منذ إعلان تشكيلة المنتخب وبرنامجه الإعدادي للبطولة الآسيوية.. رفعت قلمي عن المنتخب وأحجمت عن الحديث عنه قبيل البطولة وأثناءها .. فقد كنت بين خيارين أحلاهما مرّ .. أن اكتب بإخلاص وضمير ووطنية .. وهنا سأتعرض لسوء الظن والسخط وقد اتهم أنى مرجف ومثبط .. أو ارفع العلم وامارس التطبيل (جاكم الأخضر وخّر عن طريقه) .. وهنا سأكون مارست الخداع والتغطية على الحقيقة المُرّة.
* فهذا المنتخب عندما أعدت خطته وأهدافه قبل عامين .. قدم على انه منتخب الحلم ومنتخب التحدي الذي سيمحو عار الخسارة من ألمانيا!! .. وجعل منه خصما للمنتخب السابق .. فتم الطعن بالسابق ووصف ذلك الجيل الذهبي الذي كسب كأس الخليج ولعب على نهائي كأس أمم آسيا وتأهل للمونديال ب(جيل النكبة)! .. فقط لان أهم لاعبيه ينتمون لناد معين .. مهمشين هذه النجاحات والإنجازات الكبيرة.
* وهنا يبرز الانفصام في هذا النقد .. فالمشرف على (منتخب جيل النكبة) هو المشرف الحالي فكيف ينتظرون منه منتخبا حلما) وهم يصفون منتخبا كان يرأسه أنه (منتخب النكبة) ..؟ ولماذا يبرأ ولا يكون مسؤولاً عن هذه النكبة؟ .. أليس من المفارقة انه عندما أتى الجد والحصاد كانت العودة للاعتماد على بعض نجوم منتخب النكبة!!؟ ولكن بعد فوات الأوان.
* وضعت خطط طموحة .. ورصد لها 100 مليون ريال .. لإعداد منتخب كاسح يصل لألمانيا .. وقيل انه سيتم الاعتماد على الأسماء الشابة ويستبعد ممن قارب سنه الثلاثين عاما .. ولكن الخطط والتصريحات كانت غير الواقع .. فرأينا لاعبين متقدمين في السن وشاهدنا لاعبين لفظتهم أنديتهم .. وبعضهم وضع على لوائح التنسيق .. وبعضهم احتياط الاحتياط .. رأيناهم اصبحوا أمل المنتخب ..!!
* ودعوى الظروف والنقص ليست عذرا كافيا .. فالمنتخب كان طرفا ثابتاً في خمسة نهائيات متتالية .. فهل يعني ذلك انه لا يتعرض لظروف ونقص ..؟ ان جعل ضغط مباريات الموسم والإرهاق والإصابات شماعة .. هو جزء من المشكلة وليس كلها .. مع مشكلة ندرة المواهب .. عقب انكباب الأندية الكبيرة على تجميع اللاعبين وتعطيل الإنتاج .. وزاده سوء التخبط في التشكيل والاختيار.
* هذه عوامل أسهمت في تقهقر الكرة ثم المنتخب .. فقوة المنتخب من قوة الأندية فعندما تتدهور الكرة في ناد كبير كالهلال .. ويتوقف عن ضخ المواهب والعناصر الفنية فحتما سينعكس سلبا وبشكل مباشر على المنتخب .. خصوصا انه النادي الأكثر تمويلاً .. فهنا ينبغي دراسة وتقصي أسباب هذا التراجع .. ولعل المفارقة التي تكشف الوضع المقلوب واللامنطقي .. ان الشباب بطل الدوري ليس فيه أي لاعب في المنتخب ، فأين الخطأ هنا وكيف يمكن تفسيره ؟ .. اجزم لو اختير الشباب لتمثيل المملكة مع تطعيمه بثلاثة أو أربعة لاعبين لحقق نتائج باهرة ..؟
ليس منا شرارة ولا مشؤوم ..!!
سمو رئيس النصر أبدى روحا وطنية ليست مستغربة منه .. عندما طالب في تصريح صحفي بالوقوف خلف المنتخب ودعمه حتى يتجاوز عقبة العراق .. وتأجيل انتقاد اللاعبين أو المدرب .. وان يكون المحللون والنقاد اكثر وطنية وإخلاصا وان يبتعدوا عن الميول والتعصب عند تناول نتائج المنتخب.
* إلا ان سموه ربط تدهور نتائج المنتخب بمعلق مباريات المنتخب الأستاذ محمد البكر .. ووصفه بانه (شرارة)! .. حيث طالب سموه بإبعاده عن التعليق وانه (أي سموه) يضمن تأهل منتخبنا!! .. ومع التقدير لسموه فليس من معتقداتنا الصحيحة وفطرتنا السليمة هذا التشاؤم و(التطير) من الأشخاص.
* وإذا كان سموه ناقم على المعلق البكر بحجة انه انتقد لاعبي النصر .. فالبكر انتقد مجموعة من اللاعبين ومن أندية مختلفة .. فالمنتخب لا مجاملة فيه .. ومن السائد والمتعارف عليه ان كثيراً من المعلقين وبحكم غيرتهم الوطنية .. إذا رأوا منتخب بلدهم يخسر .. يبدأون (بالتشره) والعتب والانتقاد ونقد البكر لإشراك الزهراني .. هو في حقيقته دفاع عن اللاعب حتى لا يحمل مسؤولية اكبر من إمكاناته .. بسبب خبرته القليلة حتى في ناديه.
