبيقه على غرار النظام الذي صدر بتاريخ 21-2-1424ه (الخاص بنظام ملكية الوحدات العقارية وفرزها والذي منها تكوين جمعية الملاك)، فإن صدور نظام مجلس الحي هام وضروري من النواحي الأمنية والاجتماعية والتنظيمية للحي، حيث يكون الدور مناطاً لسكان الحي (بالتنسيق مع البلدية الفرعية وشرطة المنطقة) في تنظيم أمورهم في الحي والمجلس يتشكل من عدد من سكان الحي من خلال الانتخاب ولفترة 4 سنوات مثلاً ويكون هذا المجلس هو المسؤول عن جميع ما يخص الحي سواء النواحي الأمنية أو الاجتماعية أو التنظيمية. وينشأ صندوق الحي يشارك فيه كل سكان الحي، ويجتمع المجلس في فترات معينة لدراسة ومناقشة ما يهم الحي. وفي رأي ان مجلس الحي ضروري جداً لمتابعة الحي وصيانته والاهتمام به والسيطرة على النواحي الأمنية.
في بيت الشباب
كما تحدث ل(الجزيرة) عدد من أعضاء بيت الشباب بالدمام والذين أكدوا على أهمية تفعيل دور العمدة ومجلس الحي حيث أشار الأستاذ نايف سلمان البوحسون مسؤولية إمام المسجد ومتابعته لسكان الحي، كما أكد على أهمية دور العمدة ومساعدته في حل مشاكل الحي. وحدد الأستاذ نايف رأيه في مجلس الحي فقال: يجب ان يعي بالمسؤولية ويقوم بما هو مطلوب منه.
وقال الأستاذ علي محمد سعيد القحطاني ان إقامة مكاتب للعمد بالأحياء شيء مهم وذلك لسهولة معرفة ساكن الحي بحيث يكون لهذه المكاتب دوام معروف لدى ساكن الحي، أما مجالس الحي فهي ضرورية حيث تمكن الساكنين في الحي من التعارف ومعرفة كل شيء يخص حيهم. وأشكر الجزيرة على طرحها مثل هذه المواضيع المهمة.
وأكد الأستاذ محمد الحميدي المطيري أهمية ودور إمام المسجد ومعرفته لسكان الحي كما أشار إلى أهمية وجود مكاتب للعمد شريطة ان تقوم بما هو مطلوب منها على كل وجه.
كما تحدث ل(الجزيرة) الأستاذ محمد أحمد عبدالرضا حيث أكد على أهمية وجود مكاتب العمد وتوفير مكاتب لها ليسهل الوصول إليها لتمكن الجميع من معرفتها. كما أيد الأستاذ محمد أهمية إيجاد مجلس للحي لما له من أثر إيجابي لساكن الحي وتوثيق أواصر المحبة والألفة بين ساكني الحي شريطة ان يكونوا مؤهلين علمياً وثقافياً وحضارياً.
كما تحدث ل(الجزيرة) الأستاذ ناصر بن عبدالرحمن الزنان مدير شعبة المتعاقدين في الإدارة العامة للأندية والاتحادات الرياضية فقال: أولاً أشكر جريدة الجزيرة على طرحها لهذا الموضوع ولدي بعض المقترحات والآراء في هذا الموضوع فقال: أقترح بان يكون هناك وفي كل حي مسؤول عن هذا الحي ويكون من أقدم سكان الحي وسكنه ملك وموثوق به من الجميع مسؤول عن كل ساكن جديد وذلك بالتنسيق مع المكاتب العقارية والتأكد من صحة المعلومات المقدمة للمكتب وموافاة الجهة الأمنية بهذه المعلومات على ان يتم تعيين هذا الشخص من قبل الجهة المختصة مع اقتراح بان يكون هناك مجلس للحي يعقد ولو كل شهر مرة للتعارف وتقارب وجهات النظر في حالة سكن أي مواطن جديد في الحي ليكون هناك تكاتف من الجميع لمصلحة هذا الوطن الغالي.
آراء الطلاب الموهوبين
كما التقت الجزيرة بعدد من الطلاب الموهوبين المشاركين في البرنامج الإثرائي في العلوم والتقنية والمنفذة في الكلية التقنية بالرياض بإشراف مركز خدمة المجتمع، وقد كان للدكتور سعد بن محمد الشايب مدير المكتب الموحد لخدمة المجتمع بمنطقة الرياض ورئيس البرنامج الإثرائي للمهوبين الدور الكبير الذي أسهم به في الحصول على هذه الإجابات من بعض هؤلاء الطلاب والتي جاءت على النحو التالي:
حيث تحدث في البداية الطالب الموهوب حمد خالد محمد الرزيحي فقال: حقيقة قد لا أكون ملماً إلماماً كاملاً بدور العمدة ولكن يجب ان تقام لقاءات بين العمدة وكبار الحي لتوضيح دور العمدة وشخصيته وكذلك المرونة وحسن التعامل مع الناس. كما أنني لم أسمع بهذا المجلس ولا أعرف دوره الأساسي. أما فيما يخص مكتب العقار أعتقد ان دوره مهم فيهذه الناحية وان يكون على ارتباط مهم بمراكز الشرطة للقيام بما هو مطلوب.
وقال الطالب ريفان عايض السلوم: حقيقة لدي بعض المعلومات عن دور العمدة ومنها تنظيم شؤون الناس والقيام بالأعمال الاستفسارية لكنني أعتقد ان عمله يحتاج إلى تفعيل وتطوير. أما فيما يخص مجلس الحي فهو بحاجة إلى تطوير وتفعيل ليؤدي عمله على أكمل وجه. أما فيما يخص مكتب العقار فان الحاجة تدعو إلى التأكد من الذين يتم تأجيرهم ودوره بارز ومهم للغاية.
|