* ومحاولة تمييز لاعبي النصر عن بقية لاعبي المنتخب ومنحهم حصانة خاصة .. وجعلهم في مأمن من النقد .. سيكون لها مردود عكسي ويحدث تفرقة بين اللاعبين .. فكم انتقد لاعبو الهلال وهوجموا في كل المنابر الفضائية والتلفزيونية والصحفية .. وحملوا أخطاء غيرهم حتى وهم يقودون المنتخب للبطولات والإنجازات التاريخية .. وآخرها كسب بطولة الخليج واللعب على نهائي كأس آسيا والتأهل لكأس العالم .. ولم يسلم لاعبوه من النقد والحش والتجريح .. ومع ذلك مرت مرور الكرام.
* والبكر لو أخذناه بمعيار التفاؤل والتشاؤم .. هو فأل حسن على المنتخب .. فهو معلق الإنجازات السعودية كأس آسيا 88 .. كأس الخليج مرتين .. كأس العرب في قطر .. التأهل لكأس العالم .. وكثير من الإنجازات التي لا تحضرني الآن .. البكر سبق ان ابعد عن التعليق على مباريات النصر بناء على طلب نصراوي ، والآن يطالبون بإبعاده عن التعليق على مباريات منتخب بلده ..!! ربما لسمو رئيس النصر وجهة نظر .. ولكني استنكر ما فعلته بعض الصحف من استغلال للتصريح .. والتشهير بالبكر ب(المانشتات) العريضة .. وهو رياضي وإعلامي وزميل لهم .. وكان الأحرى تطويق هذه الزوبعة الإعلامية .. وعدم تأجيجها وصب الزيت على النار .. فقد يصلهم الدور.
صفقة مقنعة
كثر الحديث عن صفقة استقطاب اللاعب إبراهيم المفرج .. وبرأيي أنها صفقة واقعية بل ومدروسة .. ولجأت لها إدارة الهلال لاعتبارات كثيرة .. فهي ترغب في تجديد الفريق بالتوازي مع إعادته للمنافسة في الموسم القادم .. وربما الإدارة ترغب ان تدعم خط الدفاع بلاعبين محليين .. ليكون اللاعبون الأجانب في مراكز المقدمة .. ولكن لا توجد خيارات كثيرة .. ويكفي ان نرى مدافعي المنتخب لنعلم ندرة المدافع الجيد .. إضافة إلى ان صفقة المفرج مكلفة .. ومثل هذا المبلغ يمكن المغامرة به.
* وإبراهيم من ابرز المدافعين لولا انه كان مدفونا في فريق متواضع جل طموحه البقاء في الممتاز .. كما ان الإصابات التي عرف بها أتصور أنها إصابات معنوية ومجرد إحباط نفسي .. ووجوده في فريق كبير سيساعده على تجديد طموحه الرياضي ، ويحدث نقلة وتطورا في مستواه .. وللمحافظة على تجدد الفريق وتشبيبه أرى أن يطلب من الإدارة المشرفة على القطاعات السنية والأولمبي ترشيح قلبي دفاع إلى ثلاثة من الصاعدين ، ممن يتوسم فيهم الموهبة .. بحيث يكونان على الأقل في مقاعد الاحتياط لإعدادهما لاحتلال هذا المركز الحساس .. مع أهمية تنسيق أنصاف المدافعين.
* وما زلت أرى ان الصفقات الباهظة المقدرة بملايين الريالات ليست من صالح الهلال .. واللاعب الجيد إذا تجاوز سعره الثمن الحقيقي له .. يصبح خسارة وليس صفقة رابحة .. وماذا ننتظر من محور ناشئ يقبض مالا يقل عن مليونين إلى ثلاثة ملايين .. سيشعر بالإشباع وينتهي طموحه وحماسه .. والصفقات الضخمة في الكرة السعودية فشلت أو ان مردودها كان ضعيفاً لا يتناسب مع تكلفتها.
وقفة أخيرة
جوال (الباندا) وأفاعيله صار حديث المجتمع .. فالإمكانات التقنية لهذا الجهاز العجيب وقدرته على نقل اللقطات المصورة المتحركة .. وتمكنه من التواصل مع الأجهزة المماثلة ومع (شبكة النت) .. بسبب تقنية (البلوتوث - التاب الأزرق) جعلت منه حديث الساعة .. ومع ان هذه تقنية قد يستفاد منها بشكل ايجابي .. إلا ان ضعاف النفوس ومرضى القلوب والرعاع .. طفقوا يستغلونها بصورة يسيئون فيها لآداب المجتمع ونقائه وحيائه .. ويغتالون الفضيلة بما يتناقلونه من لقطات خادشة للحياء والأخلاق .. لقطات يأثم ان يراها الشخص .. ولكن الأسوأ من ذلك هو من ينشرها .. وأسوأ من الاثنين من يروج للقطات مختلسة عن مؤمنات غافلات أو حتى لأوضاع غير لائقة ، ممن قد تكون زلت بها القدم .. فالأول إثمه على نفسه وبينه وبين الله .. والحالتان الأخريان تساهمان بنشر الفاحشة في المجتمع وتطبيعها .. وهتك ستر المسلمات .. ومن يفعل ذلك فهو متوعد من الله بالعقاب الشديد وسيفضحه على رؤوس الأشهاد .. ولست أرى منع (الباندا) مجديا فليس هذا حلاً عملياً .. وإذا منع الباندا فجوال (الزعيم) قادم .. والحل هو في توعية الناس ومخاطبة القيم الجميلة فيهم ، وتعلية شحنة الإيمان والوازع الديني لديهم .. والتنبيه إلى المخاطر والسلبيات المترتبة على سوء استخدام هذه التقنية.
تنويه
أعتذر لتوقف الزاوية مؤقتاً .. وإن شاء الله تعود في 9-7 |